ج1وج2.الدارمي المسند
ج1.كتاب
: مسند الدارمي تأليف الإِمَام أَبي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بن الفضل الدَّارِمِيَّ
مسند الدارمي
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِّ على النبي محمد ، وعلى آله وصحبه ، وَسَلِّم
رَبِّ يَسِّرْ وَأَعِنْ
أخبرنا الشيخ المسند أبو الوقت عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ
عِيسَى بن شعيب السجزي الهروي ، قراءة عليه ، أخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الرحمن
بن محمد بن المظفر الداوودي قراءة عليه في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وأربعمِئَة
، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ، قراءةً عليه ، سنة
إحدى وثمانين وثلاثمِئة ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ
الْعَبَّاسِ ، السَّمَرْقَنْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ،
قَالَ :
1- باب مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّاسُ قَبْلَ مَبْعَثِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَهْلِ وَالضَّلاَلَةِ
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ سُفْيَانَ
، عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُؤَاخَذُ الرَّجُلُ بِمَا عَمِلَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا
كَانَ عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ
بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ.
2- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ النَّضْرِ الرَّمْلِيُّ
, عَنْ مَسَرَّةَ بْنِ مَعْبَدٍ , مِنْ بَنِي الْحَارِثِ ابْنِ أَبِي الْحَرَامِ
مِنْ لَخْمٍ ، عَنِ الْوَضِينِ ؛ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّا كُنَّا أَهْلَ
جَاهِلِيَّةٍ وَعِبَادَةِ أَوْثَانٍ , فَكُنَّا نَقْتُلُ الأَوْلاَدَ , وَكَانَتْ
عِنْدِي بِنْتٌ لِي فَلَمَّا أَجَابَتْ
, وَكَانَتْ مَسْرُورَةً بِدُعَائِي إِذَا دَعَوْتُهَا
فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَاتَّبَعَتْنِي فَمَرَرْتُ حَتَّى أَتَيْتُ بِئْرًا مِنْ
أَهْلِي غَيْرَ بَعِيدٍ فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا فَرَدَّيْتُ بِهَا فِي الْبِئْرِ
وَكَانَ آخِرَ عَهْدِي بِهَا أَنْ تَقُولَ يَا أَبَتَاهُ يَا أَبَتَاهُ ، فَبَكَى
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى وَكَفَ دَمْعُ عَيْنَيْهِ , فَقَالَ لَهُ
رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَحْزَنْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم فَقَالَ لَهُ كُفَّ فَإِنَّهُ يَسْأَلُ عَمَّا أَهَمَّهُ ، ثُمَّ قَالَ
لَهُ : أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثَكَ , فَأَعَادَهُ , فَبَكَى حَتَّى وَكَفَ الدَّمْعُ
مِنْ عَيْنَيْهِ عَلَى لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَضَعَ
عَنِ الْجَاهِلِيَّةِ مَا عَمِلُوا فَاسْتَأْنِفْ عَمَلَكَ.
3- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ،
حَدَّثَنِي مَوْلاَيَ أَنَّ أَهْلَهُ بَعَثُوا مَعَهُ بِقَدَحٍ فِيهِ زُبْدٌ
وَلَبَنٌ إِلَى آلِهَتِهِمْ ، قَالَ : فَمَنَعَنِي أَنْ آكُلَ الزُّبْدَ
لِمَخَافَتِهَا ، قَالَ : فَجَاءَ كَلْبٌ فَأَكَلَ الزُّبْدَ وَشَرِبَ اللَّبَنَ ،
ثُمَّ بَالَ عَلَى الصَّنَمِ وَهُوَ إِسَافٌ وَنَائِلَةُ . قَالَ هَارُونُ : كَانَ الرَّجُلُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا سَافَرَ حَمَلَ مَعَهُ أَرْبَعَةَ أَحْجَارٍ ثَلاَثَةٌ
لِقِدْرِهِ , وَالرَّابِعُ يَعْبُدُهُ , وَيُرَبِّي كَلْبَهُ وَيَقْتُلُ وَلَدَهُ.
4- حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
رَيْحَانُ ، هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، هُوَ ابْنُ
مَنْصُورٍ , عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ : كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا
أَصَبْنَا حَجَرًا حَسَنًا عَبَدْنَاهُ , وَإِنْ لَمْ نُصِبْ حَجَرًا جَمَعْنَا
كُثْبَةً مِنْ رَمْلٍ ، ثُمَّ جِئْنَا بِالنَّاقَةِ الصَّفِيِّ فَتَفَاجَّ
عَلَيْهَا , فَنَحْلِبُهَا عَلَى الْكُثْبَةِ حَتَّى نَرْوِيَهَا ، ثُمَّ نَعْبُدُ
تِلْكَ الْكُثْبَةَ مَا أَقَمْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : الصَّفِيُّ الْكَثِيرَةُ
الأَلْبَانِ . فتفاج : يعني الناقة إذا فرجت بين رجليها للحلب , والفج : الطريق
الواسع وجمعه فجاج.
2- باب صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي
الْكُتُبِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ
5- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ كَعْبٌ
نَجِدُ مَكْتُوبًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ فَظٌّ ، وَلاَ
غَلِيظٌ ، وَلاَ صَخَّابٌ بِالأَسْوَاقِ ، وَلاَ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ
السَّيِّئَةَ , وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ , وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ , يُكَبِّرُونَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ , وَيَحْمَدُونَهُ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ
, يَتَأَزَّرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ
, وَيَتَوَضَّؤُونَ عَلَى أَطْرَافِهِمْ , مُنَادِيهِمْ
يُنَادِي فِي جَوِّ السَّمَاءِ , صَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ , وَصَفُّهُمْ فِي
الصَّلاَةِ سَوَاءٌ , لَهُمْ بِاللَّيْلِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ,
مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ , وَمُهَاجِرُهُ بِطَيْبَةَ , وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ.
6- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي خَالِدٌ ، هُوَ ابْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، هُوَ ابْنُ
أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أُسَامَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ
ابْنِ سَلاَمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّا لَنَجِدُ
صِفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا , وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ , أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي , سَمَّيْتُهُ
الْمُتَوَكِّلَ , لَيْسَ بِفَظٍّ ، وَلاَ غَلِيظٍ ، وَلاَ صَخَّابٍ بِالأَسْوَاقِ
، وَلاَ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا , وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَتَجَاوَزُ ,
وَلَنْ أَقْبِضَهُ حَتْى يُقِيمَ الْمِلَّةَ الْمُتَعَوِّجَةَ , بِأَنْ يَشْهَدَ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , نَفْتَحُ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا , وَآذَانًا
صُمًّا , وَقُلُوبًا غُلْفًا.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ : وَأَخْبَرَنِي أَبُو
وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ ؛ أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبًا يَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ ابْنُ
سَلاَمٍ.
7- أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ
, عَنْ كَعْبٍ ؛ فِي السَّطْرِ الأَوَّلِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَبْدِيَ الْمُخْتَارُ
, لاَ فَظٌّ ، وَلاَ غَلِيظٌ ، وَلاَ صَخَّابٌ فِي الأَسْوَاقِ ، وَلاَ يَجْزِي
بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ , وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ , مَوْلِدُهُ
بِمَكَّةَ , وَهِجْرَتُهُ بِطَيْبَةَ
, وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ , وَفِي السَّطْرِ الثَّانِي
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ , يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي
السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ , يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ , وَيُكَبِّرُونَهُ
عَلَى كُلِّ شَرَفٍ , رُعَاةُ الشَّمْسِ , يُصَلُّونَ الصَّلاَةَ إِذَا جَاءَ
وَقْتُهَا , وَلَوْ كَانُوا عَلَى رَأْسِ كُنَاسَةٍ , وَيَأْتَزِرُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ ,
وَيُوَضِّؤُونَ أَطْرَافَهُمْ ,
وَأَصْوَاتُهُمْ بِاللَّيْلِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ
كَصَوْتِ النَّحْلِ.
8- أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي فَرْوَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رضي الله عنهما ؛ أَنَّهُ سَأَلَ كَعْبَ الأَحْبَارِ ,
كَيْفَ تَجِدُ نَعْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ ؟
فَقَالَ كَعْبٌ : نَجِدُهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ , يُولَدُ بِمَكَّةَ ,
وَيُهَاجِرُ إِلَى طَابَةَ وَيَكُونُ مُلْكُهُ بِالشَّامِ , وَلَيْسَ بِفَحَّاشٍ ، وَلاَ صَخَّابٍ
فِي الأَسْوَاقِ ، وَلاَ يُكَافِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ , وَلَكِنْ
يَعْفُو وَيَغْفِرُ , أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ , يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ
سَرَّاءٍ , وَيُكَبِّرُونَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ , يُوَضِّؤُونَ
أَطْرَافَهُمْ , وَيَأْتَزِرُونَ فِي أَوْسَاطِهِمْ , يَصُفُّونَ فِي
صَلاَتِهِمْ كَمَا يَصُفُّونَ فِي قِتَالِهِمْ , دَوِيُّهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ
كَدَوِيِّ النَّحْلِ , يُسْتَمَعُ مُنَادِيهِمْ فِي جَوِّ السَّمَاءِ.
9- أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ إِلَيْكُمْ
لَيْسَ بِوَهِنٍ ، وَلاَ كَسِلٍ لِيُحْيِيَ قُلُوبًا غُلْفًا , وَيَفْتَحَ أَعْيُنًا عُمْيًا ,
وَيُسْمِعَ آذَانًا صُمًّا , وَيُقِيمَ السُّنَّةَ الْعَوْجَاءَ حَتَّى يُقَالَ :
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ.
10- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْحِزَامِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ , عَنْ عَطَاءٍ ,
عَنْ عَامِرٍ قَالَ : كَانَ رجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةٌ , فَمَشَى مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ ، قَالَ : فَإِحْدَى
رِجْلَيْهِ فِي الْبَيْتِ , وَالأُخْرَى خَارِجَةٌ كَأَنَّهُ يُنَاجِي ,
فَالْتَفَتَ فَقَالَ : أَتَدْرِي مَنْ كُنْتُ أُكَلِّمُ ؟ إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ
أَرَهُ قَطُّ قَبْلَ يَوْمِي هَذَا , اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ
, قَالَ : إِنَّا آتَيْنَاكَ ، أَوْ أَنْزَلْنَا الْقُرْآنَ فَصْلاً ,
وَالسَّكِينَةَ صَبْرًا وَالْفُرْقَانَ وَصْلاً.
11- أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
رَيْحَانُ ، هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، هُوَ ابْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ , عَنْ عَطِيَّةَ , أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ
الْجُرَشِيَّ يَقُولُ : أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ :
لِتَنَمْ عَيْنُكَ , وَلْتَسْمَعْ أُذُنُكَ , وَلِيَعْقِلْ قَلْبُكَ . قَالَ :
فَنَامَتْ عَيْنَايَ , وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ , وَعَقَلَ قَلْبِي ، قَالَ : فَقِيلَ
لِي : سَيِّدٌ بَنَى دَارًا , فَصَنَعَ مَأْدُبَةً , وَأَرْسَلَ دَاعِيًا , فَمَنْ أَجَابَ
الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ , وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ , وَرَضِيَ عَنْهُ السَّيِّدُ ، وَمَنْ
لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ , لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ , وَلَمْ يَطْعَمْ مِنَ
الْمَأْدُبَةِ وَسَخِطَ عَلَيْهِ السَّيِّدُ , قَالَ : فَاللَّهُ السَّيِّدُ ,
وَمُحَمَّدٌ الدَّاعِي , وَالدَّارُ الإِسْلاَمُ , وَالْمَأْدُبَةُ الْجَنَّةُ.
12- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ التَّمِيمِيِّ , عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى
الْبَطْحَاءِ وَمَعَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ , فَأَقْعَدَهُ وَخَطَّ عَلَيْهِ خَطًّا ،
ثُمَّ قَالَ : لاَ تَبْرَحَنَّ فَإِنَّهُ سَيَنْتَهِي إِلَيْكَ رِجَالٌ فَلاَ
تُكَلِّمْهُمْ فَإِنَّهُمْ لَنْ يُكَلِّمُوكَ , فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم حَيْثُ أَرَادَ ، ثُمَّ جَعَلُوا يَنْتَهُونَ إِلَى الْخَطِّ لاَ
يُجَاوِزُونَهُ ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , حَتَّى
إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ جَاءَ إِلَيَّ فَتَوَسَّدَ فَخِذِي , وَكَانَ
إِذَا نَامَ نَفَخَ فِي النَّوْمِ نَفْخًا , فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم مُتَوَسِّدٌ فَخِذِي رَاقِدٌ , إِذْ أَتَانِي رِجَالٌ كَأَنَّهُمْ الْجِمَالُ
, عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ , اللَّهُ أَعْلَمُ مَا بِهِمْ مِنَ الْجَمَالِ حَتَّى
قَعَدَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ رَأْسِهِ , وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ
رِجْلَيْهِ , فَقَالُوا بَيْنَهُمْ : مَا رَأَيْنَا عَبْدًا أُوتِيَ مِثْلَ مَا
أُوتِيَ هَذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم , إن عَيْنَيْهِ لَتَنَامَانِ ,
وَإِنَّ قَلْبَهُ لَيَقْظَانُ ,
اضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً , سَيِّدٌ بَنَى قَصْرًا ، ثُمَّ
جَعَلَ مَأْدُبَةً , فَدَعَا النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ ، ثُمَّ
ارْتَفَعُوا , وَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ
, فَقَالَ : أَتَدْرِي مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : هُمُ
الْمَلاَئِكَةُ وَقَالَ هَلْ تَدْرِي مَا الْمَثَلُ الَّذِي ضَرَبُوهُ , قُلْتُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ الرَّحْمَنُ بَنَى الْجَنَّةَ , فَدَعَا
إِلَيْهَا عِبَادَهُ , فَمَنْ أَجَابَهُ دَخَلَ جَنَّتَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ
عَاقَبَهُ وَعَذَّبَهُ.
3- باب كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم
13- أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ عَنْ بَحِيرٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ , عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ , أَنَّهُ
حَدَّثَهُمْ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَجُلٌ : كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ
شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ
بَكْرٍ , فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا , وَلَمْ نَأْخُذْ
مَعَنَا زَادًا , فَقُلْتُ : يَا أَخِي اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ
أُمِّنَا , فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ فَأَقْبَلَ طَائِرَانِ
أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَهُوَ
هُوَ ؟ قَالَ الآخَرُ : نَعَمْ ، فَأَقْبَلاَ يَبْتَدِرَانِي , فَأَخَذَانِي
فَبَطَحَانِي لِلْقَفَا , فَشَقَّا بَطْنِي ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي
فَشَقَّاهُ , فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ , فَقَالَ
أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ ، فَغَسَلَ بِهِ جَوْفِي ،
ثُمَّ
قَالَ : ائْتِنِي بِمَاءِ بَرْدٍ ، فَغَسَبِهِ بِهِ
قَلْبِي ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ ، فَذَرَّهُ فِي قَلْبِي ، ثُمَّ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : حُصْهُ ، فَحَاصَهُ , وَخَتَمَ عَلَيْهِ
بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : اجْعَلْهُ فِي
كَفَّةٍ , وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كَفَّةٍ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ
عَلَيَّ بَعْضُهُمْ , فَقَالَ :
لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ ،
ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي , قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا
بِالَّذِي لَقِيتُ , فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي , فَقَالَتْ :
أُعِيذُكَ بِاللَّهِ ، فَرَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا , فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ ,
وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي , فَقَالَتْ : أَدَّيْتُ
أَمَانَتِي وَذِمَّتِي . وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ , فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ ,
وَقَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ حِينَ خَرَجَ مِنِّي شَيْئًا , يَعْنِي نُورًا أَضَاءَتْ
مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ.
14- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ ,
عَنْ عُمَرَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الْغِفَارِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ , كَيْفَ
عَلِمْتَ أَنَّكَ نَبِيٌّ حَتَّى اسْتَيْقَنْتَ ؟ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ
أَتَانِي مَلَكَانِ , وَأَنَا بِبَعْضِ بَطْحَاءِ مَكَّةَ , فَوَقَعَ أَحَدُهُمَا
إِلَى الأَرْضِ , وَكَانَ الآخَرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ , فَقَالَ
أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ زِنْهُ بِرَجُلٍ
، فَوُزِنْتُ بِهِ فَوَزَنْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : فَزِنْهُ بِعَشَرَةٍ ، فَوُزِنْتُ
بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنْهُ بِمِئَةٍ فَوُزِنْتُ بِهِمْ
فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنْهُ بِأَلْفٍ فَوُزِنْتُ بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ
كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَنْتَثِرُونَ عَلَيَّ مِنْ خِفَّةِ الْمِيزَانِ ,
قَالَ : فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : لَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ
لَرَجَحَهَا.
15- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنَادِيهِمْ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ.
4- باب مَا أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ نَبِيَّهُ
صلى الله عليه وسلم مِنْ إِيمَانِ الشَّجَرِ بِهِ وَالْبَهَائِمِ وَالْجِنِّ
16- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ , عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي
سَفَرٍ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ , فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ إِلَى أَهْلِي . قَالَ : هَلْ لَكَ فِي
خَيْرٍ ؟ قَالَ : وَمَا هُوَ , قَالَ : تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَقَالَ :
، وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَى مَا تَقُولُ قَالَ : هَذِهِ السَّلَمَةُ , فَدَعَاهَا
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ,
وَهِيَ بِشَاطِئِ الْوَادِي , فَأَقْبَلَتْ تُخُدُّ
الأَرْضَ خَدًّا , حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلاَثًا ,
فَشَهِدَتْ ثَلاَثًا أَنَّهُ كَمَا قَالَ , ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا , وَرَجَعَ
الأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْمِهِ وَقَالَ : إِنِ اتَّبَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ ,
وَإِلاَّ رَجَعْتُ فَكُنْتُ مَعَكَ.
17- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ
قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ , وَكَانَ لاَ
يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ فَلاَ يُرَى فَنَزَلْنَا بِفَلاَةٍ مِنَ
الأَرْضِ لَيْسَ فِيهَا شَجَرَةٌ ، وَلاَ عَلَمٌ , فَقَالَ : يَا جَابِرُ اجْعَلْ
فِي إِدَاوَتِكَ مَاءً ، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا , قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لاَ نُرَى ,
فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ ، فَقَالَ : يَا
جَابِرُ انْطَلِقْ إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ , فَقُلْ : يَقُولُ لَكِ رَسُولُ
اللهِ : الْحَقِي بِصَاحِبَتِكِ , حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا , قَالَ فَفَعَلْتُ , فَرَجَعَتْ
إِلَيْهَا , فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُمَا ، ثُمَّ
رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا , فَرَكِبْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم , وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَيْنَا
الطَّيْرُ تُظِلُّنَا , فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَقَالَتْ
: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلَّ يَوْمٍ
ثَلاَثَ مِرَارٍ . قَالَ : فَتَنَاوَلَ الصَّبِيَّ , فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ ، ثُمَّ قَالَ : اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ أَنَا
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
,
اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ أَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم ثَلاَثًا ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهَا فَلَمَّا قَضَيْنَا سَفَرَنَا
مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ , فَعَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ مَعَهَا صَبِيُّهَا
, وَمَعَهَا كَبْشَانِ تَسُوقُهُمَا , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ اقْبَلْ
مِنِّي هَدِيَّتِي , فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ ,
فَقَالَ : خُذُوا مِنْهَا وَاحِدًا وَرُدُّوا عَلَيْهَا الآخَرَ , قَالَ : ثُمَّ
سِرْنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا , كَأَنَّمَا عَلَيْنَا
الطَّيْرُ تُظِلُّنَا , فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ سِمَاطَيْنِ
خَرَّ سَاجِدًا , فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَقَالَ عَلَيَّ
النَّاسَ مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ ؟ فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا :
هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : فَمَا شَأْنُهُ ؟ قَالُوا "
اسْتَنَيْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً , وَكَانَتْ بِهِ شُحَيْمَةٌ ,
فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ , فَنُقَسِّمَهُ بَيْنَ غِلْمَانِنَا , فَانْفَلَتَ
مِنَّا . قَالَ : بِيعُونِيهِ , قَالُوا : لاَ , بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ،
قَالَ : أَمَّا لاَ ,فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ , قَالَ
الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ ذَلِكَ :
يَا رَسُولَ اللهِ نَحْنُ أَحَقُّ بِالسُّجُودِ لَكَ
مِنَ الْبَهَائِمِ . قَالَ : لاَ يَنْبَغِي لِشَيْءٍ أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ ,
وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ النِّسَاءُ لأَزْوَاجِهِنَّ.
18- حَدَّثَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ ، عَنِ
الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما
قَالَ : أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَفَعْنَا
إِلَى حَائِطٍ فِي بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا فِيهِ جَمَلٌ لاَ يَدْخُلُ
الْحَائِطَ أَحَدٌ إِلاَّ شَدَّ عَلَيْهِ , فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم , فَأَتَاهُ فَدَعَاهُ , فَجَاءَ وَاضِعًا مِشْفَرَهُ على الأَرْضِ
حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ : هَاتُوا خِطَامًا فَخَطَمَهُ
وَدَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ : مَا بَيْنَ السَّمَاءِ
إِلَى الأَرْضِ أَحَدٌ إِلاَّ يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلاَّ عَاصِيَ
الْجِنِّ وَالإِنْسِ.
19- أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ , عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ
بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ
إِنَّ ابْنِي بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا
فَيُخَبَّثُ عَلَيْنَا ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ
وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً وَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجِرْوِ الأَسْوَدِ
فَسَعَى.
20- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَنْبَأنا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْعَبْدِيُّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ,
عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ
قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ , إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ.
21- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ , عَنْ عَبَّادٍ
أَبِي يَزِيدَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ , فَخَرَجْنَا مَعَهُ فِي
بَعْضِ نَوَاحِيهَا , فَمَرَرْنَا بَيْنَ الْجِبَالِ وَالشَّجَرِ فَلَمْ نَمُرَّ
بِشَجَرَةٍ ، وَلاَ جَبَلٍ إِلاَّ قَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ.
22- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ
مُزَيْنَةَ ، أَوْ جُهَيْنَةَ قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
الْفَجْرَ , فَإِذَا هُوَ بِقَرِيبٍ مِنْ مِئَةِ ذِئْبٍ قَدْ أَقْعَيْنَ وُفُودُ
الذِّئَابِ , فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : تَرْضَخُونَ
لَهُمْ شَيْئًا مِنْ طَعَامِكُمْ , وَتَأْمَنُونَ عَلَى مَا سِوَى ذَلِكَ ؟
فَشَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَاجَةَ , قَالَ :
فَآذِنُوهُنَّ , قَالَ : فَآذَنُوهُنَّ , فَخَرَجْنَ وَلَهُنَّ عُوَاءٌ.
23- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَن أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ قَالَ : جَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ , وَقَدْ تَخَضَّبَ بِالدَّمِ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ
مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ
تُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً ؟ قَالَ : نَعَمْ فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ
وَرَائِهِ فَقَالَ : ادْعُ بِهَا ، فَدَعَا بِهَا فَجَاءَتْ فَقَامَتْ بَيْنَ
يَدَيْهِ , فَقَالَ : مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ ، فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم : حَسْبِي حَسْبِي
24- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حدثنا
جَرِيرٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَلاَ أُرِيكَ
آيَةً ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَاذْهَبْ فَادْعُ تِلْكَ النَّخْلَةَ ،
فَدَعَاهَا , فَجَاءَتْ تَنْقُزُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : قُلْ لَهَا تَرْجِعْ
. قَالَ لَهَا : رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ارْجِعِي , فَرَجَعَتْ
حَتَّى عَاَدَتْ إِلَى مَكَانِهَا , فَقَالَ : يَا بَنِي عَامِرٍ مَا رَأَيْتُ
رَجُلاً كَالْيَوْمِ أَسْحَرَ مِنْهُ.
5- باب مَا أَكْرَمَ اللَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم مِنْ تَفْجِيرِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ
25- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي
الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : دَعَا النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم بِلاَلاً فَطَلَبَ بِلاَلٌ الْمَاءَ ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : لاَ
وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ الْمَاءَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : فَهَلْ مِنْ
شَنٍّ ؟ فَأَتَاهُ بِشَنٍّ فَبَسَطَ كَفَّيْهِ فِيهِ , فَانْبَعَثَ تَحْتَ يَدَيْهِ عَيْنٌ ،
قَالَ : فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ يَشْرَبُ وَغَيْرُهُ
يَتَوَضَّأُ.
26- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ ، قَالَ :
قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما غَزَوْنَا ، أَوْ سَافَرْنَا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ بِضْعَةَ عَشَرَ
وَمِئَتَانِ فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
هَلْ فِي الْقَوْمِ مِنْ طَهُورٍ ؟ فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى بِإِدَاوَةٍ فِيهَا
شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ مَاءٌ غَيْرُهُ , فَصَبَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم فِي قَدَحٍ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ
وَتَرَكَ الْقَدَحَ , فَرَكِبَ النَّاسُ ذَلِكَ الْقَدَحَ وَقَالُوا : تَمَسَّحُوا
تَمَسَّحُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلَى رِسْلِكُمْ حِينَ
سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ , فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
كَفَّهُ فِي الْمَاءِ وَالْقَدَحِ , وَقَالَ : بِسْمِ اللهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَسْبِغُوا
الطُّهُورَ , فَوَالَّذِي هُوَ ابْتَلاَنِي بِبَصَرِي لَقَدْ رَأَيْتُ الْعُيُونَ
عُيُونَ الْمَاءِ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ فَلَمْ يَرْفَعْهَا حَتَّى
تَوَضَّؤُوا أَجْمَعُونَ.
27- أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ,
وَسَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عُمَرِو بْنِ
مُرَّةَ وَحُصَيْنٍ , سَمِعَا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يَقُولُ : سَمِعْتُ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ : أَصَابَنَا عَطَشٌ ,
فَجَهَشْنَا , فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ,
فَوَضَعَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ فَجَعَلَ يَفُورُ كَأَنَّهُ عُيُونٌ مِنْ خَلَلِ
أَصَابِعِهِ , وَقَالَ : اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ , فَشَرِبْنَا حَتَّى
وَسِعَنَا وَكَفَانَا
وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ فَقُلْنَا لِجَابِرٍ : كَمْ كُنْتُمْ ؟
قَالَ : كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِئَةٍ , وَلَوْ كُنَّا مِئَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا.
28- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ
أَبُو عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ،
حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ : شَكَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشَ فَدَعَا بِعُسٍّ
فَصَبَّ فِيهِ مَاءًا , وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِيهِ ،
قَالَ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ عُيُونًا مِنْ بَيْنِ
أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَالنَّاسُ يَسْتَقُونَ , حَتَّى اسْتَقَى
النَّاسُ كُلُّهُمْ.
29- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ
إِسْرَائِيلَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
قَالَ : سَمِعَ عَبْدُ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ بِخَسْفٍ فَقَالَ : كُنَّا
أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً , وَأَنْتُمْ
تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا , إِنَّا بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم لَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ , فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اطْلُبُوا مَنْ
مَعَهُ فَضْلُ مَاءٍ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِي الإِنَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ
كَفَّهُ فِيهِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ ، ثُمَّ قَالَ
: حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبْارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ تَعَالَى ,
فَشَرِبْنَا . قَالَ عَبْدُ اللهِ
: كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ.
30- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيقٍ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ :
زُلْزِلَتِ الأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عَبْدِ اللهِ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ :
إِنَّا كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَرَى الآيَاتِ بَرَكَاتٍ , وَأَنْتُمْ
تَرَوْنَهَا تَخْوِيفًا , بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
فِي سَفَرٍ إِذْ حَضَرَتِ الصَّلاَةُ , وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ إِلاَّ يَسِيرٌ ,
فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فِي صَحْفَةٍ , وَوَضَعَ
كَفَّهُ فِيهِ , فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَبَجَّسُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ ، ثُمَّ
نَادَى حَيَّ عَلَى أَهْلِ الْوَضُوءِ , وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ , فَأَقْبَلَ
النَّاسُ فَتَوَضَّؤُوا , وَجَعَلْتُ لاَ هَمَّ لِي إِلاَّ مَا أُدْخِلُهُ بَطْنِي
لِقَوْلِهِ : وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ , فَحَدَّثْتُ بِهِ سَالِمَ بْنَ أَبِي
الْجَعْدِ فَقَالَ : كَانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئْة.
6- باب مَا أُكْرِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من
حَنِينِ الْمِنْبَرِ
31- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، أَنْبَأَنَا
مُعَاذُ بْنُ الْعَلاَءِ , عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَلَمَّا اتَّخَذَ
الْمِنْبَرَ حَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَتَاهُ فَمَسَحَهُ .
32- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنِي
ابْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
إِذَا خَطَبَ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ فَكَانَ يَشُقُّ عَلَيْهِ قِيَامُهُ
فَأُتِيَ بِجِذْعِ نَخْلَةٍ فَحُفِرَ لَهُ وَأُقِيمَ إِلَى جَنْبِهِ قَائِمًا
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا
خَطَبَ فَطَالَ الْقِيَامُ عَلَيْهِ , اسْتَنَدَ إِلَيْهِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ فَبَصُرَ
بِهِ رَجُلٌ كَانَ وَرَدَ الْمَدِينَةَ فَرَآهُ قَائِمًا إِلَى جَنْبِ ذَلِكَ
الْجِذْعِ , فَقَالَ لِمَنْ يَلِيهِ مِنَ النَّاسِ : لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ
مُحَمَّدًا يَحْمَدُنِي فِي شَيْءٍ يَرْفُقُ بِهِ لَصَنَعْتُ لَهُ مَجْلِسًا
يَقُومُ عَلَيْهِ , فَإِنْ شَاءَ جَلَسَ مَا شَاءَ , وَإِنْ شَاءَ قَامَ ،
فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
: ائْتُونِي بِهِ فَأَتَوْهُ بِهِ , فَأَمَرَهُ أَنْ يَصْنَعَ لَهُ هَذِهِ
الْمَرَاقِيَ الثَّلاَثَ ، أَوِ الأَرْبَعَ , هِيَ الآنَ فِي مِنْبَرِ
الْمَدِينَةِ , فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ رَاحَةً ,
فَلَمَّا فَارَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْجِذْعَ , وَعَمَدَ إِلَى
هَذِهِ الَّتِي صُنِعَتْ لَهُ جَزِعَ الْجِذْعُ , فَحَنَّ كَمَا تَحِنُّ
النَّاقَةُ حِينَ فَارَقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم , فَزَعَمَ ابْنُ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ
حَنِينَ الْجِذْعِ , رَجَعَ إِلَيْهِ , فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ , وَقَالَ :
اخْتَرْ أَنْ أَغْرِسَكَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ , فَتَكُونَ كَمَا
كُنْتَ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَغْرِسَكَ فِي الْجَنَّةِ فَتَشْرَبَ مِنْ
أَنْهَارِهَا وَعُيُونِهَا فَيَحْسُنَ نَبْتُكَ وَتُثْمِرَ فَيَأْكُلَ أَوْلِيَاءُ
اللهِ مِنْ ثَمَرَتِكَ وَنَخْلِكَ فَعَلْتُ , فَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ لَهُ : نَعَمْ قَدْ فَعَلْتُ
مَرَّتَيْنِ فَسُئِلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : اخْتَارَ أَنْ
أَغْرِسَهُ فِي الْجَنَّةِ.
33- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُّ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ,
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ قَبْلَ أَنْ
يُجْعَلَ الْمِنْبَرُ فَلَمَّا جُعِلَ الْمِنْبَرُ حَنَّ ذَلِكَ الْجِذْعُ حَتَّى
سَمِعْنَا حَنِينَهُ , فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَيْهِ
فَسَكَنَ.
34- حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ حَفْصِ بْنِ
عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَى خَشَبَةٍ فَلَمَّا صُنِعَ
الْمِنْبَرُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَنَّتْ حَنِينَ
الْعِشَارِ حَتَّى وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَيْهَا
فَسَكَنَتْ.
35- أَخْبَرَنَا فَرْوَةُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
كُرَيْبٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : حَنَّتِ
الْخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ الْخَلُوجِ.
36- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ , عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ،
عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ , وَيَخْطُبُ إِلَيْهِ إِذْ كَانَ
الْمَسْجِدُ عَرِيشًا , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : أَلاَ نَجْعَلُ
لَكَ عَرِيشًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَرَاكَ النَّاسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتُسْمَعُ
مِنْ خُطْبَتِكَ . قَالَ : نَعَمْ فَصُنِعَ لَهُ الثَّلاَثَ دَرَجَاتٍ هُنَّ
اللَّوَاتِي عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ , وَوُضِعَ فِي
مَوْضِعِهِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , قَالَ :
فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ الْمِنْبَرَ مَرَّ
عَلَيْهِ فَلَمَّا جَاوَزَهُ خَارَ الْجِذْعُ حَتَّى تَصَدَّعَ وَانْشَقَّ ,
فَرَجَعَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ حَتَّى
سَكَنَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَ : فَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَّى
إِلَيْهِ فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ
كَعْبٍ فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى بَلِيَ فَأَكَلَتْهُ الأَرَضَةُ وَعَادَ
رُفَاتًا.
37- حَدَّثَنَا عبد اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ
إِلَى لِزْقِ جِذْعٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيٌّ فَقَالَ أَصْنَعُ لَكَ مِنْبَرًا
تَخْطُبُ عَلَيْهِ , فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا , هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ ، قَالَ :
فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ , حَنَّ الْجِذْعُ حَنِينَ
النَّاقَةِ إِلَى وَلَدِهَا , فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهُ
إِلَيْهِ فَسَكَنَ , فَأُمِرَ بِهِ أَنْ يُحْفَرَ لَهُ وَيُدْفَنَ.
38- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا الصَّعْقُ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ لَمَّا أَنْ قَدِمَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ جَعَلَ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى
خَشَبَةٍ وَيُحَدِّثُ النَّاسَ فَكَثُرُوا حَوْلَهُ فَأَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم أَنْ يُسْمِعَهُمْ فَقَالَ : ابْنُوا لِي شَيْئًا أَرْتَفِعُ عَلَيْهِ , قَالَوا :
كَيْفَ يَا نَبِيَّ اللهِ ؟ قَالَ : عريش كعريش مُوسَى فَلَمَّا أَنْ بَنَوْا لَهُ
- قَالَ الْحَسَنُ - حَنَّتْ وَاللَّهِ الْخَشَبَةُ.
قَالَ الْحَسَنُ سُبْحَانَ اللهِ هَلْ تبتغى قُلُوبُ
قَوْمٍ سَمِعُوا
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : يَعْنِي هَذَا
39- أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ الْمِنْبَرَ فَلَمَّا اتَّخَذَ
الْمِنْبَرَ وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ حَنَّ الْجِذْعُ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ ,
وَقَالَ : لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
40- أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بن مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ بِمِثْلِهِ
41- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا
الْمَسْعُودِيُّ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ قَالَ : حَنَّتِ الْخَشَبَةُ الَّتِي كَانَ يَقُومُ عِنْدَهَا فَقَامَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ.
42- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ أَبِي
خَلَفٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ فِي الْمَسْجِدِ فَيَخْطُبُ
النَّاسَ فَجَاءَهُ رُومِيٌّ فَقَالَ : أَلاَ أَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ
عَلَيْهِ وَكَأَنَّكَ قَائِمٌ فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا لَهُ دَرَجَتَانِ
وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ , فَلَمَّا قَعَدَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه
وسلم عَلَى ذَلِكَ الْمِنْبَرِ خَارَ الْجِذْعُ كَخُوَارِ الثَّوْرِ , حَتَّى
ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَنَزَلَ
إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمِنْبَرِ , فَالْتَزَمَهُ
وَهُوَ يَخُورُ , فَلَمَّا الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَكَتَ ،
ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ لَمْ أَلْتَزِمْهُ
لَمَا زَالَ هَكَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم , فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدُفِنَ.
7- باب مَا أُكْرِمَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
فِي بَرَكَةِ طَعَامِهِ
43- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ عَبْدِ
الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ الْمَكِّيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم سَمِعْتَهُ مِنْهُ أَرْوِيهِ عَنْكَ ، فَقَالَ جَابِرٌ : كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفُرُهُ فَلَبِثْنَا
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ نَطْعَمُ طَعَامًا ، وَلاَ نَقْدِرُ عَلَيْهِ فَعَرَضَتْ
فِي الْخَنْدَقِ كُدْيَةٌ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ كُدْيَةٌ قَدْ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ
فَرَشَشْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ , فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ , فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ ، أَوْ الْمِسْحَاةَ ،
ثُمَّ سَمَّى ثَلاَثًا ، ثُمَّ ضَرَبَ فَعَادَتْ كَثِيبًا أَهْيَلَ , فَلَمَّا
رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ائْذَنْ لِي ، قَالَ : فَأَذِنَ لِي فَجِئْتُ امْرَأَتِي فَقُلْتُ : ثَكِلَتْكِ
أُمُّكِ :
قَدْ رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
شَيْئًا لاَ صَبْرَ لِي عَلَيْهِ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَتْ :
عِنْدِي صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ وَعَنَاقٌ , قَالَ : فَطَحَنَّا الشَّعِيرَ ,
وَذَبَحْنَا الْعَنَاقَ وَسَلَخْتُهَا , وَجَعَلْتُهَا فِي الْبُرْمَةِ ,
وَعَجَنْتُ الشَّعِيرَ ، قال : ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم فَلَبِثْتُ سَاعَةً ، ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ الثَّانِيَةَ فَأَذِنَ لِي , فَجِئْتُ ,
فَإِذَا الْعَجِينُ قَدْ أَمْكَنَ , فَأَمَرْتُهَا بِالْخَبْزِ , وَجَعَلْتُ
الْقِدْرَ عَلَى الأَثَاثِي - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّمَا هِيَ
الأَثَافِيُّ وَلَكِنْ كَذَا ، قَالَ ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم فَقُلْتُ إِنَّ عِنْدَنَا طُعَيمًا لنا , فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقُومَ مَعِي
أَنْتَ وَرَجُلٌ ، أَوْ رَجُلاَنِ مَعَكَ ، فَقَالَ : وَكَمْ هُوَ ؟ قُلْتُ صَاعٌ
مِنْ شَعِيرٍ وَعَنَاقٌ ، فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ وَقُلْ لَهَا لاَ
تَنْزِعِ الْقِدْرَ مِنَ الأَثَاثِي ، وَلاَ تُخْرِجِ الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ
حَتَّى آتِيَ ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ : قُومُوا إِلَى بَيْتِ جَابِرٍ قَالَ : فَاسْتَحْيَيْتُ
حَيَاءً لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ , فَقُلْتُ : لاِمْرَأَتِي ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ ,
قَدْ جَاءَكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ،
فَقَالَتْ : أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَكَ كَمِ الطَّعَامُ ؟
فَقُلْتُ : نَعَمْ فَقَالَتْ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ , قَدْ أَخْبَرْتَهُ بِمَا كَانَ عِنْدَنَا . قَالَ : فَذَهَبَ عَنِّي
بَعْضُ مَا كُنْتُ أَجِدُ , وَقُلْتُ :
لَقَدْ صَدَقْتِ , فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم فَدَخَلَ ، ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : لاَ تَضَاغَطُوا ، ثُمَّ بَرَّكَ
عَلَى التَّنُّورِ وَعَلَى الْبُرْمَةِ ، قَالَ : فَجَعَلْنَا نَأْخُذُ مِنَ
التَّنُّورِ الْخُبْزَ , وَنَأْخُذُ اللَّحْمَ مِنَ الْبُرْمَةِ , فَنُثَرِّدُ
وَنَغْرِفُ لَهُمْ , وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لِيَجْلِسْ عَلَى الصَّحْفَةِ
سَبْعَةٌ ، أَوْ ثَمَانِيَةٌ , فَإِذَا أَكَلُوا كَشَفْنَا عَنِ التَّنُّورِ
وَكَشَفْنَا عَنِ الْبُرْمَةِ فَإِذَا هُمَا أَمْلأُ مِمَّا كَانَا , فَلَمْ
نَزَلْ نَفْعَلُ ذَلِكَ , كُلَّمَا فَتَحْنَا التَّنُّورَ وَكَشَفْنَا عَنِ
الْبُرْمَةِ وَجَدْنَاهُمَا أَمْلأَ مِمَّا كَانَا حَتَّى شَبِعَ الْمُسْلِمُونَ
كُلُّهُمْ , وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنَ الطَّعَامِ , فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم : إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَصَابَتْهُمْ مَخْمَصَةٌ فَكُلُوا
وَأَطْعِمُوا , فَلَمْ نَزَلْ يَوْمَنَا نَأْكُلُ وَنُطْعِمُ . قَالَ : وَأَخْبَرَنِي
أَنَّهُمْ كَانُوا ثَمَانَمِئَةٍ ، أَوْ قَالَ : ثَلاَثَمِئَةٍ , قَالَ أَيْمَنُ : لاَ
أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ.
44- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ ، هُوَ ابْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ قَالَ : أَمَرَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ أَنْ تَجْعَلَ
لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا يَأْكُلُ مِنْهُ ، قَالَ : ثُمَّ بَعَثَنِي
أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ
بَعَثَنِي إِلَيْكَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ لِلْقَوْمِ : قُومُوا فَانْطَلَقَ
وَانْطَلَقَ الْقَوْمُ مَعَهُ , فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ
إِنَّمَا صَنَعْتُ طَعَامًا لِنَفْسِكَ خَاصَّةً , فَقَالَ : لاَ عَلَيْكَ ,
انْطَلِقْ , قَالَ : فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ الْقَوْمُ ، قَالَ : فَجِيءَ
بِالطَّعَامِ , فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ وَسَمَّى
عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ قَالَ : فَأَذِنَ لَهُمْ , فَقَالَ :
كُلُوا بِاسْمِ اللهِ , فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ قَامُوا ، ثُمَّ
وَضَعَ يَدَهُ كَمَا صَنَعَ فِي الْمَرَّةِ الأُولَى وَسَمَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ
قَالَ : ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ , فَأَذِنَ لَهُمْ , فَقَالَ : كُلُوا بِاسْمِ اللهِ , فَأَكَلُوا
حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ قَامُوا حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِثَمَانِينَ رَجُلاً , قال
: وَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُ الْبَيْتِ وَتَرَكُوا
سُورًا.
45- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا أَبَانُ ، هُوَ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّهُ طَبَخَ
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِدْرًا , فَقَالَ لَهُ : نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا
, وَكَانَ يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ
, فَنَاوَلَهُ الذِّرَاعَ ، ثُمَّ قَالَ : نَاوِلْنِي
الذِّرَاعَ , فَنَاوَلَهُ ذِرَاعًا ، ثُمَّ قَالَ : نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ , فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ
اللهِ , وَكَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ ؟ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
أَنْ لَوْ سَكَتَّ لأُعْطِيتُ أَذْرُعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ.
46- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنِ الأَسْودِ عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ , عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى
الْمُشْرِكِينَ لِيُقَاتِلَهُمْ فَقَالَ أَبِي عَبْدُ اللهِ : يَا جَابِرُ لاَ
عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ فِي نَظَّارِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى تَعْلَمَ إِلَى
مَا يَصِيرُ أَمْرُنَا , فَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنِّي أَتْرُكُ بَنَاتٍ لِي
بَعْدِي لأَحْبَبْتُ أَنْ تُقْتَلَ بَيْنَ يَدَيَّ ، قَالَ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي
النَّظَّارِينَ إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي وَخَالِي لِتَدْفِنَهُمَا فِي
مَقَابِرِنَا فَلَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِيإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرُدُّوا الْقَتْلَى , فَتَدْفِنُوهَا فِي مَضَاجِعِهَا حَيْثُ
قُتِلَتْ , فَرَدَدْنَاهُمَا فَدَفَنَّاهُمَا فِي مَضْجَعِهِمَا حَيْثُ قُتِلاَ , فَبَيْنَا أَنَا
فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ إِذْ
جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ : يَا جَابِرُ بْنَ عَبْدِ اللهِ لَقَدْ أَثَارَ أَبَاكَ
عُمَّالُ مُعَاوِيَةَ فَبَدَا , فَخَرَجَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ , فَانْطَلَقْتُ
إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي دَفَنْتُهُ لَمْ يَتَغَيَّرْ
إِلاَّ مَا لَمْ يَدَعِ الْقَتِيلَ ، قَالَ : فَوَارَيْتُهُ وَتَرَكَ أَبِي
عَلَيْهِ دَيْنًا مِنَ التَّمْرِ
, فَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَعْضُ غُرَمَائِهِ فِي
التَّقَاضِي ,
فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَإِنَّهُ تَرَكَ
عَلَيْهِ دَيْنًا مِنَ التَّمْرِ وَإِنَّهُ قَدِ اشْتَدَّ عَلَيَّ بَعْضُ
غُرَمَائِهِ فِي الطَّلَبِ فَأُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ لَعَلَّهُ أن
يُنْظِرَنِي طَائِفَةً مِنْ تَمْرِهِ إِلَى هَذَا الصِّرَامِ الْمُقْبِلِ , قَالَ : نَعَمْ آتِيكَ
إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَرِيبًا مِنْ وَسَطِ النَّهَارِ , قَالَ : فَجَاءَ وَمَعَهُ
حَوَارِيُّوهُ ، قَالَ : فَجَلَسُوا فِي الظِّلِّ وَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم وَاسْتَأْذَنَ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْنَا ، قَالَ : وَقَدْ قُلْتُ
لاِمْرَأَتِي إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَني الْيَوْمَ وَسَطِ
النَّهَارِ فَلاَ يَرَيَنَّكِ ، وَلاَ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
فِي بيتي بِشَيْءٍ ، وَلاَ تُكَلِّمِيهِ , فَفَرَشَتْ فِرَاشًا وَوِسَادَةً
فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ , فَقُلْتُ لِمَوْلًى لِي : اذْبَحْ هَذِهِ الْعَنَاقَ
- وَهِيَ دَاجِنٌ سَمِينَةٌ - فَالْوَحَى وَالْعَجْلَ افْرُغْ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ
يَسْتَيْقِظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَكَ فَلَمْ نَزَلْ
فِيهَا حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهَا وَهُوَ نَائِمٌ , فَقُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم حِينَ يَسْتَيْقِظُ يَدْعُو بِطَهُورٍ , وَأَنَا أَخَافُ إِذَا فَرَغَ أَنْ
يَقُومَ فَلاَ يَفْرُغُ مِنْ طُهُورِهِ حَتَّى يُوضَعَ الْعَنَاقُ بَيْنَ يَدَيْهِ
فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ : يَا جَابِرُ ائْتِنِي
بِطَهُورٍ قَالَ نَعَمْ فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْ وُضُوئِهِ حَتَّى وَضَعْتُ
الْعَنَاقَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ كَأَنَّكَ قَدْ
عَلِمْتَ حُبَّنَا اللَّحْمَ ادْعُ أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ دَعَا حَوَارِيِّيهِ ،
قَالَ : فَجِيءَ بِالطَّعَامِ فَوُضِعَ ، قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ وَقَالَ :
بِسْمِ اللهِ كُلُوا. فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَفَضَلَ مِنْهَا لَحْمٌ كَثِيرٌ
وَقَالَ وَاللَّهِ إِنَّ مَجْلِسَ بَنِي سَلَمَةَ لَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ هُوَ
أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَعْيُنِهِمْ مَا يَقْرَبُونَهُ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْذُوهُ
، ثُمَّ قَامَ وَقَامَ أَصْحَابُهُ فَخَرَجُوا بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَانَ يَقُولُ
خَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلاَئِكَةِ قَالَ فَاتَّبَعْتُهُمْ حَتَّى بَلَغْتُ
أُسْقُفَّةَ الْبَابِ فَأَخْرَجَتِ امْرَأَتِي صَدْرَهَا - وَكَانَتْ سَتِيرَةً - فَقَالَتْ :
يَا رَسُولَ اللهِ صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي , قَالَ : صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْكِ وَعَلَى زَوْجِكِ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي فُلاَنًا , لِلْغَرِيمِ
الَّذِي اشْتَدَّ عَلَيَّ فِي الطَّلَبِ , فَقَالَ : أَنْسِئْ جَابِرًا طَائِفَةً
مِنْ دَيْنِكَ الَّذِي عَلَى أَبِيهِ إِلَى هَذَا الصِّرَامِ الْمُقْبِلِ , قَالَ : مَا
أَنَا بِفَاعِلٍ , قَالَ : وَاعْتَلَّ وَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ مَالُ يَتَامَى ,
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَيْنَ جَابِرٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ :
أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ , قَالَ : كِلْ لَهُ , فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
سَوْفَ يُوَفِّيهِ , فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ , فَإِذَا الشَّمْسُ قَدْ
دَلَكَتْ ,
قَالَ
: الصَّلاَةُ يَا أَبَا بَكْرٍ , فَانْدَفَعُوا إِلَى
الْمَسْجِدِ , فَقُلْتُ لِغَرِيمِي : قَرِّبْ أَوْعِيَتَكَ , فَكِلْتُ لَهُ مِنَ
الْعَجْوَةِ فَوَفَّاهُ اللَّهُ , وَفَضَلَ لَنَا مِنَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا ,
قَالَ : فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِهِ
كَأَنِّي شَرَارَةٌ , فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّى ,
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي قَدْ كِلْتُ لِغَرِيمِي تَمْرَهُ فَوَفَّاهُ
اللَّهُ , وَفَضَلَ لَنَا مِنَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم : أَيْنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ؟ قَالَ : فَجَاءَ
يُهَرْوِلُ , قَالَ : سَلْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ غَرِيمِهِ وَتَمْرِهِ ,
قَالَ : مَا أَنَا بِسَائِلِهِ , قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ سَوْفَ يُوَفِّيهِ
إِذْ أَخْبَرْتَ أَنَّ اللَّهَ سَوْفَ يُوَفِّيهِ , فَرَدَّدَ عَلَيْهِ وَرَدَّدَ
عَلَيْهِ هَذِهِ الْكَلِمَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ , كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ : مَا أَنَا
بِسَائِلِهِ , وَكَانَ لاَ يُرَاجَعُ بَعْدَ الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ , فَقَالَ :
مَا فَعَلَ غَرِيمُكَ وَتَمْرُكَ قَالَ : قُلْتُ : وَفَّاهُ اللَّهُ وَفَضَلَ
لَنَا مِنَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا , قال : فَرَجَعْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَقُلْتُ
: أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكِ أَنْ تُكَلِّمِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي
بَيْتِي , فَقَالَتْ : تَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُورِدُ نَبِيَّهُ فِي
بَيْتِي ، ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَلاَ أَسْأَلُهُ الصَّلاَةَ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي.
8- باب مَا أُعْطِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ
الْفَضْلِ
47- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ,
عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ضي الله عنهما قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
فَضَّلَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام ,
وَعَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ , فَقَالُوا : يَا أَبَا عَبَّاسٍ بِمَ فَضَّلَهُ عَلَى
أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ لأَهْلِ السَّمَاءِ {وَمَنْ يَقُلْ
مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ
نَجْزِي الظَّالِمِينَ} الآيَةَ وَقَالَ اللَّهُ تعالى لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه
وسلم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قَالُوا : فَمَا فَضْلُهُ عَلَى
الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام ؟ ، قَالَ
: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ
رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} الآيَةَ وَقَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ
كَافَّةً لِلنَّاسِ} فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجِنِّ وَالإِنْسِ.
48- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ
، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنْ سَلَمَةَ , عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي
الله عنهما قَالَ : جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
يَنْتَظِرُونَهُ , فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُمْ سَمِعَهُمْ
يَتَذَاكَرُونَ , فَتَسَمَّعَ حَدِيثَهُمْ , فَإِذَا بَعْضُهُمْ يَقُولُ : عَجَبًا , إِنَّ
اللَّهَ اتَّخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلاً , فَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُهُ , وَقَالَ
آخَرُ : مَاذَا بِأَعْجَبَ مِنْ {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ؟ وَقَالَ
آخَرُ : فَعِيسَى كَلِمَةُ اللهِ وَرُوْحُهُ , وَقَالَ آخَرُ : وَآدَمُ اصْطَفَاهُ
اللَّهُ , فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ , وَقَالَ : قَدْ سَمِعْتُ كَلاَمَكُمْ
وَعَجَبَكُمْ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ وَهُوَ كَذَلِكَ , وَمُوسَى
نَجِيُّهُ وَهُوَ كَذَلِكَ , وَعِيسَى رُوْحُهُ وَكَلِمَتُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ,
وَآدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ كَذَلِكَ , أَلاَ وَأَنَا حَبِيبُ
اللهِ ، وَلاَ فَخْرُ وَأَنَا حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،
وَلاَ فَخْرُ , وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
، وَلاَ فَخْرُ , وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ بحلق الْجَنَّةِ ، وَلاَ فَخْرُ
, فَيَفْتَحُ اللَّهُ فَيُدْخِلُنِيهَا وَمَعِي فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلاَ
فَخْرُ , وَأَنَا أَكْرَمُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلَى اللهِ ، وَلاَ فَخْرُ .
49- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ
مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ , عَنْ لَيْثٍ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ,
عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : أَنَا أَوَّلُهُمْ خُرُوجًا , وَأَنَا قَائِدُهُمْ إِذَا وَفَدُوا , وَأَنَا
خَطِيبُهُمْ إِذَا أَنْصَتُوا , وَأَنَا مُسْتَشْفِعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا ,
وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا الْكَرَامَةُ , وَالْمَفَاتِيحُ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي ,
وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي , يَطُوفُ عَلَيَّ أَلْفُ خَادِمٍ
كَأَنَّهُمْ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ، أَوْ لُؤْلُؤٌ مَنْثُورٌ.
50- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ
الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ,
عَنْ صَالِحٍ ، هُوَ ابْنُ عَطَاءِ بْنِ خَبَّابٍ مَوْلَى بَنِي الدُّئِلِ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما ,
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَنَا قَائِدُ الْمُرْسَلِينَ ، وَلاَ
فَخْرُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَلاَ فَخْرُ وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ
وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ، وَلاَ فَخْرُ.
51- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ , عَنْ أَنَسٍ بن مالكٍ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ
بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأُقَعْقِعُهَا , قَالَ أَنَسٌ : كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهَا , وَصَفَ لَنَا
سُفْيَانُ كَذَا , وَجَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَصَابِعَهُ وَحَرَّكَهَا , قَالَ
: وَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ : مَسِسْتَ يَدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
بِيَدِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَأَعْطِنِيهَا أُقَبِّلْهَا .
52- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ
فُلْفُلٍ , عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ فِي الْجَنَّةِ.
53- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم , يَقُولُ : إِنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْ
جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرُ , وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ ،
وَلاَ فَخْرُ , وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرُ ,
وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرُ ,
وَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا فَيَقُولُونَ : مَنْ هَذَا ؟
فَأَقُولُ : أَنَا مُحَمَّدٌ , فَيَفْتَحُونَ لِي فَأَدْخُلُ , فَأَجِدُ الْجَبَّارَ
مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ , فَيَقُولُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ , وَتَكَلَّمْ
يُسْمَعْ مِنْكَ , وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ , وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , فَأَرْفَعُ
رَأْسِي فَأَقُولُ : أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيَقُولُ : اذْهَبْ إِلَى
أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ
الإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ
, فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ
ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ , فَأَجِدُ الْجَبَّارَ مُسْتَقْبِلِي ,
فَأَسْجُدُ لَهُ ,
فَيَقُولُ :
ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ , وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ
مِنْكَ , وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ , وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , فَأَرْفَعُ رَأْسِي
فَأَقُولُ أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيَقُولُ : اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ
فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الإِيمَانِ
فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ , فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ
ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ , وَفُرِغَ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ , وَأُدْخِلَ
مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي في النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ , فَيَقُولُ أَهْلُ
النَّارِ : مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ اللَّهَ , وَلاَ
تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا , فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : فَبِعِزَّتِي لأَعْتِقَنَّهُمْ مِنَ
النَّارِ , فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ وَقَدِ امْتُحِشُوا , فَيَدْخُلُونَ
فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ , فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي
غُثَاءِ السَّيْلِ , وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللهِ ,
فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ , فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ :
هَؤُلاَءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ ,
فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : بَلْ هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ
الْجَبَّارِ.
54- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ , عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ قَالَ : نَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام عَلَى
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
فَشَقَّ بَطْنَهُ ، ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام :
قَلْبٌ وَكِيعٌ فِيهِ أُذُنَانِ سَمِيعَتَانِ , وَعَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ ,
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ الْمُقَفِّى الْحَاشِرُ , خُلُقُكَ قَيِّمٌ , وَلِسَانُكَ
صَادِقٌ , وَنَفْسُكَ مُطْمَئِنَّةٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَكِيعٌ يَعْنِي شَدِيدًا
55- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَدْرَكَ بِيَ الأَجَلَ
الْمَرْحُومَ , وَاخْتَصَرَ لِيَ اخْتِصَارًا , فَنَحْنُ الآخِرُونَ وَنَحْنُ
السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَإِنِّي قَائِلٌ قَوْلاً غَيْرَ فَخْرٍ ,
إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ , وَمُوسَى صَفِيُّ اللهِ , وَأَنَا حَبِيبُ اللهِ , وَمَعِي
لِوَاءُ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
, وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي فِي أُمَّتِي
وَأَجَارَهُمْ مِنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعُمُّهُمْ بِسَنَةٍ ، وَلاَ يَسْتَأْصِلُهُمْ
عَدُوٌّ ، وَلاَ يَجْمَعُهُمْ عَلَى ضَلاَلَةٍ.
9- باب مَا أُكْرِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
بِنُزُولِ الطَّعَامِ مِنَ السَّمَاءِ
56- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ ,
عَنْ ضَمُرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ السَّكُونِيَّ ،
وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدٍ : سَلَمَةَ السَّكُونِيَّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا
نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ
اللهِ هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : نَعَمْ أُتِيتُ بِطَعَامٍ
, قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ هَلْ كَانَ فِيهِ مِنْ فَضْلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ,
قَالَ : فَمَا فُعِلَ بِهِ ؟ قَالَ
: رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ , وَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنِّي غَيْرُ لاَبِثٍ فِيكُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ حَتَّى
تَقُولُوا مَتَى مَتَى ، ثُمَّ تَأْتُونِي أَفْنَادًا يُفْنِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا
بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مُوتَانٌ شَدِيدٌ , وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلاَزِلِ.
57- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِي
الْعَلاَءِ , عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ , فَوُضِعَتْ بَيْنَ
يَدَيِ الْقَوْمِ , فَتَعَاقَبُوهَا إِلَى الظُّهْرِ مِنْ غُدْوَةٍ ، يَقُومُ
قَوْمٌ وَيَجْلِسُ آخَرُونَ.
فَقَالَ رَجُلٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ : أَمَا كَانَتْ
تُمَدُّ ؟ فَقَالَ سَمُرَةُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ ؟ مَا كَانَتْ تَمُدُّ
إِلاَّ مِنْ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاءِ.
10- باب فِي حُسْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
58- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : رَأَيْتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ
حَمْرَاءُ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَرِ ، قَالَ : فَلَهُوَ كَانَ
أَحْسَنَ فِي عَيْنِي مِنَ الْقَمَرِ
59- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ أَخِي مُوسَى , عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ , عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ , إِذَا تَكَلَّمَ
رُئِيَ كَالنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ.
60- أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا
أَنْجَدَ ، وَلاَ أَجْوَدَ ، وَلاَ أَشْجَعَ ، وَلاَ أَضْوَأَ وَأَوْضَأَ مِنْ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
61- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ
زَيْدٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , قَالَ
: قُلْتُ
لِلرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ صِفِي لَنَا رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم ؟ فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشَّمْسَ
طَالِعَةً.
62- أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا ثَابِتٌ , عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ
عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَمَا مَسِسْتُ حَرِيرَةً ، وَلاَ
دِيبَاجَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ ، وَلاَ شَمِمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ
رَائِحَتِهِ مِسْكَةً ، وَلاَ غَيْرَهَا.
63- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، أَخْبَرَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ قَالَ : خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ
قَطُّ ، وَلاَ قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا ، أَوْ
هَلاَّ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا , وَقَالَ : لاَ وَاللَّهِ مَا مَسِسْتُ بِيَدِي
دِيبَاجًا ، وَلاَ حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
، وَلاَ وَجَدْتُ رِيحًا قَطُّ ، أَوْ عَرَفًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَفِ ، أَوْ
رِيحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
64- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ خُدْرَةَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ
بَنِي حُرَيْشٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي حِينَ رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , فَلَمَّا أَخَذَتْهُ
الْحِجَارَةُ أُرْعِبْتُ فَضَمَّنِي إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَسَالَ عَلَيَّ
مِنْ عَرَقِ إِبِطِهِ مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ.
65- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ,
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : سَأَلَهُ رَجُلٌ أَرَأَيْتَ كَانَ
وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ ؟ قَالَ : لاَ مِثْلَ
الْقَمَرِ.
66- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا
شَرِيكٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم يُعْرَفُ بِاللَّيْلِ بِرِيحِ الطِّيبِ.
67- أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيُّ ، أَنْبَأَنَا
الْمُغِيرَةُ بْنُ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْلُكْ طَرِيقًا ، أَوْ لاَ يَسْلُكُ
طَرِيقًا فَيَتْبَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ سَلَكَهُ مِنْ طِيبِ
عَرْفِهِ ، أَوْ قَالَ : مِنْ رِيحِ عَرَقِهِ.
11- باب مَا أَكْرَمَ اللَّهُ عز وجل بِهِ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم مِنْ كَلاَمِ الْمَوْتَى
68- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ ، وَلاَ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ
فَأَهْدَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ يَهُودِ خَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً , فَتَنَاوَلَ
مِنْهَا , وَتَنَاوَلَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ ، ثُمَّ رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يَدَهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَذِهِ تُخْبِرُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ
فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم , مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ ؟ فَقَالَتْ : إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ
يَضُرَّكَ شَيْءٌ , وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ , فَقَالَ فِي
مَرَضِهِ : مَا زِلْتُ مِنَ الأَكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ
انْقِطَاعِ أَبْهَرِي.
69- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، أَنْبَأَنَا
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي
الله عنهما يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شَاةً
مَصْلِيَّةً ، ثُمَّ أَهْدَتْهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الذِّرَاعَ فَأَكَلَ مِنْهَا وَأَكَلَ الرَّهْطُ
مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى
الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا فَقَالَ لَهَا : أَسَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ ؟
فَقَالَتْ نَعَمْ ، وَمَنْ أَخْبَرَكَ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
أَخْبَرَتْنِي هَذِهِ فِي يَدَيَ الذِّرِاعُ فَقَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَمَاذَا
أَرَدْتِ إِلَى ذَلِكَ ؟ قَالَتْ قُلْتُ إِنْ كَانَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّهُ
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَعَفَا عَنْهَا رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُعَاقِبْهَا وَتُوُفِّيَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ
أَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَاحْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى
كَاهِلِهِ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَكَلَ مِنَ الشَّاةِ حَجَمَهُ أَبُو هِنْدٍ
مَوْلَى بَنِي بَيَاضَةَ بِالْقَرْنِ وَالشَّفْرَةِ وَهُوَ مِنْ بَنِي ثُمَامَةَ
وَهُمْ حَىٌّ مِنَ الأَنْصَارِ.
70- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ
: لَمَّا فتحت خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْيَهُودِ فَجُمِعُوا لَهُ فَقَالَ
لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ
أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَقَالَ
لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَبُوكُمْ ؟ قَالُوا : أَبُونَا
فُلاَنٌ , فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : كَذَبْتُمْ بَلْ
أَبُوكُمْ فُلاَنٌ , قَالُوا : صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ , فَقَالَ لَهُمْ : هَلْ أَنْتُمْ
صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ وإِنْ
كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَ فِي آبَائِنَا , فَقَالَ لَهُمْ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَمَنْ أَهْلُ النَّارِ ؟ فَقَالُوا : نَكُونُ
فِيهَا يَسِيرًا ، ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا , فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : اخْسَؤُوا فِيهَا , وَاللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا ،
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ
عَنْهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا ؟
قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالُوا : أَرَدْنَا إِنْ
كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْكَ , وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ.
12- باب فِي سَخَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
71- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ
: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لاَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ إِذَا
لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ وَعَدَ.
72- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ زَمْعَةَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ ,
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيِيًّا
لاَ يُسْأَلُ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَى.
73- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
خَلَفٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ
الْعَرَبِ قَالَ : زَحَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ
وَفِي رِجْلِي نَعْلٌ كَثِيفَةٌ فَوَطِئْتُ بِهَا عَلَى رِجْلِ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم فَنَفَحَنِي نَفْحَةً بِسَوْطٍ فِي يَدِهِ وَقَالَ بِسْمِ اللهِ
أَوْجَعْتَنِي قَالَ فَبِتُّ لِنَفْسِي لاَئِمًا أَقُولُ أَوْجَعْتُ رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ كَمَا يَعْلَمُ اللَّهُ فَلَمَّا
أَصْبَحْنَا إِذَا رَجُلٌ يَقُولُ أَيْنَ فُلاَنٌ قَالَ قُلْتُ هَذَا وَاللَّهِ
الَّذِي كَانَ مِنِّي بِالأَمْسِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مُتَخَوِّفٌ
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّكَ وَطِئْتَ بِنَعْلِكَ عَلَى
رِجْلِي بِالأَمْسِ فَأَوْجَعْتَنِي فَنَفَحْتُكَ نَفْحَةً بِالسَّوْطِ فَهَذِهِ
ثَمَانُونَ نَعْجَةً فَخُذْهَا بِهَا.
74- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ مَا فِي الأَرْضِ أَهْلُ عَشَرَةِ
أَبْيَاتٍ إِلاَّ قَلَّبْتُهُمْ فَمَا وَجَدْتُ أَحَدًا أَشَدَّ إِنْفَاقًا لهذا
المال مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
13- باب فِي تَوَاضُعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
75- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ
عُقَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ وَيُقِلُّ اللَّغْوَ
وَيُطِيلُ الصَّلاَةَ وَيُقْصِرُ الْخُطْبَةَ ، وَلاَ يَأْنَفُ ، وَلاَ
يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُمَا
حَاجَتَهُمَا.
14- باب فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
76- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، أَخْبَرَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ الْعَبَّاسُ
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم فِينَا ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَرَاهُمْ قَدْ آذَوْكَ
وَآذَاكَ غُبَارُهُمْ فَلَوِ اتَّخَذْتَ عَرِيشًا تُكَلِّمُهُمْ مِنْهُ فَقَالَ :
لاَ أَزَالُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ يَطَؤُونَ عَقِبِي وَيُنَازِعُونِي رِدَائِي
حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ قَالَ فَعَلِمْتُ أَنَّ
بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ.
77- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ دَاودَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ :
قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ أَلاَ نَحْجُبُكَ قَالَ : لاَ دَعُوهُمْ يَطَؤُونَ
عَقِبِي وَأَطَأُ أَعْقَابَهُمْ حَتَّى يُرِيحَنِي اللَّهُ مِنْهُمْ .
78- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا
حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ أَبِيهِ ,
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قال : خَرَجَ عَلَيْنَا
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَنَحْنُ فِي
الْمَسْجِدِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ حَتَّى أَهْوَى نَحْوَ الْمِنْبَرِ
فَاسْتَوَى عَلَيْهِ وَاتَّبَعْنَاهُ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي
لأَنْظُرُ إِلَى الْحَوْضِ مِنْ مَقَامِي هَذَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ عَبْدًا
عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا فَاخْتَارَ الآخِرَةَ , قَالَ : فَلَمْ
يَفْطِنْ لَهَا أَحَدٌ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ رضوان الله عليه فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ
فَبَكَى ، ثُمَّ قَالَ : بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَنْفُسِنَا
وَأَمْوَالِنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : ثُمَّ هَبَطَ فَمَا قَامَ عَلَيْهِ
حَتَّى السَّاعَةِ.
79- أَخْبَرَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ، حَدَّثَنَا
بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ
بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ
أَبِي الْعَاصِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ
لأَهْلِ الْبَقِيعِ فَانْطَلِقْ مَعِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ
فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ
الْمَقَابِرِ لِيُهْنِكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ
لو تعلمون ما نجاكم الله منه أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ
, يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا , الآخِرَةُ أَشَرُّ مِنَ الأُولَى ، ثُمَّ
أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ
بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ فِيهَا ، ثُمَّ الْجَنَّةُ
فَخُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ
وَأُمِّي خُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ فِيهَا ثُمَّ
الْجَنَّةَ , قَالَ : لاَ وَاللَّهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ لَقَدِ اخْتَرْتُ
لِقَاءَ رَبِّي ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لأَهْلِ الْبَقِيعِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ
فَبُدِئَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ.
80- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ
عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ , عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}
دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فَقَالَ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ
نَفْسِي ، فَبَكَتْ فَقَالَ : لاَ تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَحَاقًا بِي
فَضَحِكَتْ فَرَآهَا بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَ :
يَا فَاطِمَةُ رَأَيْنَاكِ بَكَيْتِ ، ثُمَّ ضَحِكْتِ قَالَتْ : إِنَّهُ
أَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ فَبَكَيْتُ فَقَالَ لِي لاَ
تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لاَحِقٌ بِي فَضَحِكْتُ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} وَجَاءَ أَهْلُ
الْيَمَنِ فقال رجل : يا رسول الله , وما اهل اليمن ؟ قال : هُمْ أَرَقُّ
أَفْئِدَةً وَالإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ.
81- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ : رَجَعَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ
مِنْ جَنَازَةٍ مِنَ الْبَقِيعِ فَوَجَدَنِي وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا وَأَنَا
أَقُولُ وَارَأْسَاهُ قَالَ بَلْ أَنَا يَا عَائِشَةُ ، وَارَأْسَاهُ ، قَالَ :
وَمَا ضَرَّكِ لَوْ مُتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ وَصَلَّيْتُ
عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ فَقُلْتُ لَكَأَنِّي بِكَ وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ
لَرَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ - قَالَتْ -
فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ بُدِئَ فِي وَجَعِهِ
الَّذِي مَاتَ فِيهِ.
82- أَخْبَرَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُخْتَارٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ كَعْبٍ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ صُبُّوا عَلَيَّ سَبْعَ قِرَبٍ مِنْ سَبْعِ
آبَارٍ شَتَّى حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى النَّاسِ فَأَعْهَدَ إِلَيْهِمْ قَالَتْ
فَأَقْعَدْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ فَصَبَبْنَا عَلَيْهِ الْمَاءَ صَبًّا ،
أَوْ شَنَنَّا عَلَيْهِ شَنًّا ، الشَّكُ مِنْ قِبَلِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ -
فَوَجَدَ رَاحَةً فَخَرَجَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى
عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أُحُدٍ وَدَعَا لَهُمْ ،
ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ
إِلَيْهَا فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ إِلاَّ فِي
حَدٍّ أَلاَ إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ قَدْ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا
وَبَيْنَ مَا عِنْدَ اللهِ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللهِ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ
وَظَنَّ أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى
رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّوَارِعَ إِلَى
الْمَسْجِدِ إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ امْرَءًا أَفْضَلَ
عِنْدِي يَدًا فِي الصُّحْبَةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ.
83- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : أُوذِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم بِالصَّلاَةِ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ
، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ هَلْ أَمَرْتُنَّ أَبَا
بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَقُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ فلَوْ
أَمَرْتَ عُمَرَ فَقَالَ أَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ
يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَرُبَّ قَائِلٍ مُتَمَنٍّ وَيَأْبَى اللَّهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ.
84- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : تُوُفِّيَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاِثْنَيْنِ فَحُبِسَ بَقِيَّةَ
يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ وَالْغَدَ حَتَّى دُفِنَ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ وَقَالُوا
: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ عُرِجَ بِرُوحِهِ
كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ مُوسَى فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ عُرِجَ بِرُوحِهِ كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ
مُوسَى وَاللَّهِ لاَ يَمُوتُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْطَعَ
أَيْدِيَ أَقْوَامٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ , فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ حَتَّى
أَزْبَدَ شِدْقَاهُ مِمَّا يُوعِدُ وَيَقُولُ ,
فَقَامَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ , وَإِنَّهُ لَبَشَرٌ , وَإِنَّهُ يَأْسَنُ كَمَا
يَأْسَنُ الْبَشَرُ , أَيْ قَوْمُ فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ فَإِنَّهُ أَكْرَمُ
عَلَى اللهِ مِنْ أَنْ يُمِيتَهُ إِمَاتَتَيْنِ , أَيُمِيتُ أَحَدَكُمْ إِمَاتَةً
وَيُمِيتُهُ إِمَاتَتَيْنِ ؟ وَهُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ , أَيْ
قَوْمُ فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ فَإِنْ يَكُ كَمَا تَقُولُونَ فَلَيْسَ بِعَزِيزٍ
عَلَى اللهِ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ التُّرَابَ , إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم وَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى تَرَكَ السَّبِيلَ نَهْجًا وَاضِحًا , فَأَحَلَّ
الْحَلاَلَ وَحَرَّمَ الْحَرَامَ وَنَكَحَ وَطَلَّقَ وَحَارَبَ وَسَالَمَ , مَا
كَانَ رَاعِي غَنَمٍ يَتْبَعُ بِهَا صَاحِبُهَا رُؤُوسَ الْجِبَالِ يَخْبِطُ
عَلَيْهَا الْعِضَاةَ بِمِخْبَطِهِ
, وَيَمْدُرُ حَوْضَهَا بِيَدِهِ بِأَنْصَبَ ، وَلاَ
أَدْأَبَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِيكُمْ , أَيْ قَوْمُ
فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ , قَالَ : وَجَعَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَبْكِي فَقِيلَ
لَهَا : يَا أُمَّ أَيْمَنَ تَبْكِينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , قَالَتْ :
إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لاَ
أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا
, وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ.
قَالَ حَمَّادٌ خَنَقَتِ الْعَبْرَةُ أَيُّوبَ حِينَ
بَلَغَ هَاهُنَا
85- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعِيدٍ
الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، هُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ ، وَحَدَّثَنِي يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ
فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ.
86- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ ,
عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا أَصَابَ
أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَذْكُرْ مُصَابَهُ بِي فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ
الْمَصَائِبِ.
87- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
خَلَفٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ النَّبِيَّ قَطُّ إِلاَّ بَكَى.
88- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ فَاطِمَةَ
قَالَتْ : يَا أَنَسُ كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ ؟ وَقَالَتْ : يَا أَبَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ
مَا أَدْنَاهُ وَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ وَا أَبَتَاهُ إِلَى
جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ وَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ.
قَالَ حَمَّادٌ حِينَ حَدَّثَ ثَابِتٌ بَكَى وَقَالَ ثَابِتٌ
حِينَ حَدَّثَ بِهِ أَنَسٌ بَكَى
89- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ وَذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
شَهِدْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ كَانَ
أَحْسَنَ ، وَلاَ أَضْوَأَ مِنْ يَوْمٍ دَخَلَ عَلَيْنَا فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم , وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَوْتِهِ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا كَانَ
أَقْبَحَ ، وَلاَ أَظْلَمَ مِنْ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم.
90- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ ، حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الْجَلِيلِ , عَنْ أَبِي حَرِيزٍ الأَزْدِيِّ قَالَ
: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ
اللهِ إِنَّا نَجِدُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِمًا عِنْدَ رَبِّكَ وَأَنْتَ
مُحْمَارَّةٌ وَجْنَتَاكَ مُسْتَحْىٍ مِنْ رَبِّكَ مِمَّا أَحْدَثَتْ أُمَّتُكَ
مِنْ بَعْدِكَ.
91- أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَيْحٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ
الْقُرَشِيِّ , عَنْ أَبِي فَرْوَةَ مَوْلَى أَبِي جَهْلٍ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ لَمَّا
أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ
وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَيَخْرُجُنَّ مِنْهُ أَفْوَاجًا كَمَا دَخَلُوهُ
أَفْوَاجًا.
92- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمِصْرِيُّ , عَنْ
سُلَيْمَانَ أَبِي أَيُّوبَ الْخُزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأُمَوِيِّ , عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ الْمَكِّيِّ , عَنْ خَالِدِ بْنِ
مَعْدَانَ قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَهْتَمِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ مَعَ الْعَامَّةِ فَلَمْ يُفْجَأْ عُمَرُ إِلاَّ وَهُوَ بَيْنَ
يَدَيْهِ يَتَكَلَّمُ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا
بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ غَنِيًّا عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِنًا
لِمَعْصِيَتِهِمْ , وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ فِي الْمَنَازِلِ وَالرَّأْيِ
مُخْتَلِفُونَ , فَالْعَرَبُ بِشَرِّ تِلْكَ الْمَنَازِلِ أَهْلُ الْحَجَرِ , وَأَهْلُ الْوَبَرِ
, وَأَهْلُ الدَّبَرِ , يُحْتَازُ دُونَهُمْ طَيِّبَاتُ الدُّنْيَا , وَرَخَاءُ
عَيْشِهَا , لاَ يَسْأَلُونَ اللَّهَ جَمَاعَةً ، وَلاَ يَتْلُونَ لَهُ كِتَابًا ,
مَيِّتُهُمْ فِي النَّارِ , وَحَيُّهُمْ أَعْمَى نَجِسٌ مَعَ مَا لاَ يُحْصَى مِنَ
الْمَرْغُوبِ عَنْهُ وَالْمَزْهُودِ فِيهِ , فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ
يَنْشُرَ عَلَيْهِمْ رَحْمَتَهُ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ {عَزِيزٌ عَلَيْهِ
مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ , فَلَمْ
يَمْنَعْهُمْ ذَلِكَ أَنْ جَرَّحُوهُ فِي جِسْمِهِ , وَلَقَّبُوهُ فِي اسْمِهِ ,
وَمَعَهُ كِتَابٌ مِنَ اللهِ نَاطِقٌ لاَ يُقَدَّمُ إِلاَّ بِأَمْرِهِ ، وَلاَ
يُرْحَلُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَلَمَّا أُمِرَ بِالْعَزْمَةِ , وَحُمِلَ عَلَى
الْجِهَادِ انْبَسَطَ لأَمْرِ اللهِ لَوَثُهُ , فَأَفْلَجَ اللَّهُ حُجَّتَهُ , وَأَجَازَ
كَلِمَتَهُ , وَأَظْهَرَ دَعْوَتَهُ , وَفَارَقَ الدُّنْيَا تَقِيًّا نَقِيًّا ،
ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَكَ سُنَّتَهُ وَأَخَذَ سَبِيلَهُ ,
وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ ، أَوْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ
مِنْهُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ الَّذِي كَانَ قَابِلاً
, انْتَزَعَ السُّيُوفَ مِنْ أَغْمَادِهَا , وَأَوْقَدَ النِّيرَانَ فِي شُعُلِهَا
، ثُمَّ رَكِبَ بِأَهْلِ الْحَقِّ أَهْلَ الْبَاطِلِ فَلَمْ يَبْرَحْ يُقَطِّعُ
أَوْصَالَهُمْ وَيَسْقِي الأَرْضَ دِمَاءَهُمْ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ فِي الَّذِي
خَرَجُوا مِنْهُ , وَقَرَّرَهُمْ بِالَّذِي نَفَرُوا عَنْهُ ,
وَقَدْ كَانَ أَصَابَ مِنْ مَالِ اللهِ بَكْرًا
يَرْتَوِي عَلَيْهِ وَحَبَشِيَّةً أَرْضَعَتْ وَلَدًا لَهُ فَرَأَى ذَلِكَ عِنْدَ
مَوْتِهِ غُصَّةً فِي حَلْقِهِ فَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ
, وَفَارَقَ الدُّنْيَا تَقِيًّا نَقِيًّا عَلَى مِنْهَاجِ صَاحِبِهِ ، ثُمَّ
قَامَ بَعْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَمَصَّرَ الأَمْصَارَ , وَخَلَطَ
الشِّدَّةَ بِاللِّينِ , وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ , وَشَمَّرَ عَنْ سَاقَيْهِ ,
وَأَعَدَّ لِلأُمُورِ أَقْرَانَهَا , وَلِلْحَرْبِ آلَتَهَا فَلَمَّا أَصَابَهُ
فتى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَمَرَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَسْأَلُ النَّاسَ هَلْ
يُثْبِتُونَ قَاتِلَهُ , فَلَمَّا قِيلَ فتى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
اسْتَهَلَّ يَحْمَدُ رَبَّهُ أَنْ لاَ يَكُونَ أَصَابَهُ ذُو حَقٍّ فِي الْفَيْءِ
فَيَحْتَجَّ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ إِنَّمَا اسْتَحَلَّ دَمَهُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ
حَقِّهِ وَقَدْ كَانَ أَصَابَ مِنْ مَالِ اللهِ بِضْعَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا ,
فَكَسَرَ لَهَا رِبَاعَهُ وَكَرِهَ بِهَا كَفَالَةَ أَوْلاَدِهِ فَأَدَّاهَا إِلَى
الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ وَفَارَقَ الدُّنْيَا تَقِيًّا نَقِيًّا عَلَى
مِنْهَاجِ صَاحِبَيْهِ ، ثُمَّ إِنَّكَ يَا عُمَرُ بُنَيُّ الدُّنْيَا , وَلَدَتْكَ
مُلُوكُهَا , وَأَلْقَمَتْكَ ثَدْيَيْهَا , وَنَبَتَّ فِيهَا تَلْتَمِسُهَا
مَظَانَّهَا , فَلَمَّا وُلِّيتَهَا أَلْقَيْتَهَا حَيْثُ أَلْقَاهَا اللَّهُ
هَجَرْتَهَا وَجَفَوْتَهَا وَقَذَرْتَهَا إِلاَّ مَا تَزَوَّدْتَ مِنْهَا ,
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَلاَ بِكَ حَوْبَتَنَا , وَكَشَفَ بِكَ كُرْبَتَنَا فَامْضِ
وَلاَ تَلْتَفِتْ فَإِنَّهُ لاَ يَعِزُّ عَلَى الْحَقِّ شَيْءٌ ، وَلاَ يَذِلُّ
عَلَى الْبَاطِلِ شَيْءٌ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.
قَالَ أَبُو أَيُّوبَ : فَكَانَ عُمُرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ يَقُولُ فِي الشَّيْءِ قَالَ لِيَ ابْنُ الأَهْتَمِ : امْضِ وَلاَ
تَلْتَفِتْ.
15- باب مَا أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صلى
الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ
93- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ
قَحْطًا شَدِيدًا فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : انْظُرُوا قَبْرَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ
حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ , قَالَ : فَفَعَلُوا فَمُطِرْنَا
مَطَرًا حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ وَسَمِنَتِ الإِبِلُ حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ
, فَسُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ.
94- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ
سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : لَمَّا كَانَ أَيَّامُ الْحَرَّةِ لَمْ
يُؤَذَّنْ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثًا وَلَمْ يُقَمْ ،
وَلَمْ يَبْرَحْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْمَسْجِدَ وَكَانَ لاَ يَعْرِفُ
وَقْتَ الصَّلاَةِ إِلاَّ بِهَمْهَمَةٍ يَسْمَعُهَا مِنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
95- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي خَالِدٌ ، هُوَ ابْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، هُوَ ابْنُ
أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّ كَعْبًا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ
فَذَكَرُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ كَعْبٌ : مَا مِنْ يَوْمٍ
يَطْلُعُ إِلاَّ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ حَتَّى يَحُفُّوا
بِقَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ
وَيُصَلُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا أَمْسَوْا
عَرَجُوا وَهَبَطَ مِثْلُهُمْ فَصَنَعُوا مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا انْشَقَّتْ
عَنْهُ الأَرْضُ خَرَجَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يَزِفُّونَهُ.
16- باب اتباع السنة
96- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، أَنْبَأَنَا ثَوْرُ
بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَمْرٍو ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَضي الله عنه قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْفَجْرِ ، ثُمَّ وَعَظَنَا مَوْعِظَةً
بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ
قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا فَقَالَ
: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا
حَبَشِيًّا فَأَنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا
كَثِيرًا , فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
الْمَهْدِيِّينَ , عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ , وَإِيَّاكُمْ
وَالْمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ مَرَّةً وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.
97- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةَ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
, عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَانَ مَنْ مَضَى مِنْ
عُلَمَائِنَا يَقُولُونَ الاِعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ وَالْعِلْمُ يُقْبَضُ
قَبْضًا سَرِيعًا فَنَعْشُ الْعِلْمِ ثَبَاتُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَفِي ذَهَابِ
الْعِلْمِ ذَهَابُ ذَلِكَ كُلِّهِ.
98- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ ذَهَابِ الدِّينِ
تَرْكَ السُّنَّةِ ، يَذْهَبُ الدِّينُ سُنَّةً سُنَّةً ، كَمَا يَذْهَبُ
الْحَبْلُ قُوَّةً قُوَّةً.
99- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ , عَنْ حَسَّانَ قَالَ مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ بِدْعَةً فِي
دِينِهِمْ إِلاَّ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ سُنَّتِهِمْ مِثْلَهَا ، ثُمَّ لاَ
يُعِيدُهَا إِلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
100- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ : مَا
ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلاَّ اسْتَحَلَّ السَّيْفَ.
101- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ : إِنَّ
أَهْلَ الأَهْوَاءِ أَهْلُ الضَّلاَلَةِ ، وَلاَ أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلاَّ إلى
النَّارِ فَجَرِّبْهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَنْتَحِلُ قَوْلاً ، أَوْ قَالَ
حَدِيثًا فَيَتَنَاهَى بِهِ الأَمْرُ دُونَ السَّيْفِ , وَإِنَّ النِّفَاقَ كَانَ
ضُرُوبًا ، ثُمَّ تَلاَ {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن
فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} , {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ
فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنهَا إِذَا هُمْ
يَسْخَطُونَ} {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ
أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} فَاخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ وَاجْتَمَعُوا فِي
الشَّكِّ وَالتَّكْذِيبِ , وَإِنَّ هَؤُلاَءِ اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ وَاجْتَمَعُوا
فِي السَّيْفِ ، وَلاَ أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلاَّ إلى النَّارِ.
قَالَ حَمَّادٌ : ثُمَّ قَالَ أَيُّوبُ عِنْدَ ذَا
الْحَدِيثِ ، أَوْ عِنْدَ الأَوَّلِ وَكَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي
الأَلْبَابِ يَعْنِي أَبَا قِلاَبَةَ.
17- باب التورع عن الجواب فيما ليس فيه كتاب ولا سنة
102- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ , عَنْ خَالِدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
وَحُذَيْفَةَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا كَانَا جَالِسَيْنِ فَجَاءَ رَجُلٌ
فَسَأَلَهُمَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِحُذَيْفَةَ : لأَيِّ شَيْءٍ
تُرَى يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا قَالَ : يَعْلَمُونَهُ ثُمَّ يَتْرُكُونَهُ ,
فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ : مَا سَأَلْتُمُونَا عَنْ شَيْءٍ
مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى نَعْلَمُهُ أَخْبَرْنَاكُمْ بِهِ ، أَوْ سُنَّةٍ مِنْ
نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْنَاكُمْ بِهِ ، وَلاَ طَاقَةَ لَنَا
بِمَا أَحْدَثْتُمْ.
103- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ
سَبْرَةَ قَالَ : مَا خَطَبَ عَبْدُ اللهِ خُطْبَةً بِالْكُوفَةِ إِلاَّ
شَهِدْتُهَا فَسَمِعْتُهُ يَوْمًا وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ
ثَمَانِيَةً وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ قَالَ هُوَ كَمَا قَالَ : ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
أَنْزَلَ كِتَابَهُ وَبَيَّنَ بَيَانَهُ فَمَنْ أَتَى الأَمْرَ مِنْ قِبَلِ
وَجْهِهِ فَقَدْ بُيِّنَ لَهُ ومَنْ خَالَفَ فَوَاللَّهِ مَا نُطِيقُ خِلاَفَكَمْ.
104- أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ قَالَ : شَهِدْتُ عَبْدَ اللهِ وَأَتَاهُ
رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ فِي تَحْرِيمٍ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَيَّنَ ، فَمَنْ
أَتَى الأَمْرَ مِنْ قِبَلِ الْوَجْهِ فَقَدْ بُيِّنَ ، وَمَنْ خَالَفَ فَوَاللَّهِ
مَا نُطِيقُ خِلاَفَكُمْ.
105- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ لاَ
يَقُولُ بِرَأْيِهِ إِلاَّ شَيْئًا سَمِعَهُ.
106- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا عَثَّامٌ ، والد علي بن عثام , عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : مَا سَمِعْتُ
إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ بِرَأْيِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ.
107- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : مَا قُلْتُ بِرَأْيِي مُنْذُ ثلاثون سَنَةً
قَالَ أَبُو هِلاَلٍ مُنْذُ أربعون سَنَةً.
108- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا
حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ , عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
رُفَيْعٍ ، قَالَ : سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ : لاَ أَدْرِي قَالَ قِيلَ
لَهُ أَلاَ تَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِكَ قَالَ إِنِّي أَسْتَحِي مِنَ اللهِ عز وجل
أَنْ يُدَانَ فِي الأَرْضِ بِرَأْيِي.
109- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ,
أَخْبَرَنِي حَاتِمٌ ، هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عِيسَى ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ : جَاءَهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ
يَقُولُ فِيهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَخْبِرْنِي أَنْتَ بِرَأْيِكَ فَقَالَ أَلاَ
تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا أَخْبَرْتُهُ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَيَسْأَلُنِي عَنْ
رَأْيِي وَدِينِي عِنْدِي آثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَاللَّهِ لأَنْ أَتَغَنَّى
أُغْنِيَّةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُخْبِرَكَ بِرَأْيِي.
110- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ،
حَدَّثَنَا حَاتِمٌ هو ابن إسماعيل , عَنْ عِيسَى ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ :
إِيَّاكُمْ وَالْمُقَايَسَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَخَذْتُمْ
بِالْمُقَايَسَةِ لَتُحِلُّنَّ الْحَرَامَ وَلَتُحَرِّمُنَّ الْحَلاَلَ وَلَكِنْ
مَا بَلَغَكُمْ عَمَّنْ حَفِظَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
فَاعْمَلُوا بِهِ.
111- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ
, عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ
اللهِ فَقَالَ إِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَارِحَةَ ثَمَانِيًا قَالَ
بِكَلاَمٍ وَاحِدٍ قَالَ بِكَلاَمٍ وَاحِدٍ قَالَ فَيُرِيدُونَ أَنْ يُبِينُوا
مِنْكَ امْرَأَتَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّهُ
طَلَّقَ امْرَأَتَهُ مِئَةَ طَلْقَةٍ قَالَ بِكَلاَمٍ وَاحِدٍ قَالَ بِكَلاَمٍ
وَاحِدٍ قَالَ فَيُرِيدُونَ أَنْ يُبِينُوا مِنْكَ امْرَأَتَكَ قَالَ : نَعَمْ
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ مَنْ طَلَّقَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ
الطَّلاَقَ ، وَمَنْ لَبَّسَ عَلَى نَفْسِهِ وَكَلْنَا بِهِ لَبْسَهُ وَاللَّهِ
لاَ تُلَبِّسُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَنَتَحَمَّلُهُ نَحْنُ هُوَ كَمَا
تَقُولُونَ.
112- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ :
لأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلاً بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ حَقَّ اللهِ عَلَيْهِ
خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لاَ يَعْلَمُ.
113- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْقَاسِمَ سُئِلَ قَالَ
: إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ كُلَّ مَا تَسْأَلُونَ عَنْهُ وَلَوْ عَلِمْنَا
مَا كَتَمْنَاكُمْ ، وَلاَ حَلَّ لَنَا أَنْ نَكْتُمَكُمْ .
114- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَوْنٍ قَالَ : سُئِلَ الْقَاسِمُ عَنْ شَيْءٍ قَدْ سَمَّاهُ فَقَالَ مَا
أَضَطَرُّ إِلَى مَشُورَةٍ وَمَا أَنَا مِنْ ذَا فِي شَيْءٍ.
115- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ يَحْيَى قَالَ : قُلْتُ لِلْقَاسِمِ مَا أَشَدَّ
عَلَيَّ أَنْ تُسْأَلَ ، عَنِ الشَّيْءِ لاَ يَكُونُ عِنْدَكَ وَقَدْ كَانَ
أَبُوكَ إِمَامًا قَالَ : إِنَّ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ مَنْ
عَقَلَ ، عَنِ اللهِ أَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، أَوْ أَرْوِيَ عَنْ غَيْرِ
ثِقَةٍ .
116- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : كَانَوا إِذَا
نَزَلَتْ بِهِمْ قَضِيَّةٌ لَيْسَ فِيهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
أَثَرٌ اجْتَمَعُوا لَهَا وَأَجْمَعُوا فَالْحَقُّ فِيمَا رَأَوْا فَالْحَقُّ
فِيمَا رَأَوْا.
117- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَنَا يَزِيدُ ،
عَنِ الْعَوَّامِ بِهَذَا.
118- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ وَمُحَمَّدُ
بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ
الْحِمْصِيُّ أَنَّ وَهْبَ بْنَ عَمْرٍو الْجُمَحِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ تَعْجَلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا
فَإِنَّكُمْ إِنْ لاَ تَعْجَلُوهَا قَبْلَ نُزُولِهَا لاَ يَنْفَكُّ
الْمُسْلِمُونَ وَفِيهِمْ إِذَا هِيَ نَزَلَتْ مَنْ إِذَا قَالَ وُفِّقَ وَسُدِّدَ
وَإِنَّكُمْ إِنْ تَعْجَلُوهَا تَخْتَلِفْ بِكُمُ الأَهْوَاءُ فَتَأْخُذُوا
هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ.
119- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ يَحْدُثُ لَيْسَ فِي كِتَابٍ ، وَلاَ
سُنَّةٍ قَالَ : يَنْظُرُ فِيهِ الْعَابِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
120- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، قَالَ : قَالَ الْقَاسِمُ
إِنَّكُمْ لَتَسْأَلُونَا عَنْ أَشْيَاءَ مَا كُنَّا نَسْأَلُ عَنْهَا
وَتُنَقِّرُونَ عَنْ أَشْيَاءَ مَا كُنَّا نُنَقِّرُ عَنْهَا وَتَسْأَلُونَ عَنْ
أَشْيَاءَ مَا أَدْرِي مَا هِيَ وَلَوْ عَلِمْنَاهَا مَا حَلَّ لَنَا أَنْ
نَكْتُمَكُمُوهَا.
121- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرَ بْنِ
الأَشَجِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : إِنَّهُ
سَيَأْتِي نَاسٌ يُجَادِلُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ
فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ.
122- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، هُوَ ابْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، هُوَ ابْنُ عُرْوَةَ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ قَالَ : مَا زَالَ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلاً لَيْسَ فِيهِ
شَيْءٌ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ
أَبْنَاءُ النِّسَاءِ الَّتِي سَبَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ غَيْرِهِمْ , فَقَالُوا
فِيهِمْ بِالرَّأْيِ , فَأَضَلُّوهُمْ.
18-
باب كراهية الفتيا123- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يزِيدَ الْمَنْقَرِيِّ ، حَدَّثَنِي
أَبِي قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ يَوْمًا إِلَى ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَسَأَلَهُ
عَنْ شَيْءٍ لاَ أَدْرِي مَا هُوَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : لاَ تَسْأَلْ
عَمَّا لَمْ يَكُنْ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضوان الله عليه
يَلْعَنُ مَنْ سَأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ.
124- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، أَنْبَأَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ
الأَنْصَارِيَّ رضوان الله عليه كَانَ يَقُولُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ أَكَانَ
هَذَا فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ قَدْ كَانَ حَدَّثَ فِيهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ
وَالَّذِي يَرَى وَإِنْ قَالُوا لَمْ يَكُنْ قَالَ فَذَرُوهُ حَتَّى يَكُونَ.
125- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَنْبَأَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ سُئِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ : هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ ؟ قَالَوا : لاَ قَالَ : دَعُونَا
حَتَّى يَكُونَ فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهَا لَكُمْ.
126- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ رضوان الله عليه
عَلَى الْمِنْبَرِ أُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَسْأَلُ عَمَّا لَمْ يَكُنْ
فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَيَّنَ مَا هُوَ كَائِنٌ.
127- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا سَأَلُوهُ إِلاَّ عَنْ ثَلاَثَ
عَشَرَةَ مَسْأَلَةً حَتَّى قُبِضَ كُلُّهُنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْهُنَّ
{يَسْأَلُونَكَ ، عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} ، و{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ} قَالَ مَا كَانُوا يَسْأَلُونَ إِلاَّ عَمَّا يَنْفَعُهُمْ.
128- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : لَمَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ مِمَّنْ سَبَقَنِي مِنْهُمْ
فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَيْسَرَ سِيرَةً ، وَلاَ أَقَلَّ تَشْدِيدًا مِنْهُمْ.
129- أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ أَخْبَرَنِي رَجَاءُ حيوة قَالَ : سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ
نُسَيٍّ الْكِنْدِيَّ وَسُئِلَ عَنِ امْرَأَةٍ مَاتَتْ مَعَ قَوْمٍ لَيْسَ لَهَا
وَلِيٌّ فَقَالَ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مَا كَانُوا يُشَدِّدُونَ تَشْدِيدَكُمْ ،
وَلاَ يَسْأَلُونَ مَسَائِلَكُمْ.
130- أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ ، أَنْبَأَنَا
زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ أَخْبَرَنِي رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، قال : حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ : كُنْتُ
مَعَ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ بِمَرْجِ الدِّيبَاجِ فَرَأَيْتُ مِنْهُ خَلْوَةً
فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لِي مَا تَصْنَعُ بِالْمَسَائِلِ قُلْتُ :
لَوْلاَ الْمَسَائِلُ لَذَهَبَ الْعِلْمُ قَالَ : لاَ تَقُلْ ذَهَبَ الْعِلْمُ , إِنَّهُ لاَ
يَذْهَبُ الْعِلْمُ مَا قُرِئَ الْقُرْآنُ , وَلَكِنْ لَوْ قُلْتَ : يَذْهَبُ
الْفِقْهُ.
131- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ دَاوُدَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا لاَ نَدْرِي لَعَلَّنَا
نَأْمُرُكُمْ بِأَشْيَاءَ لاَ تَحِلُّ لَكُمْ وَلَعَلَّنَا نُحِرِّمُ عَلَيْكُمْ
أَشْيَاءَ هِيَ لَكُمْ حَلاَلٌ , إِنَّ آخِرَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنَ آيَةُ
الرِّبَا , وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُبَيِّنْهَا لَنَا
حَتَّى مَاتَ فَدَعُوا مَا يَرِيبُكُمْ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكُمْ.
19- باب من هاب الفتيا وكرة التنطع والتبدع
132- أَخْبَرَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ : خَرَجْتُ مِنْ عَنْدِ إِبْرَاهِيمَ
فَاسْتَقْبَلَنِي حَمَّادٌ فَحَمَّلَنِي ثَمَانِيَةَ أَبُوابٍ مَسَائِلَ
فَسَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِي عَنْ أَرْبَعٍ وَتَرَكَ أَرْبَعًا.
133- أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ : مَا سَأَلْتُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ عَرَفْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ.
134- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ : مَا
رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ لاَ عِلْمَ لِي
بِهِ مِنَ الشَّعْبِيِّ.
135- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ
قَالَ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ قَالَ : كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا جَاءَهُ شَيْءٌ
اتَّقَى , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ وَيَقُولُ وَيَقُولُ , قَالَ أَبُو
عَاصِمٍ : كَانَ الشَّعْبِيُّ فِي هَذَا أَحْسَنَ حَالاً عِنْدَ ابْنِ عَوْنٍ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ.
136- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
إِيَاسٍ قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَا لَكَ لاَ تَقُولُ فِي
الطَّلاَقِ شَيْئًا قَالَ : مَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلاَّ قَدْ سَأَلْتُ عَنْهُ
وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أُنْ أَحِلَّ حَرَامًا ، أَوْ أُحَرِّمَ حَلاَلاً.
137- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى
يَقُولُ لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ.
عِشْرِينَ وَمِئَةً مِنَ الأَنْصَارِ وَمَا مِنْهُمْ من
أَحَدٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلاَّ وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْحَدِيثَ ،
وَلاَ يُسْأَلُ عَنْ فُتْيَا إِلاَّ وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْفُتْيَا.
138- حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ دَاوُدَ قَالَ : سَأَلْتُ
الشَّعْبِيَّ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ إِذَا سُئِلْتُمْ قَالَ عَلَى
الْخَبِيرِ وَقَعْتَ كَانَ إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ قَالَ لِصَاحِبِهِ أَفْتِهِمْ
فَلاَ يَزَالُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الأَوَّلِ.
139- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : إِنَّ الْعَالِمَ يَدْخُلُ فِيمَا
بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ عِبَادِهِ فَلْيَطْلُبْ لِنَفْسِهِ الْمَخْرَجَ.
140- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ، حدثنا
أَبُو أُسَامَةَ
عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ : أَخْرَجَ إِلَيَّ مَعْنُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِتَابًا فَحَلَفَ لِي بِاللَّهِ إِنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ
فَإِذَا فِيهِ قَالَ عَبْدُ اللهِ وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ مَا رَأَيْتُ
أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَإِنِّي
لأَرَى عُمَرَ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا عَلَيْهِمْ ، أَوْ لَهُمْ.
141- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ
بْنُ صَالِحٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَاضِرٍ الأَزْدِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقُلْتُ أَوْصِنِي فَقَالَ نَعَمْ عَلَيْكَ
بِتَقْوَى اللهِ وَالاِسْتِقَامَةِ اتَّبِعْ ، وَلاَ تَبْتَدِعْ.
142- أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، أَخْبَرَنَا
النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ :
كَانَوا يَرَوْنَ أَنَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ مَا كَانَ عَلَى الأَثَرِ.
143- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
أَزْهَرُ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : مَا دَامَ عَلَى
الأَثَرِ فَهُوَ عَلَى الطَّرِيقِ.
144- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ
: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ
قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ وَقَبْضُهُ أَنْ يَذْهَبَ أَهْلُهُ أَلاَ وَإِيَّاكُمْ
وَالتَّنَطُّعَ وَالتَّعَمُّقَ وَالتَّبَدُّعَ وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ.
145- حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو
النُّعْمَانِ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ
قَالَ :
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ
أَنْ يُقْبَضَ وَقَبْضُهُ أَنْ يُذْهَبَ بِأَصْحَابِهِ وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ
فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَتَى يُفْتَقَرُ إِلَيْهِ ، أَوْ يُفْتَقَرُ
إِلَى مَا عِنْدَهُ وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ
يَدْعُونَكُمْ إِلَى كِتَابِ اللهِ وَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ
فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ وَإِيَّاكُمْ
وَالتَّنَطُّعَ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ .
146- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
يَسَارٍ أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ صَبِيغٌ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ
يَسْأَلُ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ النَّخْلِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا
عَبْدُ اللهِ صَبِيغٌ فَأَخَذَ عُمَرُ عُرْجُونًا مِنْ تِلْكَ الْعَرَاجِينِ
فَضَرَبَهُ وَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللهِ عُمَرُ فَجَعَلَ لَهُ ضَرَبًا حَتَّى
دَمِيَ رَأْسُهُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبُكَ قَدْ ذَهَبَ
الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ فِي رَأْسِي.
147- أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَت تَلاَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ} فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا رَأَيْتُمُ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَاحْذَرُوهُمْ.
148- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ سُئِلَ عَبْدُ اللهِ
عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ : إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أُحِلَّ لَكَ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ
عَلَيْكَ ، أَوْ أُحَرِّمَ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ لَكَ.
149- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : لأَنْ أَرُدَّهُ بِعِيِّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أَتَكَلَّفَ لَهُ مَا لاَ أَعْلَمُ.
150- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَجْلاَنَ , عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ
اللهِ أَنَّ صَبِيغًا الْعِرَاقِيَّ جَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ
فِي أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَدِمَ مِصْرَ فَبَعَثَ بِهِ عَمْرُو بْنُ
الْعَاصِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُولُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ فَقَالَ أَيْنَ
الرَّجُلُ قَالَ فِي الرَّحْلِ قَالَ عُمَرُ أَبْصِرْ أن أَيَكُونَ ذَهَبَ
فَتُصِيبَكَ مِنِّي بِهِ الْعُقُوبَةُ الْمُوجِعَةُ فَأَتَاهُ بِهِ فَقَالَ عُمَرُ
تَسْأَلُ مُحْدَثَةً فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى رَطَائِبَ مِنْ جَرِيدٍ فَضَرَبَهُ
بِهَا حَتَّى تَرَكَ ظَهْرَهُ دَبِرَةً ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ ، ثُمَّ
عَادَ لَهُ ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ فَدَعَا بِهِ لِيَعُودَ لَهُ قَالَ
فَقَالَ صَبِيغٌ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلِي فَاقْتُلْنِي قَتْلاً جَمِيلاً
وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُدَاوِيَنِي فَقَدْ وَاللَّهِ بَرَأْتُ فَأَذِنَ لَهُ
إِلَى أَرْضِهِ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
أَنْ لاَ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى
الرَّجُلِ ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَنْ قَدْ حَسُنَتْ توبته
فَكَتَبَ عُمَرُ أَنِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِ.
151- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ
قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ اسْتَفْتَى رَجُلٌ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ
: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ مَا تَقُولُ فِي كَذَا وَكَذَا قَالَ : يَا بُنَيَّ
أَكَانَ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ قَالَ : لاَ قَالَ أَمَّا لاَ فَأَجِّلْنِي
حَتَّى يَكُونَ فَنُعَالِجَ أَنْفُسَنَا حَتَّى نُخْبِرَكَ.
152- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَوَانَةَ قال : أَخْبَرَنَا عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ
: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ فَتًى :
ما تقول يَا عَمَّاهُ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي كَانَ هَذَا ؟
قَالَ : لاَ , قَالَ : فَأَعْفِنَا حَتَّى يَكُونَ.
ئئ
153- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا سُئِلَ عَنْ
شَيْءٍ لَمْ يُجِبْ فِيهِ إِلاَّ جَوَابَ الَّذِي سُئِلَ عَنْهُ.
154- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ وُهَيْبٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يُفْتِي فِي الْفَرْجِ بِشَيْءٍ فِيهِ اخْتِلاَفٌ.
155- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ :
سَأَلْتُ طَاوُوسًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لِي كَانَ هَذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ
آللَّهِ قُلْتُ آللَّهِ قَالَ : إِنَّ أَصْحَابَنَا أَخْبَرَونَا عَنْ مُعَاذِ
بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ لاَ
تَعْجَلُوا بِالْبَلاَءِ قَبْلَ نُزُولِهِ فَيُذْهَبَ بِكُمْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا
وَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَعْجَلُوا بِالْبَلاَءِ قَبْلَ نُزُولِهِ لَمْ يَنْفَكَّ
الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ مَنْ إِذَا سُئِلَ
سَدَّدَ وَإِذَا قَالَ وُفِّقَ.
156- حدثنا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَدْرَكَهُ رَمَضَانَانِ
فَقَالَ أَكَانَ ، أَوْ لَمْ يَكُنْ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَالَ اتْرُكْ
بَلِيَّتَهُ حتَّى تَنْزِلَ قَالَ فَدَلَّسْنَا لَهُ رَجُلاً فَقَالَ قَدْ كَانَ
فَقَالَ يُطْعِمُ ، عَنِ الأَوَّلِ فِيهِمَا ثَلاَثِينَ مِسْكِينًا لِكُلِّ يَوْمٍ
مِسْكِينٌ.
157- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ , عَنْ عُبَيْدِ
بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : كُنْتُ أَجْلِسُ بِمَكَّةَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ يَوْمًا وَإِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَوْمًا فَمَا يَقُولُ
ابْنُ عُمَرَ فِيمَا سُئِلَ لاَ عِلْمَ لِي أَكْثَرُ مِمَّا يُفْتِي بِهِ.
158- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ تَعَلَّمُوا
فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَتَى يُخْتَلَفُ إِلَيْهِ.
20- باب الفتيا وما فيه من الشدة
159- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَاركِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا
أَجْرَأُكُمْ عَلَى النَّارِ.
160- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي
الله عنهما قَالَ : مَنْ أَحْدَثَ رَأْيًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ وَلَمْ يَمْضِ
بِهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَدْرِ عَلَى مَا هُوَ
مِنْهُ إِذَا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
161- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عُمَرَ
الْمُعَافِرِيُّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا مِنْ غَيْرِ ثَبْتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ
أَفْتَاهُ.
162- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : مَنْ أَفْتَى بِفُتْيَا
يُعَمَّى عَنْهَا فَإِثْمُهَا عَلَيْهِ.
163- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ
مِهْرَانَ قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ الْخَصْمُ نَظَرَ فِي كِتَابِ اللهِ فَإِنْ وَجَدَ
فِيهِ مَا يَقْضِي بَيْنَهُمْ قَضَى بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَابِ
وَعَلِمَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الأَمْرِ سُنَّةً
قَضَى بِهِ فَإِنْ أَعْيَاهُ خَرَجَ فَسَأَلَ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ أَتَانِي
كَذَا وَكَذَا فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى
فِي ذَلِكَ بِقَضَاءٍ فَرُبَّمَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّفَرُ كُلُّهُمْ يَذْكُرُ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ قَضَاءً فَيَقُولُ أَبُو بَكْرٍ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِينَا مَنْ يَحْفَظُ عَلَى نَبِيِّنَا فَإِنْ
أَعْيَاهُ أَنْ يَجِدَ فِيهِ سُنَّةً مِنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم جَمَعَ
رُؤُوسَ النَّاسِ وَخِيَارَهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَإِذَا اجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ
عَلَى أَمْرٍ قَضَى بِهِ.
164- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى وَعَمْرُو
بْنُ زُرَارَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ
قَالَ : كَانَ عَلَى امْرَأَتِي اعْتِكَافُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ فَسَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ ابْنُ شِهَابٍ
قَالَ قُلْتُ عَلَيْهَا صِيَامٌ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ لاَ يَكُونُ اعْتِكَافٌ
إِلاَّ بِصِيَامٍ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَعَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : فَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ؟ قَالَ : لاَ ,
قَالَ : فَعَنْ عُمَرَ ؟ قَالَ : لاَ ,
قَالَ : فَعَنْ عُثْمَانَ ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ عُمَرُ
: مَا أَرَى عَلَيْهَا صِيَامًا فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُ طَاوُوسًا وَعَطَاءَ بْنَ
أَبِي رَبَاحٍ فَسَأَلْتُهُمَا , فَقَالَ طَاوُسٌ : كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله
عنهما لاَ يَرَى عَلَيْهَا صِيَامًا إِلاَّ أَنْ تَجْعَلَهُ عَلَى نَفْسِهَا
قَالَ. وَقَالَ عَطَاءٌ : ذَلِكَ رَأْيِي
165- حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ , عَنْ أَبِي
نَضْرَةَ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ أَبُو سَلَمَةَ الْبَصْرَةَ أَتَيْتُهُ أَنَا
وَالْحَسَنُ فَقَالَ لِلْحَسَنِ أَنْتَ الْحَسَنُ مَا كَانَ أَحَدٌ بِالْبَصْرَةِ
أَحَبَّ إِلَيَّ لِقَاءً مِنْكَ وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُفْتِي
بِرَأْيِكَ فَلاَ تُفْتِ بِرَأْيِكَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ سُنَّةٌ , عَنْ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَوْ كِتَابٌ مُنَزَّلٌ.
166- أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ ,
عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَقِيَهُ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ
لَهُ : يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ إِنَّكَ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَصْرَةِ فَلاَ تُفْتِ
إِلاَّ بِقُرْآنٍ نَاطِقٍ ، أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ , فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ
غَيْرَ ذَلِكَ هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ.
167- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ
ظُهَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : أَتَى
عَلَيْنَا زَمَانٌ لَسْنَا نَقْضِي وَلَسْنَا هُنَالِكَ , وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ
قَدَّرَ مِنَ الأَمْرِ أَنْ قَدْ بَلَغْنَا مَا تَرَوْنَ , فَمَنْ عَرَضَ لَهُ
قَضَاءٌ بَعْدَ الْيَوْمِ فَلْيَقْضِ فِيهِ بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
, فَإِنْ جَاءَهُ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَلْيَقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَإِنْ جَاءَهُ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ
, وَلَمْ يَقْضِ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلْيَقْضِ بِمَا قَضَى
بِهِ الصَّالِحُونَ ، وَلاَ يَقُلْ إِنِّي أَخَافُ وَإِنِّي أُرَى , فَإِنَّ
الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَالْحَلاَلَ بَيِّنٌ , وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ
, فَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ.
168- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ فَكَانَ
فِي الْقُرْآنِ أَخْبَرَ بِهِ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ , وَكَانَ ,
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ بِهِ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَعَنْ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَالَ فِيهِ
بِرَأْيِهِ.
169- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ
عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ شُرَيْحٍ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ
إِلَيْهِ إِنْ جَاءَكَ شَيْءٌ فِي كِتَابِ اللهِ فَاقْضِ بِهِ ، وَلاَ
تَلْتَفِتْكَ عَنْهُ الرِّجَالُ فَإِنْ جَاءَكَ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ
فَانْظُرْ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاقْضِ بِهَا فَإِنْ جَاءَكَ
مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم فَانْظُرْ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَخُذْ بِهِ فَإِنْ
جَاءَكَ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ وَلَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ أَحَدٌ قَبْلَكَ فَاخْتَرْ أَيَّ
الأَمْرَيْنِ شِئْتَ , إِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْتَهِدَ رَأْيَكَ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ
فَتَقَدَّمْ , وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأَخَّرَ فَتَأَخَّرْ ، وَلاَ أَرَى
التَّأَخُّرَ إِلاَّ خَيْرًا لَكَ.
170- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بن
عَمْرٍو , ابْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , عَنْ نَاسٍ مِنْ أَهْلِ
حِمْصَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ , عَنْ مُعَاذٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ :
أَرَأَيْتَ إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ كَيْفَ تَقْضِي ؟ قَالَ : أَقْضِي بِكِتَابِ
اللهِ , قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ قَالَ : فَبِسُنَّةِ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ
اللهِ قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْيِي لاَ آلُو قَالَ فَضَرَبَ صَدْرَهُ ، ثُمَّ قَالَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ
اللَّهِ.
171- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ
ظُهَيْرٍ قَالَ أَحْسَبُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : قَدْ
أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ وَمَا نُسْأَلُ وَمَا نَحْنُ هُنَاكَ , وَإِنَّ اللَّهَ
قَدَّرَ أَنْ بَلَغْتُ مَا تَرَوْنَ فَإِذَا سُئِلْتُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْظُرُوا
فِي كِتَابِ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوهُ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل فَفِي سُنَّةِ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنْ لَمْ تَجِدُوهُ فِي سُنَّةِ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ فِيمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَاجْتَهِدْ رَأْيَكَ ، وَلاَ
تَقُلْ إِنِّي أَخَافُ وَأَخْشَى فَإِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ
وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ فَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ.
172- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ , عَنْ أَبِي
عَوَانَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ.
173- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بِنَحْوِهِ.
174- أَخْبَرَنَا هُارُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ سَتُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ فَإِذَا رَأَيْتُمْ
مُحْدَثَةً فَعَلَيْكُمْ بِالأَمْرِ الأَوَّلِ قَالَ حَفْصٌ كُنْتُ أُسْنِدُ عَنْ
حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ دَخَلَنِي منه شَكٌّ.
175- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ
لاِبْنِ مَسْعُودٍ : أَلَمْ أُنْبَأْ ، أَوْ أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تُفْتِي وَلَسْتَ
بِأَمِيرٍ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا.
21- باب
176- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِنَّ
الَّذِي يُفْتِي النَّاسَ فِي كُلِّ مَا يُسْتَفْتَى لَمَجْنُونٌ.
177- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ هِشَامٍ ,
عَنْ مُحَمَّدٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : إِنَّمَا يُفْتِي النَّاسَ ثَلاَثَةٌ
رَجُلٌ إِمَامٌ ، أَوْ وَالِي ، أَوْ رَجُلٌ يَعْلَمُ نَاسِخَ الْقُرْآنِ مِنَ
الْمَنْسُوخِ قَالُوا : يَا حُذَيْفَةُ ، وَمَنْ ذَاكَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
، أَوْ أَحْمَقُ مُتَكَلِّفٌ.
178- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
أَنْبَأَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدٍ ,
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ : إِنَّمَا يُفْتِي النَّاسَ أَحَدُ ثَلاَثَةٍ رَجُلٌ عَلِمَ
نَاسِخَ الْقُرْآنِ مِنْ مَنْسُوخِهِ قَالَوا : ، وَمَنْ
ذَاكَ ؟ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : وَأَمِيرٌ لاَ يَجِدُ بُدًّا ، أَوْ
أَحْمَقُ مُتَكَلِّفٌ.
ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ فَلَسْتُ بِوَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنِ
وَأَرْجُو أَنْ لاَ أَكُونَ الثَّالِثَ.
179- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : مَنْ عَلِمَ
مِنْكُمْ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ لِمَا لاَ
يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ الْعَالِمَ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ : {قُلْ مَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}.
180- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا
حُمَيْدٌ , عَنْ أَبِي رَجَاءٍ , عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ أَنَّ أَبَا مُوسَى ،
رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : فِي خُطْبَتِهِ مَنْ عَلِمَ عِلْمًا فَلْيُعَلِّمْهُ
النَّاسَ وَإِيَّاهُ أَنْ يَقُولَ مَا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ فَيَمْرُقَ مِنَ
الدِّينِ وَيَكُونَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ.
181- أَخْبَرَنَا عُمَرُو بْنُ عَوْنٍ , عَنْ خَالِدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ
وَزَاذَانَ قَالاَ : قَالَ عَلِيٌّ : وَا بَرْدَهَا عَلَى الْكَبِدِ إِذَا سُئِلْتُ
عَمَّا لاَ أَعْلَمُ أَنْ أَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ.
182- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ,
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ , عَنْ عَلِيٍّ رضوان
الله عليه قَالَ : يَا بَرْدَهَا عَلَى الْكَبِدِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لاَ تَعْلَمُ
اللَّهُ أَعْلَمُ.
183- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
عُمَيْرُ بْنُ عَرْفَجَةَ ، حَدَّثَنَا رَزِينٌ أَبُو النُّعْمَانِ , عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : إِذَا سُئِلْتُمْ عَمَّا لاَ
تَعْلَمُونَ فَاهْرَبُوا قَالُوا وَكَيْفَ الْهَرَبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
قَالَ تَقُولُونَ اللَّهُ أَعْلَمُ.
184- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ , عَنْ عَزْرَةَ
التَّمِيمِيِّ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ وَا بَرْدَهَا عَلَى
الْكَبِدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَوا وَمَا ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
قَالَ أَنْ يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ فَيَقُولُ اللَّهُ أَعْلَمُ.
185- أَخْبَرَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ
: لاَ عِلْمَ لِي بِهَا فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ نِعْمَ
مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ فَقَالَ : لاَ عِلْمَ لِي بِهِ.
186- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لاَ أَدْرِي نِصْفُ
الْعِلْمِ.
187- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْعُمَرِيُّ , عَنْ نَافِعٍ ؛ أَنَّ رَجُلاً أتى ابْنِ
عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ : لاَ عِلْمَ لِي ، ثُمَّ الْتَفَتَ بَعْدَ
أَنْ قَفَّا الرَّجُلُ فَقَالَ نِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ يُسْأَلُ عَمَّا لاَ
يَعْلَمُ فَقَالَ : لاَ عِلْمَ لِي يَعْنِي ابْنُ عُمَرَ نَفْسَهُ.
188- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ , عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ : كَانَ عَامِرٌ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ يَقُولُ
لاَ أَدْرِي فَإِنْ رَدُّوا عَلَيْهِ قَالَ إِنِّي حَلَفْتُ لَكَ بِاللَّهِ إِنْ
كَانَ لِي بِهِ عِلْمٌ.
189- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ حَفْصٍ
, عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : مَا أُبَالِي سُئِلْتَ عَمَّا
أَعْلَمُ ، أَوْ مَا لاَ أَعْلَمُ لأَنِّي إِذَا سُئِلْتُ عَمَّا أَعْلَمُ قُلْتُ
مَا أَعْلَمُ وَإِذَا سُئِلْتُ عَمَّا لاَ أَعْلَمُ قُلْتُ لاَ أَعْلَمُ.
190- أَخْبَرَنَا هَارُونُ عَنْ حَفْصٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ
قَالَ : مَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ قَطُّ حَلاَلٌ ، وَلاَ حَرَامٌ
إِنَّمَا كَانَ يَقُولُ كَانُوا يَتَكَرَّهُونَ وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ.
22- باب تغير الزمان وما يحدث فيه
191- أَخْبَرَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ,
عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ
فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَتَّخِذُهَا
النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ قَالُوا غُيِّرَتِ السُّنَّةُ قَالُوا وَمَتَى
ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَلَّتْ
فُقَهَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ وَالْتُمِسَتِ
الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
192- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ , عَنْ خَالِدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ
إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَرْبُو فِيهَا
الصَّغِيرُ إِذَا تُرِكَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ تُرِكَتِ السُّنَّةُ قَالُوا
وَمَتَى ذَاكَ ؟
قَالَ إِذَا ذَهَبَتْ عُلَمَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ
جُهَلاَؤُكُمْ وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ
أُمَرَاؤُكُمْ وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ
الآخِرَةِ وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ.
193- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ قَالَ : أُنْبِئْتُ أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ وَيْلٌ
لِلْمُتَفَقِّهِينَ بِغَيْرِ الْعِبَادَةِ وَالْمُسْتَحِلِّينَ الْحُرُمَاتِ
بِالشُّبُهَاتِ.
194- أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ سُهَيْلٍ مَوْلَى يَحْيَى
بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ,
عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : لاَ يَأْتِي
عَلَيْكُمْ عَامٌ إِلاَّ وَهُوَ شَرٌّ مِنَ
الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَعْنِي
عَامًا أَخْصَبَ مِنْ عَامٍ ، وَلاَ أَمِيرًا خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَلَكِنْ
عُلَمَاؤُكُمْ وَخِيَارُكُمْ وَفُقَهَاؤُكُمْ يَذْهَبُونَ ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونَ
مِنْهُمْ خَلَفًا وَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ.
195- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
خَلَفٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي
هِنْدٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ وَمَا
عُبِدَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إِلاَّ بِالْمَقَايِيسِ.
196- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ ابْنِ
شَوْذَبٍ , عَنْ مَطَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ
{خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} قَالَ قَاسَ إِبْلِيسُ وَهُوَ
أَوَّلُ مَنْ قَاسَ.
197- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ مَسْرُوقٍ
أَنَّهُ قَالَ : إِنِّي أَخَافُ ، أَوْ أَخْشَى أَنْ أَقِيسَ فَتَزِلَّ قَدَمِي.
198- أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : وَاللَّهِ
لَئِنْ أَخَذْتُمْ بِالْمَقَايِيسِ لَتُحَرِّمُنَّ الْحَلاَلَ وَلَتُحِلُّنَّ
الْحَرَامَ
199- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا
أَبِي , عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَامِرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ مَا أَبْغَضَ
إِلَيَّ أَرَأَيْتَ أَرَأَيْتَ يَسْأَلُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ فَيَقُولُ أَرَأَيْتَ
وَكَانَ لاَ يُقَايِسُ.
200- أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ قَالَ : نَهَانِي أَبُو وَائِلٍ أَنْ
أُجَالِسَ أَصْحَابَ أَرَأَيْتَ.
201- أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَوْ أَنَّ
هَؤُلاَءِ كَانُوا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَنَزَلَتْ
عَامَّةُ الْقُرْآنِ يَسْأَلُونَكَ يَسْأَلُونَكَ.
202- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ,
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ ، هُوَ ابْنُ طَلْحَةَ ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ
قَالَ : قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ يَا أَبَا حَمْزَةَ وَاللَّهِ لَقَدْ تَكَلَّمْتُ
وَلَوْ وَجَدْتُ بُدًّا مَا تَكَلَّمْتُ , وَإِنَّ زَمَانًا أَكُونُ فِيهِ فَقِيهَ
أَهْلِ الْكُوفَةِ زَمَانُ سُوءٍ.
203- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
, عَنْ لَيْثٍ
عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ : إِيَّايَ وَالْمُكَايَلَةَ يَعْنِي فِي الْكَلاَمِ.
204- أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : شَهِدْتُ شُرَيْحًا
وَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ فَقَالَ : يَا أَبَا أُمَيَّةَ مَا دِيَةُ
الأَصَابِعِ قَالَ عَشْرٌ عَشْرٌ قَالَ يا سُبْحَانَ اللهِ أَسَوَاءٌ هَاتَانِ
جَمَعَ بَيْنَ الْخِنْصِرِ وَالإِبْهَامِ فَقَالَ شُرَيْحٌ يَا سُبْحَانَ اللهِ
أَسَوَاءٌ أُذُنُكَ وَيَدُكَ فَإِنَّ الأُذُنَ يُوَارِيهَا الشَّعْرُ وَالْكُمَّةُ
وَالْعِمَامَةُ فِيهَا نِصْفُ الدِّيَةِ وَفِي الْيَدِ نِصْفُ الدِّيَةِ وَيْحَكَ
إِنَّ السُّنَّةَ سَبَقَتْ قِيَاسَكُمْ فَاتَّبِعْ ، وَلاَ تَبْتَدِعْ , فَإِنَّكَ
لَنْ تَضِلَّ مَا أَخَذْتَ بِالأَثَرِ
, قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَقَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ : يَا
هُذَلِيُّ لَوْ أَنَّ أَحْنَفَكُمْ قُتِلَ وَهَذَا الصَّبِيُّ فِي مَهْدِهِ
أَكَانَ دِيَتُهُمَا سَوَاءً قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَأَيْنَ الْقِيَاسُ.
205- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ يُفْتَحُ الْقُرْآنُ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَقْرَأَهُ
الْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ وَالرَّجُلُ فَيَقُولُ الرَّجُلُ قَدْ قَرَأْتُ
الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ وَاللَّهِ لأَقُومَنَّ بِهِ فِيهِمْ لَعَلِّي
أُتَّبَعُ فَيَقُومُ بِهِ فِيهِمْ فَلاَ يُتَّبَعُ فَيَقُولُ قَدْ قَرَأْتُ
الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ وَقَدْ قُمْتُ بِهِ فِيهِمْ فَلَمْ أُتَّبَعْ
لأَحْتَظِرَنَّ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا لَعَلِّي أُتَّبَعُ فَيَحْتَظِرُ فِي
بَيْتِهِ مَسْجِدًا فَلاَ يُتَّبَعُ فَيَقُولُ قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ
أُتَّبَعْ وَقُمْتُ بِهِ فِيهِمْ فَلَمْ أُتَّبَعْ وَقَدْ احْتَظَرْتُ فِي بَيْتِي
مَسْجِدًا فَلَمْ أُتَّبَعْ وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ بِحَدِيثٍ لاَ يَجِدُونَهُ
فِي كِتَابِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ وَلَمْ يَسْمَعُوهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ
لَعَلِّي أُتَّبَعُ قَالَ مُعَاذٌ فَإِيَّاكُمْ وَمَا جَاءَ بِهِ فَإِنَّ مَا
جَاءَ بِهِ ضَلاَلَةٌ.
23- باب في كراهية أخذ الرأي
206- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
مَالِكٌ ، هُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ ، قَالَ : قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ قَالَ : مَا
حَدَّثُوكَ هَؤُلاَءِ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخُذْ
بِهِ وَمَا قَالُوهُ بِرَأْيِهِمْ فَأَلْقِهِ فِي
الْحُشِّ.
207- أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ يَقُولُ : قَدْ رَضِيتُ مِنْ أَهْلِ
زَمَانِي هَؤُلاَءِ أَنْ لاَ يَسْأَلُونِي ، وَلاَ أَسْأَلَهُمْ إِنَّمَا يَقُولُ
: أَحَدُهُمْ أَرَأَيْتَ أَرَأَيْتَ.
208- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَوْمًا خَطًّا ، ثُمَّ قَالَ :
هَذَا سَبِيلُ اللهِ ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ
يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ
مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ تَلاَ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ
سَبِيلِهِ}.
209- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ {وَلاَ تَتَّبِعِ
السُّبُلَ} قَالَ : الْبِدَعَ وَالشُّبُهَاتِ.
210- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
أَنْبَأَنَا عُمَرُو بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ
إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
فَقَالَ أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ قُلْنَا لاَ بَعْدُ
فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا
فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي
الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ
خَيْرًا.
قَالَ فَمَا هُوَ فَقَالَ إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ ،
قَالَ : رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ
الصَّلاَةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصىً فَيَقُولُ :
كَبِّرُوا مِئَةً فَيُكَبِّرُونَ مِئَةً فَيَقُولُ : هَلِّلُوا مِئَةً
فَيُهَلِّلُونَ مِئَةً وَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِئَةً فَيُسَبِّحُونَ مِئَةً قَالَ
فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ ،
أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ قَالَ أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا
سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ، ثُمَّ
مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلَقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ
عَلَيْهِمْ فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ قَالُوا : يَا أَبَا
عَبْدِ الَّرحْمَنِ حَصىً نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ
وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ
مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ
هَلَكَتَكُمْ هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مُتَوَافِرُونَ
وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله
عليه وسلم ، أَوْ مُفْتَتِحُوا بَابِ ضَلاَلَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ
لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا
أَنَّ قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ , وَايْمُ
اللهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ
فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ : رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ
يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
211- أَخْبَرَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ
حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ اتَّبِعُوا ، وَلاَ تَبْتَدِعُوا , فَقَدْ كُفِيتُمْ.
212- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
خَلَفٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنهما ,
قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله
عليه وسلم وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.
213- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ بِلاَزِ بْنِ
عِصْمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
يَقُولُ : وَكَانَ إِذَا كَانَ عَشِيَّةُ الْخَمِيسِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ قَامَ
فَقَالَ : إِنَّ أَصْدَقَ الْقَوْلِ قَوْلُ اللهِ , وَإِنَّ أَحْسَنَ الْهَدْيِ
هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم , وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ
أُمِّهِ , وَإِنَّ شَرَّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ , وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ,
وَكُلَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.
214- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ قَالَ : مَا أَخَذَ رَجُلٌ بِبِدْعَةٍ فَرَاجَعَ سُنَّةً.
215- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ , عَنْ أَبِي
أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم أَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ.
216- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو
الْوَلِيدِ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ,
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ
حَيَّةَ بِنْتِ أَبِي حَيَّةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ بِالظَّهِيرَةِ
فَقُلْتُ يَا عَبْدَ اللهِ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ قَالَ أَقْبَلْتُ أَنَا
وَصَاحِبٌ لِي فِي بُغَاءٍ لَنَا فَانْطَلَقَ صَاحِبِي يَبْغِي وَدَخَلْتُ أَنَا
أَسْتَظِلُّ بِالظِّلِّ وَأَشْرَبُ مِنَ الشَّرَابِ فَقُمْتُ إِلَى لُبَيْنَةٍ
حَامِضَةٍ - وَرُبَّمَا قَالَت - فَقُمْتُ إِلَى ضَيْحَةٍ حَامِضَةٍ فَسَقَيْتُهُ
مِنْهَا فَشَرِبَ وَشَرِبْتُ - قَالَتْ
- وَتَوَسَّمْتُهُ فَقُلْتُ يَا عَبْدَ اللهِ مَنْ
أَنْتَ قَالَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ قُلْت أَنْتَ أَبُو بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم الَّذِي سَمِعْتُ بِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ فَذَكَرْتُ
غَزْوَنَا خَثْعَمًا وَغَزْوَةَ بَعْضِنَا بَعْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا
جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الأُلْفَةِ وَأَطْنَابِ الْفَسَاطِيطِ - وَشَبَّكَ ابْنُ
عَوْنٍ أَصَابِعَهُ وَوَصَفَهُ لَنَا مُعَاذٌ وَشَبَّكَ أَحْمَدُ - فَقُلْتُ يَا
عَبْدَ اللهِ حَتَّى مَتَى تَرَى أَمْرَ النَّاسِ هَذَا
قَالَ مَا اسْتَقَامَتِ الأَئِمَّةُ قُلْتُ مَا
الأَئِمَّةُ قَالَ أَمَا رَأَيْتِ السَّيِّدَ يَكُونُ فِي الْحِوَاءِ
فَيَتَّبِعُونَهُ وَيُطِيعُونَهُ فَمَا اسْتَقَامَ أُولَئِكَ.
217- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَخٍ لِعَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ ,
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ
أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ.
218- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ , عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ
, عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : دَخَلَ أَبُو
بَكْرٍ رضوان الله عليه عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ ،
قَالَ : فَرَآهَا لاَ تَتَكَلَّمُ فَقَالَ مَا لَهَا لاَ تَتَكَلَّمُ قَالُوا
نَوَتْ حَجَّةً مُصْمِتَةً فَقَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي فَإِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ
هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَّاهِلِيَّةِ
,
قَالَ
: فَتَكَلَّمَتْ , فَقَالَتْ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ :
أَنَا امْرُؤٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ , قَالَتْ : مِنْ أَيِّ الْمُهَاجِرِينَ ؟
قَالَ : مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَتْ : فَمِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ ؟ قَالَ :
إِنَّكِ لَسَؤُولٌ , أَنَا أَبُو بَكْرٍ , قَالَتْ : مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا
الأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ :
بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ , قَالَتْ : وَمَا الأَئِمَّةُ ؟ قَالَ
: أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُؤَسَاءُ وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ
قَالَتْ بَلَى قَالَ فَهُمْ مِثْلُ أُولَئِكَ عَلَى النَّاسِ.
219- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ عَنْ وَاصِلٍ ،
عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا عَائِذَةُ قَالَتْ رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ يُوصِي الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَيَقُولُ : مَنْ أَدْرَكَ
مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ ، أَوْ رَجُلٍ فَالسَّمْتَ
الأَوَّلَ , السَّمْتَ الأَوَّلَ , فَإِنَّكُمْ عَلَى
الْفِطْرَةِ , قَالَ عَبْدُ اللهِ : السَّمْتُ : الطَرِيِقُ.
220- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،
أَنْبَأَنَا عَلِيٌّ ، هُوَ ابْنُ مُسْهِرٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ , عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عُمَرُ هَلْ
تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الإِسْلاَمَ قَالَ قُلْتُ لاَ قَالَ يَهْدِمُهُ زَلَّةُ
الْعَالِمِ وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ وَحُكْمُ الأَئِمَّةِ
الْمُضِلِّينَ.
221- أَخْبَرَنَا هَارُونُ , عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ,
عَنْ لَيْثٍ ، عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : لاَ
تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهُمْ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ.
222- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عن شريك , عَنْ مُبَارَكٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
سُنَّتُكُمْ واللهِ وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ بَيْنَهُمَا بَيْنَ الْغَالِي
وَالْجَافِي فَاصْبِرُوا عَلَيْهَا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ
كَانُوا أَقَلَّ النَّاسِ فِيمَا مَضَى وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ
الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَ أَهْلِ الإِتْرَافِ فِي إِتْرَافِهِمْ ، وَلاَ
مَعَ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي بِدَعِهِمْ , وَصَبَرُوا عَلَى سُنَّتِهِمْ حَتَّى
لَقُوا رَبَّهُمْ فَكَذَاكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَكُونُوا.
223- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ , وَمَالِكِ بْنِ
الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ قَالَ : الْقَصْدُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الاِجْتِهَادِ فِي
الْبِدْعَةِ.
24- باب الاقتداء بالعلماء
224- أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ
, عن شريك , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : لَقَدْ أَدْرَكْتُ
أَقْوَامًا لَوْ لَمْ يُجَاوِزْ أَحَدُهُمْ ظُفْرًا لَمَا جَاوَزْتُهُ كَفَى
إِزْرَاءً عَلَى قَوْمٍ أَنْ تُخَالَفَ أَفْعَالُهُمْ.
225- أَخْبَرَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
, عَنْ عَطَاءٍ {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ
مِنْكُمْ} قَالَ : أُولُو الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ وَطَاعَةُ الرَّسُولِ اتِّبَاعُ
الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
226- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ , قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ عَنْ شَيْءٍ ,
وَكَانَتْ عِنْدِي مَسْأَلَةٌ شَدِيدَةٌ , فَقُلْتُ : رَحِمَكَ اللَّهُ انْظُرْ
فِيهَا , قَالَ : إِذَا وَضَحَ لِيَ الطَّرِيقُ وَوَجَدْتُ الأَثَرَ لَمْ أَحْبَسْ.
227- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ ،
حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ جَابِرٍ مِنْ أَهْلِ
هَجَرَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ لِي رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ
تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ
وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ وَالْعِلْمُ سَيُنْتَقَصُ
وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ حَتَّى يَخْتَلِفَ اثْنَانِ فِي فَرِيضَةٍ لاَ يَجِدَانِ
أَحَدًا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا.
228- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ
مِخْرَاقٍ ذَكَرَ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :
أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأَبَا مُوسَى
إِلَى الْيَمَنِ قَالَ تَسَانَدَا وَتَطَاوَعَا وَبَشِّرَا ، وَلاَ تُنَفِّرَا
فَقَدِمَا الْيَمَنَ فَخَطَبَ النَّاسَ مُعَاذٌ فَحَضَّهُمْ عَلَى الإِسْلاَمِ
وَأَمَرَهُمْ بِالتَّفَقُّهِ وَالْقُرْآنِ وَقَالَ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ
فَسَلُونِي أُخْبِرْكُمْ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمَكَثُوا
مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا فَقَالُوا لِمُعَاذٍ قَدْ كُنْتَ أَمَرْتَنَا
إِذَا نَحْنُ تَفَقَّهْنَا وَقَرَأْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ فَتُخْبِرَنَا بِأَهْلِ
الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ لَهُمْ مُعَاذٌ إِذَا ذُكِرَ الرَّجُلُ
بِخَيْرٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِذَا ذُكِرَ بِشَرٍّ فَهُوَ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ.
229- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ
أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ ؟ قَالَ : أَتْقَاهُمْ , قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا
نَسْأَلُكَ , قَالَ : فَيُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ نَبِيُّ اللهِ ابْنُ نَبِيِّ اللهِ
ابْنِ خَلِيلِ اللهِ , قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ , قَالَ : فَعَنْ
مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي ؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ
فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُو.
230- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ هو : ابْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ
الْهَادِ , عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ مُعَاوِيَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا
يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
231- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
232- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ , عَنْ
مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ يُرِدِ
اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
233- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
الزَّهْرَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ، هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ , عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛
أَنَّهُ شَهِدَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ عَرَفَةَ
فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللَّهِ لاَ أَدْرِي
لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا بِمَكَانِي هَذَا فَرَحِمَ اللَّهُ
مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي الْيَوْمَ فَوَعَاهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ ، وَلاَ
فِقْهَ لَهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَاعْلَمُوا
أَنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ
فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي هَذَا الْبَلَدِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الْقُلُوبَ لاَ
تَغِلُّ عَلَى ثَلاَثٍ إِخْلاَصِ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةِ أُولِي الأَمْرِ
وَعَلَى لُزُومِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ
وَرَائِهِمْ.
234- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ ، هُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى فَقَالَ : نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ
مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَرُبَّ
حَامِلِ فِقْهٍ لاَ فِقْهَ لَهُ
, وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ
مِنْهُ.
ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنَ
إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَطَاعَةُ ذَوِي الأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ
فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِمْ.
235- أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنهما مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ
بِنِصْفِ النَّهَارِ قَالَ فَقُلْتُ مَا خَرَجَ هَذِهِ السَّاعَةَ مِنْ عِنْدِ
مَرْوَانَ إِلاَّ وَقَدْ سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ قَالَ
نَعَمْ سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ فَأَدَّاهُ
إِلَى مَنْ هُوَ أَحْفَظُ مِنْهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ وَرُبَّ
حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ.
لاَ يَعْتَقِدُ قَلْبُ مُسْلِمٍ عَلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ
إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ
قَالَ قُلْتُ مَا هُنَّ قَالَ إِخْلاَصُ الْعَمَلِ
وَالنَّصِيحَةُ لِوُلاَةِ الأَمْرِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ
تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ.
وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَعَلَ اللَّهُ
غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ
، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا نِيَّتَهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ
وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا
قُدِّرَ لَهُ.
قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَلاَةِ الْوُسْطَى ؟ قَالَ :
هِيَ الظُّهْرُ.
236- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ , عَنْ أَبِي الْعَجْلاَنِ , عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم فَقَالَ : نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ
كَمَا سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ
عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَالنَّصِيحَةُ
لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دُعَاءَهُمْ مُحِيطٌ
مِنْ وَرَائِهِمْ.
25- باب اتِّقَاءِ الْحَدِيثِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم وَالتَّثَبُّتِ فِيهِ
237- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
238- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ
كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
239- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ حَدَّثَ عَنِّي كَذِبًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
240- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي
الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ
مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ
النَّارِ.
241- أَخْبَرَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ عَتَّابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ يَقُولُ : لَوْلاَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ أُخْطِئَ لَحَدَّثْتُكُمْ
بِأَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَوْ قَالَهَا
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذَاكَ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ
كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
242- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
أَنْبَأَنَا أَبُو دَاوُدَ , عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَعَنْ حَمَّادِ
بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ , وَعَنِ التَّيْمِيِّ , وَعَنْ عَتَّابٍ مَوْلَى ابْنِ
هُرْمُزَ , سَمِعُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
243- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ ، هُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ , عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ : عَلَى الْمِنْبَرِ : أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ
الْحَدِيثِ عَنِّي فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلاَ يَقُلْ إِلاَّ حَقًّا ، أَوْ إِلاَّ
صِدْقًا ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
244- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
بِشْرٍ , عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ
مِنَ النَّارِ.
26- باب في ذهاب العلم
245- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَنَا
هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ
انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ قَبْضُ الْعِلْمِ قَبْضُ
الْعُلَمَاءِ فَإِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً
فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا .
246- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ خَالِدٍ ، أَنْبَأَنَا
مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ
الْحَجَّاجِ ,
عن الوليد بن عبد الرحمن بْنِ أبي مَالِكٍ ، عَنِ
الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ,
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :
خُذُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ قَالُوا وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ يَا
نَبِيَّ اللهِ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ ؟ قَالَ : فَغَضِبَ ، ثُمَّ قَالَ : ثَكِلَتْكُمْ
أُمَّهَاتُكُمْ أَوَلَمْ تَكُنِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ فِي بَنِي
إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمْ شَيْئًا إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ
يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ.
247- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلٌ ، هُوَ ابْنُ خَبَّابٍ - قَالَ
سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا عَلاَمَةُ
هَلاَكِ النَّاسِ قَالَ إِذَا هَلَكَ عُلَمَاؤُهُمْ.
248- أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ,
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ , عَنْ سَلْمَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :
لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ الأَوَّلُ حَتَّى يَتَعَلَّمَ ، أَوْ
يُعَلِّمَ الآخِرَ فَإِذَا هَلَكَ الأَوَّلُ قَبَلَ أَنْ يُعَلِّمَ ، أَوْ
يَتَعَلَّمَ الآخِرُ هَلَكَ النَّاسُ.
249- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو كُدَيْنَةَ عَنْ قَابُوسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله
عنهما قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا ذَهَابُ الْعِلْمِ قُلْنَا لاَ قَالَ ذَهَابُ
الْعُلَمَاءِ.
250- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْعَدَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ
أَتَدْرِي كَيْفَ ينقص الْعِلْمُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَمَا ينفض الثَّوْبُ ,
وَكَمَا يَقْسُو الدِّرْهَمُ قَالَ : لاَ وَإِنَّ ذَلِكَ لَمِنْهُ قَبْضُ
الْعِلْمِ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ.
251- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ , عَنْ مَنْصُورِ
بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :
مَا لِي أَرَى عُلَمَاءَكُمْ يَذْهَبُونَ وَجُهَّالَكُمْ لاَ يَتَعَلَّمُونَ
تَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ فَإِنَّ رَفْعَ الْعِلْمِ ذَهَابُ
الْعُلَمَاءِ.
252- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ عَنْ بُرْدٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ ،
وَلاَ خَيْرَ فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ.
253- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : مُعَلِّمُ الْخَيْرِ وَالْمُتَعَلِّمُ فِي الأَجْرِ
سَوَاءٌ وَلَيْسَ لِسَائِرِ النَّاسِ بَعْدُ خَيْرٌ.
254- أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ,
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : اغْدُ عَالِمًا ، أَوْ مُتَعَلِّمًا ،
أَوْ مُسْتَمِعًا ، وَلاَ تَكُنِ الرَّابِعَ فَتَهْلِكَ.
255- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا
خَالِدٌ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ
: قَالَ سَلْمَانُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا
بَقِيَ الأَوَّلُ حَتَّى يَتَعَلَّمَ الآخِرُ فَإِذَا هَلَكَ الأَوَّلُ قَبْلَ
أَنْ يَتَعَلَّمَ الآخِرُ هَلَكَ النَّاسُ.
256- أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ
عُمَرَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ
عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ تَفَقَّهُوا
قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا.
257- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا
بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ رُسْتُمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
مَيْسَرَةَ , عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : تَطَاوَلَ
النَّاسُ فِي الْبِنَاءِ فِي زَمَنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ عُمَرُ
يَا مَعْشَرَ الْعُرَيْبِ الأَرْضَ الأَرْضَ إِنَّهُ لاَ إِسْلاَمَ إِلاَّ
بِجَمَاعَةٍ ، وَلاَ جَمَاعَةَ إِلاَّ بِإِمَارَةٍ ، وَلاَ إِمَارَةَ إِلاَّ
بِطَاعَةٍ فَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى الْفِقْهِ كَانَ حَيَاةً لَهُ وَلَهُمْ
، وَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ كَانَ هَلاَكًا لَهُ وَلَهُمْ.
27- باب العمل بالعلم وحسن النية فيه
258- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ صُهَيْبٍ
أَنَّ الْمُهَاصِرَ بْنَ حَبِيبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلاَمِ الْحَكِيمِ
أَتقْبَلُ وَلَكِنِّي أَتَقَبَّلُ هَمَّهُ وَهَوَاهُ فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ
وَهَوَاهُ فِي طَاعَتِي جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا لِي وَوَقَارًا , وَإِنْ لَمْ
يَتَكَلَّمْ.
259- أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنْ حَجَّاجِ
بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي
الزَّاهِرِيَّةِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ أَبُثُّ الْعِلْمَ فِي
آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى يَعْلَمَهُ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالْعَبْدُ
وَالْحُرُّ وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِمْ
أَخَذْتُهُمْ بِحَقِّي عَلَيْهِمْ.
260- أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا
مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ , عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَنْ طَلَبَ شَيْئًا
مِنْ هَذَا الْعِلْمِ فَأَرَادَ بِهِ مَا عِنْدَ اللهِ يُدْرِكْ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ ، وَمَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا فَذَاكَ وَاللَّهِ حَظُّهُ مِنْهُ.
261- أَخْبَرَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَوْنٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى ، قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : لاَ
تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِثَلاَثٍ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ وَتُجَادِلُوا
بِهِ الْعُلَمَاءَ وَلِتَصْرِفُوا بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ وَابْتَغُوا
بِقَوْلِكُمْ مَا عِنْدَ اللهِ فَإِنَّهُ يَدُومُ وَيَبْقَى وَيَنْفَدُ مَا
سِوَاهُ.
262- وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ : كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْمِ
مَصَابِيحَ الْهُدَى أَحْلاَسَ الْبُيُوتِ سُرُجَ اللَّيْلِ جُدُدَ الْقُلُوبِ
خُلْقَانَ الثِّيَابِ تُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَتَخْفَوْنَ عَلَى
أَهْلِ الأَرْضِ.
263- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ يَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ
أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ بِهِ إِلاَّ الدُّنْيَا إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ
عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
264- أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ
لِلشَّعْبِيِّ أَفْتِنِي أَيُّهَا الْعَالِمُ فَقَالَ : الْعَالِمُ مَنْ يَخَافُ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
265- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ مَزْيَدٍ عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ ,
عَنْ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : تَعَلَّمُوا
الْعِلْمَ تُعْرَفُوا بِهِ , وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ فَإِنَّهُ
سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا زَمَانٌ لاَ يَعْرِفُ فِيهِ تِسْعَةُ عُشَرَائِهِمُ
الْمَعْرُوفَ ، وَلاَ يَنْجُو مِنْهُ إِلاَّ كُلُّ نُؤْمَةٍ فَأُولَئِكَ أَئِمَّةُ
الْهُدَى وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ لَيْسُوا بِالْمَسَايِيحِ ، وَلاَ الْمَذَايِيعِ
الْبُذُرِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : نُؤْمَةٌ غَافِلٌ عَنِ الشَّرِّ الْمَذَايِيعُ
كَثِيرُ الْكَلاَمِ والْبُذُرِ النمامون.
266- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ
تَعْلَمُوا فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعَمَلُوا.
267- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ
حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ أَنَّهُ أَتَى ابْنَ
مُنَبِّهٍ فَسَأَلَهُ ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَالَ لَهُ كَيْفَ عَقْلُهُ فَأَخْبَرَهُ
، ثُمَّ قَالَ إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ ، أَوْ نَجِدُ فِي الْكُتُبِ أَنَّهُ مَا آتَى
اللَّهُ سبحانه عَبْدًا عِلْمًا فَعَمِلَ بِهِ عَلَى سَبِيلِ الْهُدَى
فَيَسْلُبَهُ عَقْلَهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ.
268- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ، عَنِ
ابْنِ الْقَاسِمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ
الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ
عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمًا لاَ يَنْتَفِعُ بِعِلْمِهِ.
269- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أنبأنا أَبُو
قُدَامَةَ , عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مَنْ
يَزْدَدْ عِلْمًا يَزْدَدْ وَجَعًا.
270- أخبرنا
, وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي
أَنْ يُقَالَ لِي مَا عَلِمْتَ وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ يُقَالَ لِي مَاذَا عَمِلْتَ.
271- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَذْكُرُ عَمَّنْ
حَدَّثَهُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : تَدَارُسُ
الْعِلْمِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ خَيْرٌ مِنْ إِحْيَائِهَا
272- أخبرنا , وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ : إِنِّي لأُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ فَثُلُثٌ أَنَامُ
وَثُلُثٌ أَقُومُ وَثُلُثٌ أَتَذَكَّرُ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم.
273- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ مَنِ ابْتَغَى
شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ سبحانه آتَاهُ اللَّهُ مِنْهُ
مَا يَكْفِيهِ.
28- باب من هاب الفتيا مخافة السقط
274- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ : سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ
حَدِيثٍ فَحَدَّثَنِيهِ فَقُلْتُ إِنَّهُ يُرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم فَقَالَ : لاَ عَلَى مَنْ دُونَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ
إِلَيْنَا فَإِنْ كَانَ فِيهِ زِيَادَةٌ ، أَوْ نُقْصَانٌ كَانَ عَلَى مَنْ دُونَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
275- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي هَاشِمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : نَهَى
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ فَقِيلَ
لَهُ أَمَا تَحْفَظُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا قَالَ بَلَى وَلَكِن أَقُولُ قَالَ عَبْدُ اللهِ قَالَ
عَلْقَمَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ.
276- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ : كَانَ أَبُو
الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا حَدَّثَ بِحَدِيثٍ , عَنْ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : هَذَا ، أَوْ نَحْوَهُ ، أَوْ شِبْهَهُ ، أَوْ شَكْلَهُ.
277- أَخْبَرَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا حَدَّثَ حَدِيثًا قَالَ اللَّهُمَّ إِلاَّ هَكَذَا ،
أَوْ كَشَكْلِهِ.
278- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، أنبأنا ابْنُ
عَوْنٍ , عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ,
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : كُنْتُ لاَ تَفُوتُنِي
عَشِيَّةُ خَمِيسٍ إِلاَّ وآتِي فِيهَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ : لِشَيْءٍ قَطُّ قَالَ رَسُولُ اللهِ حَتَّى
كَانَتْ ذَاتَ عَشِيَّةٍ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : قَالَ
فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَأَنَا رَأَيْتُهُ
مَحْلُولَةً أَزْرَارُهُ وَقَالَ ، أَوْ مِثْلُهُ ، أَوْ نَحْوُهُ ، أَوْ شَبِيهٌ
بِهِ.
279- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أنبأنا
أَشْعَثُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ كَانَ إِذَا
حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأَيَّامِ
تَرَبَّدَ وَجْهُهُ وَقَالَ هَكَذَا ، أَوْ نَحْوَهُ هَكَذَا ، أَوْ نَحْوَهُ.
280- أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ ، قَالَ : قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ
أَرَأَيْتَ فُلاَنًا الَّذِي يَقُولُ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ قَعَدْتُ
مَعَ ابْنِ عُمَرَ سَنَتَيْنِ ، أَوْ سَنَةً وَنِصْفًا فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ.
281- أَخْبَرَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ : جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ سَنَةً فَلَمْ أَسْمَعْهُ يَذْكُرُ حَدِيثًا ,
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
282- أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ , عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ
قُطْبَةَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
يُحَدِّثُنَا فِي الشَّهْرِ بِالْحَدِيثَيْنِ ، أَوِ الثَّلاَثَةِ.
283- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، أنبأنا
يُونُسُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : مَرَّ بِنَا أَنَسُ بْنُ
مَالِكٍ فَقُلْنَا حَدِّثْنَا بِبَعْضِ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم فَقَالَ وَأَتَحَلَّلُ.
284- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ :
كَانَ أَنَسٌ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ ، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
285- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ , عَنْ أَيُّوبَ ,
عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : كَانَ أَنَسٌ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا قَالَ ،
أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
286- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ سَعْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَى
مَكَّةَ فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ حَدِيثًا , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم حَتَّى رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ.
287- أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ
أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ شَيَّعَ الأَنْصَارَ حِينَ خَرَجُوا مِنَ
الْمَدِينَةِ فَقَالَ : أَتَدْرُونَ لِمَ شَيَّعْتُكُمْ قُلْنَا لِحَقِّ
الأَنْصَارِ قَالَ إِنَّكُمْ تَأْتُونَ قَوْمًا تَهْتَزُّ أَلْسِنَتُهُمْ
بِالْقُرْآنِ اهْتِزَازَ النَّخْلِ فَلاَ تَصُدُّوهُمْ بِالْحَدِيثِ , عَنْ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا شَرِيكُكُمْ قَالَ فَمَا حَدَّثْتُ
بِشَيْءٍ وَقَدْ سَمِعْتُ كَمَا سَمِعَ أَصْحَابِي.
288- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أنبأنا
أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ :
بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ رَهْطًا مِنَ الأَنْصَارِ
إِلَى الْكُوفَةِ فَبَعَثَنِي مَعَهُمْ فَجَعَلَ يَمْشِي مَعَنَا حَتَّى أَتَى
صِرَارَ - وَصِرَارٌ مَاءٌ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ - فَجَعَلَ يَنْفُضُ التراب
عَنْ رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ تَأْتُونَ الْكُوفَةَ فَتَأْتُونَ
قَوْمًا لَهُمْ أَزِيزٌ بِالْقُرْآنِ فَيَأْتُونَكُمْ فَيَقُولُونَ قَدِمَ
أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ قَدِمَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونَكُمْ
فَيَسْأَلُونَكُمْ عَنِ الْحَدِيثِ فَاعْلَمُوا أَنَّ أَسْبَغَ الْوُضُوءِ ثَلاَثٌ
وَثِنْتَانِ تُجْزِيَانِ ، ثُمَّ قَالَ
: إِنَّكُمْ تَأْتُونَ الْكُوفَةَ فَتَأْتُونَ قَوْمًا
لَهُمْ أَزِيزٌ بِالْقُرْآنِ فَيَقُولُونَ قَدِمَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ قَدِمَ
أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونَكُمْ يَسْأَلُونَكُمْ عَنِ الْحَدِيثِ فَأَقِلُّوا
الرِّوَايَةَ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا شَرِيكُكُمْ فِيهِ.
قَالَ قَرَظَةُ وَإِنْ كُنْتُ لأَجْلِسُ فِي الْقَوْمِ فَيَذْكُرُونَ الْحَدِيثَ ,
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وإِنِّي لَمِنْ أَحْفَظِهِمْ لَهُ فَإِذَا
ذَكَرْتُ وَصِيَّةَ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ سَكَتُّ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : مَعْنَاهُ عِنْدِي الْحَدِيثُ
عَنْ أَيَّامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ السُّنَنَ وَالْفَرَائِضَ.
289- أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ
عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم : ثُمَّ ارْتَعَدَ ، ثُمَّ قَالَ نَحْوَ ذَلِكَ ، أَوْ
فَوْقَ ذَلِكَ.
290- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
بِحَدِيثٍ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ : إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرًا مِثْلَ الرَّجُلِ
الْمُسْلِمِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا
أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَسَكَتُّ
قَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : وَدِدْتُ أَنَّكَ
قُلْتَ وَعَلَيَّ كَذَا.
291- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الدَّهَّانُ قَالَ : مَا
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولَ قَطُّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : إِعْظَامًا وَاتِّقَاءَ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيْهِ.
292- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أنبأنا
رَوْحٌ , عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ :
جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ
وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ فَقَالَ كَعْبٌ مَا تُرِيدُ مِنْهُ فَقَالَ أَمَا إِنِّي
لاَ أَعْرِفُ لأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ
يَكُونَ أَحْفَظَ لِحَدِيثِهِ مِنِّي فَقَالَ كَعْبٌ أَمَا إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ
طَالِبَ شَيْءٍ إِلاَّ سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ طَالِبَ
عِلْمٍ ، أَوْ طَالِبَ دُنْيَا
فَقَالَ أَنْتَ كَعْبٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ لِمِثْلِ
هَذَا جِئْتُ.
293- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حدثنا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حدثنا شِبْلٌ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ
طَاوُوسٍ قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ قَالَ : مَنْ
جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ وَكُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ غَرْثَانُ إِلَى
عِلْمٍ.
294- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنِ
الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ : كُنْتُ فِي
حَلْقَةٍ فِيهَا الْمَشْيَخَةُ وَهُمْ يَتَرَاجَعُونَ فِيهِمْ عَابِدُ بْنُ
عَمْرٍو فَقَالَ شَابٌّ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ أَفِيضُوا فِي ذِكْرِ اللهِ
بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فِي أَيِّ
شَيْءٍ رَآنَا ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا فمر لَئِنْ عُدْتَ
لَنَفْعَلَنَّ وَلَنَفْعَلَنَّ.
295- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَنَا
أَبُو عَامِرٍ ، أَنْبَأَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ نِعْمَ الْمَجْلِسُ مَجْلِسٌ تُنْشَرُ فِيهِ
الْحِكْمَةُ وَتُرْجَى فِيهِ الرَّحْمَةُ.
29- باب مَنْ قَالَ الْعِلْمُ الْخَشْيَةُ وَتَقْوَى
اللَّهِ
296- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ،
عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَشَخَصَ
بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ
مِنَ النَّاسِ حَتَّى لاَ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ فَقَالَ زِيَادُ بْنُ
لَبِيدٍ الأَنْصَارِيُّ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ
قَرَأْنَا الْقُرْآنَ فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا
وَأَبْنَاءَنَا فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لأَعُدُّكَ مِنْ
فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ عِنْدَ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا يُغْنِي عَنْهُمْ قَالَ جُبَيْرٌ فَلَقِيتُ
عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قُلْتُ أَلاَ تَسْمَعُ مَا
يَقُولُ : أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ
قَالَ صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِنْ شِئْتَ
لأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الْخُشُوعُ يُوشِكُ أَنْ
تَدْخُلَ مَسْجِدَ الْجَمَاعَةِ فَلاَ تَرَى فِيهِ رَجُلاً خَاشِعًا.
297- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيلٍ
الْكِنَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم : فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ،
ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ} إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ
وَالنُّونَ فِي الْبَحْرِ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ
الْخَيْرَ.
298- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ لَيْثٍ عَنْ رَجُلٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : لاَ يَكُونُ الرَّجُلُ عَالِمًا حَتَّى
لاَ يَحْسُدَ مَنْ فَوْقَهُ ، وَلاَ يَحْقِرَ مَنْ دُونَهُ ، وَلاَ يَبْتَغِيَ بِعِلْمِهِ
ثَمَنًا.
299- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي
أُسَامَةَ , عَنْ مِسْعَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الأَعْلَى التَّيْمِيَّ
يَقُولُ : مَنْ أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لاَ يُبْكِيهِ لَخَلِيقٌ أَنْ لاَ
يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا يَنْفَعُهُ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءَ
، ثُمَّ قَرَأَ
{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} إِلَى قَوْلِهِ
{يَبْكُونَ}
300- أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ , عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ الْعُمَرِيِّ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : لاَ تَكُونُ عَالِمًا حَتَّى
تَكُونَ فِيكَ ثَلاَثُ خِصَالٍ لاَ تَبْغِي عَلَى مَنْ فَوْقَكَ ، وَلاَ تَحْقِرُ
مَنْ دُونَكَ ، وَلاَ تَأْخُذُ عَلَى عِلْمِكَ دُنْيَا.
301- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْثَرٌ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الدِّمَشْقِيِّ
, عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : لاَ تَكُونُ عَالِمًا
حَتَّى تَكُونَ مُتَعَلِّمًا ، وَلاَ تَكُونُ بِالْعِلْمِ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ
بِهِ عَامِلاً وَكَفَى بِكَ إِثْمًا أَنْ
لاَ تَزَالَ مُخَاصِمًا وَكَفَى بِكَ إِثْمًا أَنْ لاَ
تَزَالَ مُمَارِيًا وَكَفَى بِكَ كَاذِبًا أَنْ لاَ تَزَالَ مُحَدِّثًا فِي غَيْرِ
ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
302- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا
الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عِمْرَانَ
الْمِنْقَرِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ يَوْمًا فِي شَيْءٍ قَالَهُ يَا أَبَا
سَعِيدٍ لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ : الْفُقَهَاءُ فَقَالَ وَيْحَكَ وَرَأَيْتَ
أَنْتَ فَقِيهًا قَطُّ إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ
فِي الآخِرَةِ الْبَصِيرُ بِأَمْرِ دِينِهِ الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ.
303- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا
النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ , عَنْ مِسْعَرٍ
عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قِيلَ لَهُ مَنْ
أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : أَتْقَاهُمْ لِرَبِّهِ.
304- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنَّمَا
الْفَقِيهُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ تعالى.
305- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ عَنْ
يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ يَحْيَى
، هُوَ ابْنُ عَبَّادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
قَالَ : إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ
رَحْمَةِ اللهِ وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللهِ وَلَمْ يُؤَمِّنْهُمْ
مِنْ عَذَابِ اللهِ وَلَمْ يَدَعِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ
إِنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لاَ عِلْمَ فِيهَا ، وَلاَ عِلْمَ لاَ فَهْمَ
فِيهِ ، وَلاَ قِرَاءَةَ لاَ تَدَبُّرَ فِيهَا.
306- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ قَالَ
: قَالَ عَلِيٌّ الْفَقِيهُ حَقُّ الْفَقِيهِ الَّذِي لاَ يُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ
رَحْمَةِ اللهِ ، وَلاَ يُؤَمِّنُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ ، وَلاَ يُرَخِّصُ
لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللهِ إِنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لاَ عِلْمَ فِيهَا ،
وَلاَ خَيْرَ فِي عِلْمٍ لاَ فَهْمَ فِيهِ ، وَلاَ خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لاَ تَدَبُّرَ
فِيهَا.
307- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ ، حَدَّثَنِي عَمِّي جَرِيرُ
بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ تُبَيْعًا يُحَدِّثُ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : إِنِّي
لأَجِدُ نَعْتَ قَوْمٍ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَيَتَفَقَّهُونَ
لِغَيْرِ الْعِبَادَةِ وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ وَيَلْبَسُونَ
جُلُودَ الضَّأْنِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ فَبِي يَغْتَرُّونَ ،
أَوْ إِيَّايَ يُخَادِعُونَ فَحَلَفْتُ بِي لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَتْرُكُ
الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ.
308- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ : إِيَّاكُمْ
وَالْعَالِمَ الْفَاسِقَ فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَأَشْفَقَ مِنْهَا مَا الْعَالِمُ الْفَاسِقُ قَالَ فَكَتَبَ
إِلَيْهِ هَرِمٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِهِ إِلاَّ
الْخَيْرَ يَكُونُ إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ وَيَعْمَلُ بِالْفِسْقِ
فَيُشَبِّهُ عَلَى النَّاسِ فَيَضِلُّوا.
309- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ،
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ وَعَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرِمَ دِينَهُ فَلاَ
يَدْخُلْ عَلَى السُّلْطَانِ ، وَلاَ يَخْلُوَنَّ بِالنِّسْوَانِ ، وَلاَ
يُخَاصِمَنَّ أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ.
310- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ يُونُسَ قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ مَيْمُونُ بْنُ
مِهْرَانَ إِيَّاكَ وَالْخُصُومَةَ وَالْجِدَالَ فِي الدِّينِ لاَ تُجَادِلَنَّ
عَالِمًا ، وَلاَ جَاهِلاً أَمَّا الْعَالِمُ فَإِنَّهُ يَخْزُنُ عَنْكَ عِلْمَهُ
، وَلاَ يُبَالِي مَا صَنَعْتَ , وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَإِنَّهُ يُخَشِّنُ
بِصَدْرِكَ ، وَلاَ يُطِيعُكَ.
311- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ
لاِبْنِهِ دَعِ الْمِرَاءَ فَإِنَّ نَفْعَهُ قَلِيلٌ وَهُوَ يُهَيِّجُ
الْعَدَاوَةَ بَيْنَ الإِخْوَانِ.
312- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ
بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ : مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ
أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ.
313- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ مَنْ تَعَبَّدَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا
يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ ، وَمَنْ عَدَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ
كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ ، وَمَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا
لِلْخُصُومَاتِ كَثُرَ تَنَقُّلُهُ.
314- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ سُفْيَانَ
, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ :
سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الأَهْوَاءِ , فَقَالَ : عَلَيْكَ بِدِينِ
الأَعْرَابِيِّ , وَالْغُلاَمِ فِي الْكُتَّابِ , وَالْهَ عَمَّا سِوَى ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : كَثُرَ تَنَقُّلُهُ أَيْ
يَنْتَقِلُ مِنْ رَأْىٍ إِلَى رَأْىٍ.
30- باب في اجتناب الأهواء
315- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا
يَنْتَجُوْنَ
بِأَمْرٍ دُونَ عَامَّتِهِمْ فَهُمْ عَلَى تَأْسِيسِ
الضَّلاَلَةِ.
316- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ : قَالَ إِبْلِيسُ لأَوْلِيَائِهِ
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَأْتُونَ بَنِي آدَمَ ؟ فَقَالُوا : مِنْ كُلِّ شَيْءٍ , قَالَ : فَهَلْ
تَأْتُونَهُمْ مِنْ قِبَلِ الاِسْتِغْفَارِ , فَقَالُوا : هَيْهَاتَ , ذَاكَ شَيْءٌ
قُرِنَ بِالتَّوْحِيدِ , قَالَ : لأَبُثَّنَّ فِيهِمْ شَيْئًا لاَ يَسْتَغْفِرُونَ
اللَّهَ مِنْهُ , قَالَ : فَبَثَّ فِيهِمُ الأَهْوَاءَ.
317- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْمُحَارِبِيِّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : مَا أَدْرِي أَيُّ
النِّعْمَتَيْنِ عَلَيَّ أَعْظَمُ أَنْ هَدَانِي لِلإِسْلاَمِ ، أَوْ عَافَانِي
مِنْ هَذِهِ الأَهْوَاءِ.
318- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ عَنْ حَبَّةَ
بْنِ جُوَيْنٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، أَوْ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ وَقَامَ الدَّهْرَ
كُلَّهُ ، ثُمَّ قُتِلَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ لَحَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ يُرَى أَنَّهُ كَانَ عَلَى هُدًى.
319- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ
هَارُونَ ، هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ
, عَنْ أَبِي صَادِقٍ ، قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ لَوْ وَضَعَ
رَجُلٌ رَأْسَهُ عَلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَصَامَ النَّهَارَ وَقَامَ اللَّيْلَ
لَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ هَوَاهُ.
320- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا
مَنْصُورٌ ، هُوَ ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ , عَنْ
أَبِي صَادِقٍ الأَزْدِيِّ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ
، رَضِيَ الله عَنْهُ : كُونُوا فِي النَّاسِ كَالنَّحْلَةِ فِي الطَّيْرِ إِنَّهُ
لَيْسَ مِنَ الطَّيْرِ شَيْءٌ إِلاَّ وَهُوَ يَسْتَضْعِفُهَا وَلَوْ يَعْلَمُ
الطَّيْرُ مَا فِي أَجْوَافِهَا مِنَ الْبَرَكَةِ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِهَا
خَالِطُوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ ,
وَزَايِلُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ , فَإِنَّ لِلْمَرْءِ مَا اكْتَسَبَ , وَهُوَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
321- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنِي
بَقِيَّةُ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : نِعْمَ وَزِيرُ
الْعِلْمِ الرَّأْيُ الْحَسَنُ.
322- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
كَفَى بِالمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللَّهَ , وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً
أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ.
323- قَالَ : وَقَالَ مَسْرُوقٌ : الْمَرْءُ حَقِيقٌ
أَنْ تَكُونَ لَهُ مَجَالِسُ يَخْلُو فِيهَا فَيَذْكُرُ ذُنُوبَهُ فَيَسْتَغْفِرُ
اللَّهَتعالى منها.
31- باب مَنْ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ إِذَا أَصَابَ
الْمَعْنَى
324- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
خَلَفٍ ، حَدَّثَنِي مَعْنٌ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ
بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ قَالَ : إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِالْحَدِيثِ عَلَى مَعْنَاهُ
فَحَسْبُكُمْ.
325- أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ , عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا
حَدَّثَ لَمْ يُقَدِّمْ وَلَمْ يُؤَخِّرْ , وَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا حَدَّثَ
قَدَّمَ وَأَخَّرَ.
326- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ
الأَصْلُ وَاحِدٌ وَالْكَلاَمُ مُخْتَلِفٌ.
327- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ
الْمُنَافِقِ مَثَلُ الشَّاةِ بَيْنَ الرَّبَضَيْنِ ، أَوْ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ ,
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : لاَ إِنَّمَا قَالَ : كَذَا وَكَذَا , قَالَ : وَكَانَ ابْنُ
عُمَرَ إِذَا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَلَمْ
يُنْقِصْ مِنْهُ وَلَمْ يُجَاوِزْهُ وَلَمْ يُقَصِّرْ عَنْهُ.
328- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ : كَانَ الشَّعْبِيُّ
وَالنَّخَعِيُّ وَالْحَسَنُ يُحَدِّثُونَ بِالْحَدِيثِ مَرَّةً هَكَذَا وَمَرَّةً
هَكَذَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُمْ
لَوْ حَدَّثُوا بِهِ كَمَا سَمِعُوهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ.
329- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
حَدَّثَنَا عَثَّامٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ
أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ : إِنِّي لأَسْمَعُ الْحَدِيثَ لَحْنًا فَأَلْحَنُ
اتِّبَاعًا لِمَا سَمِعْتُ.
32- باب في فضل العلم والعالم
330- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : رَأَى
مُجَاهِدٌ طَاوُوسًا فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ فِي الكَعْبَةِ يُصَلِّي
مُتَقَنِّعًا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ
لَهُ يَا عَبْدَ اللهِ اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَأَظْهِرْ قِرَاءَتَكَ قَالَ
فَكَأَنَّهُ عَبَّرَهُ عَلَى الْعِلْمِ فَانْبَسَطَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ.
331- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا
فِيهَا إِلاَّ مُتَعَلِّمَ خَيْرٍ ، أَوْ مُعَلِّمَهُ.
332- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ عَنْ بَحِيرٍ بن سعد , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ :
النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ هَمَجٌ لاَ خَيْرَ فِيهِ.
333- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ , عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانُوا
يَقُولُونَ مَوْتُ الْعَالِمِ ثُلْمَةٌ فِي الإِسْلاَمِ لاَ يَسُدُّهَا شَيْءٌ مَا
اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
334- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّنْعَانِيُّ
، حَدَّثَنَا مُنْذِرٌ , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : مَجْلِسٌ يُتَنَازَعُ
فِيهِ الْعِلْمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَدْرِهِ صَلاَةً لَعَلَّ أَحَدَهُمْ
يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيَنْتَفِعُ بِهَا سَنَةً ، أَوْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ.
335- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ مَا أَعْلَمُ عَمَلاً أَفْضَلُ
مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ وَحِفْظِهِ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ تعالى بِهِ خيرًا.
336- وَقَالَ : قَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ إِنَّ
النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إِلَى هَذَا
الْعِلْمِ فِي دِينِهِمْ كَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَى
الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فِي دُنْيَاهُمْ.
337- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ
، قَالاَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ سَالِمِ بْنِ
أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
تَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ الْعِلْمُ فَإِنَّ قَبْضَ الْعِلْمِ قَبْضُ
الْعُلَمَاءِ , وَإِنَّ الْعَالِمَ وَالْمُتَعَلِّمَ فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ.
338- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ
الْكِتَابَ} قَالَ : حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَنْ يَكُونَ
فَقِيهًا.
339- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ حَفْصٍ
, عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ ، عَنِ الْحَسَنِ {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ
الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ} قَالَ : الْحُكَمَاءُ الْعُلَمَاءُ.
340- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} قَالَ : عُلَمَاءَ فُقَهَاءَ.
341- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ : يُرَادُ لِلْعِلْمِ الْحِفْظُ وَالْعَمَلُ
وَالاسْتِمَاعُ وَالإِنْصَاتُ وَالنَّشْرُ
342- قَالَ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ
، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ : أَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ مَا
يَعْلَمُ وَأَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ , وَأَفْضَلُ النَّاسِ
أَخْشَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
343- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الرَّقِّيُّ , عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ زَيْدٍ ، هُوَ ابْنُ أَبِي
أُنَيْسَةَ ، عَنْ سَيَّارٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ ,
مَنْهُومٌ فِي الْعِلْمِ لاَ يَشْبَعُ مِنْهُ , وَمَنْهُومٌ فِي الدُّنْيَا لاَ
يَشْبَعُ مِنْهَا , فَمَنْ تَكُنِ الآخِرَةُ هَمَّهُ وَبَثَّهُ وَسَدَمَهُ يَكْفِي
اللَّهُ ضَيْعَتَهُ وَيَجْعَلُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَمَنْ تَكُنِ الدُّنْيَا
هَمَّهُ وَبَثَّهُ وَسَدَمَهُ يُفْشِي اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَجْعَلُ
فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ لاَ يُصْبِحُ إِلاَّ فَقِيرًا ، وَلاَ يُمْسِي
إِلاَّ فَقِيرًا.
344- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو عُمَيْسٍ , عَنْ عَوْنٍ ، قَالَ
:
قَالَ عَبْدُ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ مَنْهُومَانِ
لاَ يَشْبَعَانِ صَاحِبُ الْعِلْمِ وَصَاحِبُ الدُّنْيَا ، وَلاَ يَسْتَوِيَانِ
أَمَّا صَاحِبُ الْعِلْمِ فَيَزْدَادُ رِضًا لِلرَّحْمَنِ , وَأَمَّا صَاحِبُ
الدُّنْيَا فَيَتَمَادَى فِي الطُّغْيَانِ ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ {كَلاَّ
إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} قَالَ وَقَالَ الآخَرُ {إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
345- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُخْتَارٍ ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ الأَزْهَرِ , عَنْ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} قَالَ : مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ
346- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ طَالِبُ
عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا.
347- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ
قَالَ :
سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فَأَدْرَكَهُ كَانَ لَهُ كِفْلاَنِ
مِنَ الأَجْرِ فَإِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنَ الأَجْرِ.
348- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ عَبَّاسٍ
الْعَمِّيِّ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يَقُولُ : فِي دُعَائِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي تَعَالَيْتَ فَوْقَ
عَرْشِكَ وَجَعَلْتَ خَشْيَتَكَ عَلَى مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
فَأَقْرَبُ خَلْقِكَ مِنْكَ مَنْزِلَةً أَشَدُّهُمْ لَكَ خَشْيَةً وَمَا عِلْمُ
مَنْ لَمْ يَخْشَكَ وَمَا حِكْمَةُ مَنْ لَمْ يُطِعْ
أَمْرَكَ.
349- أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا
سَلاَّمٌ ، هُوَ ابْنُ أَبِي مُطِيعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْهَزْهَازِ
يُحَدِّثُ عَنِ الضَّحَّاكِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ اغْدُ عَالِمًا ، أَوْ مُتَعَلِّمًا ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَا سِوَاهُمَا.
350- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
, عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: سَتَكُونُ فِتَنٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا
إِلاَّ مَنْ أَحْيَاهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ.
351- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : اغْدُ عَالِمًا ، أَوْ مُتَعَلِّمًا ،
وَلاَ تَغْدُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَإِنَّ مَا بَيْنَ ذَلِكَ جَاهِلٌ , وَإِنَّ
الْمَلاَئِكَةَ تَبْسُطُ أَجْنِحَتَهَا لِلرَّجُلِ غَدَا يَبْتَغِي الْعِلْمَ مِنَ
الرِّضَا بِمَا يَصْنَعُ.
352- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
عَنْ رَجُلَيْنِ كَانَا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحَدُهُمَا كَانَ عَالِمًا
يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَيُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ ,
وَالآخَرُ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ , قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : فَضْلُ هَذَا الْعَالِمِ الَّذِي يُصَلِّي
الْمَكْتُوبَةَ ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَيُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ عَلَى الْعَابِدِ
الَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ
رَجُلاً
353- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا الأسود بن سريع يَقُصُّ وَحُمَيْدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَذْكُرُ الْعِلْمَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ
فَمَيَّلْتُ إِلَى أَيِّهِمَا أَجْلِسُ فَنَعَسْتُ فَأَتَانِي آتٍ فَقَالَ
مَيِّلْتَ إِلَى أَيِّهِمَا تَجْلِسُ إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مَكَانَ جِبْرِيلَ
عليه السلام مِنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
354- أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ , عَنْ
دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ
أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ
فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنَ الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ ,
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ فَمَا جَاءَ بِكَ تِجَارَةٌ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ :
وَلاَ جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ قَالَ لا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ
بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ , وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ
أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ , وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ
لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي
الْمَاءِ , وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى
سَائِرِ النُّجُومِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ هم وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ إِنَّ
الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا ، وَلاَ دِرْهَمًا , وَإِنَّمَا
وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظِّهِ ، أَوْ بِحَظٍّ وَافِرٍ.
355- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ
لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ.
356- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : مَا مِنْ رَجُلٍ يَسْلُكُ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا إِلاَّ سَهَّلَ
اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ
لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ
357- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ عَنْ
يَعْقُوبَ ، هُوَ الْقُمِّيُّ ,
عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَا سَلَكَ رَجُلٌ طَرِيقًا يَبْتَغِي
فِيهِ الْعِلْمَ إِلاَّ سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ،
وَمَنْ يُبْطِئْ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.
358- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ ابْنِ
شَوْذَبٍ , عَنْ مَطَرٍ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ
مُدَّكِرٍ} قَالَ : هَلْ مِنْ طَالِبِ خَيْرٍ فَيُعَانَ عَلَيْهِ.
359- وَأَخْبَرَنَا مَرْوَانُ , عَنْ ضَمْرَةَ قَالَ :
طَالِبُ عِلْمٍ.
360- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، هُوَ الْقُمِّيُّ , عَنْ عَامِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ
: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا رَأَى طَلَبَةَ الْعِلْمِ
قَالَ : مَرْحَبًا بِطَلَبَةِ الْعِلْمِ , وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم أَوْصَى بِكُمْ.
361- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِمَجْلِسَيْنِ فِي مَسْجِدِهِ فَقَالَ :
كِلاَهُمَا عَلَى خَيْرٍ , وَأَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ , أَمَّا هَؤُلاَءِ
فَيَدْعُونَ اللَّهَ , وَيُرَغِّبُونَ إِلَيْهِ , فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ ,
وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ
وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَيَتَعَلَّمُونَ الْفِقْهَ
وَالْعِلْمَ وَيُعَلِّمُونَ الْجَاهِلَ فَهُمْ أَفْضَلُ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ
مُعَلِّمًا قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ فِيهِمْ.
362- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ،
حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ , عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُطَرِّفِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِنَّ
الْعِلْمَ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ.
363- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ،
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، أَخْبَرَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ : لَيْسَ هَدِيَّةٌ أَفْضَلَ مِنْ
كَلِمَةِ حِكْمَةٍ تُهْدِيهَا لأَخِيكَ.
364- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلاَنَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْمُجْتَهِدِ مِئَةُ دَرَجَةٍ مَا
بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ خَمْسُمِئَةِ سَنَةٍ حُضْرُ الفَرَسِ الْمُضَمَّرِ السَّرِيعِ.
365- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ،
حَدَّثَنَا حَيْوَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ , عَنْ عِكْرِمَةَ
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} قَالَ : يَرْفَعُ
اللَّهُ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا بِدَرَجَاتٍ.
366- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَزَّارُ ،
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ كَثِيرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : مَنْ جَاءَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ
الإِسْلاَمَ فَبَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّينَ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ.
367- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
مِهْرَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَيْمُونٍ قَالَ : ذَهَبَ عُمَرُ بِثُلُثَيِ الْعِلْمِ فَذُكِرَ لإِبْرَاهِيمَ
فَقَالَ ذَهَبَ عُمَرُ بِتِسْعَةِ أَعْشَارِ الْعِلْمِ.
368- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ ، أَنْبَأَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ هَارُونَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ
بُيُوتِ
اللهِ يَتَذَاكَرُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ
بَيْنَهُمْ إِلاَّ أَظَلَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى يَخُوضُوا
فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي بِهِ الْعِلْمَ سَهَّلَ
اللَّهُ طَرِيقَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ
بِهِ نَسَبُهُ.
369- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ ، هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ , قَالَ : غَدَوْتُ عَلَى
صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ
الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ قُلْتُ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ
قَالَ أَلاَ أُبَشِّرُكَ قُلْتُ بَلَى فَقَالَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم وَقَالَ : إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ
الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ.
33- باب من طلب العلم بغير نية فرده العلم إلى النية
370- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ
سَنَةً قَالَ : مَا كَانَ طَلَبُ الْحَدِيثِ أَفْضَلَ مِنْهُ الْيَوْمَ
قَالَوا لِسُفْيَانَ إِنَّهُمْ يَطْلُبُونَهُ بِغَيْرِ
نِيَّةٍ قَالَ طَلَبُهُمْ إِيَّاهُ نِيَّةٌ.
371- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَجْلَحِ ، حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ مُجَاهِدٍ
قَالَ : طَلَبْنَا هَذَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ كَبِيرُ نِيَّةٍ ، ثُمَّ
رَزَقَ اللَّهُ بَعْدُ فِيهِ نِّيَّةَ.
372- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَزَّارُ ،
حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لَقَدْ طَلَبَ أَقْوَامٌ
الْعِلْمَ مَا أَرَادُوا بِهِ اللَّهَ تعالى ، وَلاَ مَا عِنْدَهُ فَمَا زَالَ
بِهِمُ الْعِلْمُ حَتَّى أَرَادُوا بِهِ اللَّهَ وَمَا عِنْدَهُ.
34- باب التَّوْبِيخِ لِمَنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ
لِغَيْرِ اللَّهِ
373- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ
الْخَوْلاَنِيُّ : الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ , فَرَجُلٌ عَاشَ فِي عِلْمِهِ , وَعَاشَ مَعَهُ
النَّاسُ فِيهِ , وَرَجُلٌ عَاشَ فِي عِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشْ مَعَهُ أَحَدٌ ,
وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ فِي عِلْمِهِ وَكَانَ وَبَالاً عَلَيْهِ.
374- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ الأَسْوَدِ , عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : قَالَ مُوسَى عليه السلام : يَا رَبِّ
أَيُّ عِبَادِكَ أَحْكَمُ ؟ قَالَ : الَّذِي يَحْكُمُ لِلنَّاسِ كَمَا يَحْكُمُ
لِنَفْسِهِ , قَالَ : يَا رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى ؟ قَالَ : أَرْضَاهُمْ
بِمَا قَسَمْتُ لَهُ , قَالَ : يَا رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَخْشَى لَكَ ؟ قَالَ :
أَعْلَمُهُمْ بِي.
375- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ قَالَ : كَانَ يُقَالُ الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ عَالِمٌ بِاللَّهِ
يَخْشَى اللَّهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللهِ وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ
بِأَمْرِ اللهِ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ وَعَالِمٌ
بِأَمْرِ اللهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لاَ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ
الْعَالِمُ الفَاجِرُ.
376- أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا هِشَامٌ ،
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : الْعِلْمُ عِلْمَانِ فَعِلْمٌ
فِي الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ , وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ
فَذَلِكَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ.
377- أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ فُضَيْلِ
بْنِ عِيَاضٍ , عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم مِثْلَ ذَلِكَ.
378- أخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَنَا
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ
, عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : تَعَلَّمُوا تَعَلَّمُوا فَإِذَا
عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا.
379- أخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ
سَلاَّمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ ، هُوَ ابن
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ ، عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
قَالَ : مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لأَرْبَعٍ دَخَلَ النَّارَ - ، أَوْ نَحْوَ هَذِهِ
الْكَلِمَةِ - لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ
السُّفَهَاءَ ، أَوْ لِيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، أَوْ لِيَأَْخُذَ
بِهِ مِنَ الأُمَرَاءِ.
380- أخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ هِشَامٍ
صَاحِبِ الدَّسْتَوَائِيِّ قَالَ : قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ بَلَغَنِي أَنَّهُ مِنْ
كَلاَمِ عِيسَى عليه السلام تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ
فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَلاَ تَعْمَلُونَ لِلآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لاَ
تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلاَّ بِالْعَمَلِ ويلكم عُلَمَاءَ السَّوْءِ الأَجْرَ
تَأْخُذُونَ وَالْعَمَلَ تُضَيِّعُونَ يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يَطْلُبَ
عَمَلَهُ وَتُوشِكُونَ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الدُّنْيَا الْعَرِيضَةِ إِلَى
ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَضِيقِهِ اللَّهُ يَنْهَاكُمْ عَنِ الْخَطَايَا كَمَا
أَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ
سَخِطَ رِزْقَهُ وَاحْتَقَرَ مَنْزِلَتَهُ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ
اللهِ وَقُدْرَتِهِ
كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنِ اتَّهَمَ
اللَّهَ فِيمَا قَضَى لَهُ فَلَيْسَ يَرْضَى شَيْئًا أَصَابَهُ كَيْفَ يَكُونُ
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ دُنْيَاهُ آثَرُ عِنْدَهُ مِنْ آخِرَتِهِ وَهُوَ فِي
الدُّنْيَا أَفْضَلُ رَغْبَةً كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ
مَصِيرُهُ إِلَى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ وَمَا يَضُرُّهُ
أَشْهَى إِلَيْهِ - ، أَوْ قَالَ أَحَبُّ إِلَيْهِ - مِمَّا يَنْفَعُهُ كَيْفَ
يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ يَطْلُبُ الْكَلاَمَ لِيُخْبِرَ بِهِ ، وَلاَ
يَطْلُبُهُ لِيَعْمَلَ بِهِ.
381- أخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ
، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : كانَ يُقَالُ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ
وَانْتَفِعُوا بِهِ ، وَلاَ تَعَلَّمُوهُ لِتَتَجَمَّلُوا بِهِ فَإِنَّهُ يُوشِكُ
إِنْ طَالَ بِكُمْ عُمُرٌ أَنْ يَتَجَمَّلَ ذُو الْعِلْمِ بِعِلْمِهِ كَمَا
يَتَجَمَّلُ ذُو الْبِزَّةِ بِبِزَّتِهِ.
382- أخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشَّرِّ فَقَالَ : لاَ تَسْأَلُونِي عَنِ
الشَّرِّ وَسَلُونِي عَنِ الْخَيْرِ يَقُولُهَا ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ
إِنَّ شَرَّ الشَّرِّ شِرَارُ الْعُلَمَاءِ , وَإِنَّ خَيْرَ الْخَيْرِ خِيَارُ
الْعُلَمَاءِ.
383- أخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ , عَنْ عِيسَى ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ
: إِنَّمَا كَانَ يَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ خَصْلَتَانِ
الْعَقْلُ وَالنُّسُكُ فَإِنْ كَانَ نَاسِكًا وَلَمْ يَكُنْ عَاقِلاً قَالَ هَذَا
أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ الْعُقَلاَءُ فَلَمْ يَطْلُبْهُ وَإِنْ كَانَ
عَاقِلاً وَلَمْ يَكُنْ نَاسِكًا قَالَ : هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ
النُّسَّاكُ فَلَمْ يَطْلُبْهُ فَقَالَ الشَّعْبِيُّ : وَلَقَدْ رَهِبْتُ أَنْ
يَكُونَ يَطْلُبُهُ الْيَوْمَ مَنْ لَيْسَتْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا لاَ عَقْلٌ
، وَلاَ نُسُكٌ.
384- أخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ , قَالَ :
زَعَمَ لِي سُفْيَانُ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ لاَ
يَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّى يَتعَبَّدَ قَبْلَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
385- أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ , عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ أَبِي الْعَلاَءِ , عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ :
مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ
الْعُلَمَاءَ ، أَوْ لِيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ.
386- أخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامَ , عَنْ يَحْيَى
بْنِ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ , عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ
الْعُلَمَاءَ ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ يُرِيدُ أَنْ يُقْبِلَ
بِوُجُوهِ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ.
387- أخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ خَلِيفَةَ , عَنْ مَطَرٍ
الْوَرَّاقِ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
قَالَ : إِنَّمَا يُحْفَظُ حَدِيثُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ.
388- أخْبَرَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ،
عَنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : قَالَ لي عَبْدُ اللهِ : إِنِّي لأَحْسَبُ الرَّجُلَ
يَنْسَى الْعِلْمَ كَانَ يَعْلَمُهُ لِلْخَطِيئَةِ كَانَ يَعْمَلُهَا.
389- أخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، أَنْبَأَنَا
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ , عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ :
لاِبْنِهِ يَا بُنَيَّ لاَ تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ،
أَوْ لِتُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ تُرَائِيَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ ،
وَلاَ تَتْرُكِ الْعِلْمَ زُهْدًا فِيهِ وَرَغْبَةً فِي الْجَهَالَةِ يَا بُنَيَّ
اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَى عَيْنِكَ وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ
اللَّهَ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُنْ عَالِمًا يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ
وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً
يُعَلِّمُوكَ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَطَّلِعَ
عَلَيْهِمْ بِرَحْمَةٍ فَيُصِيبَكَ مَعَهُمْ وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا لاَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلاَ تَجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِمًا لاَ
يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَإِنْ تَكُ جَاهِلاً زَادُوكَ عَيًّا , وَلَعَلَّ اللَّهَ
أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِعَذَابٍ فَيُصِيبَكَ مَعَهُمْ.
390- أخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ , عَنْ سَلْمَانَ بْنِ سُمَيْرٍ
, عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ : لاَ تُحَدِّثِ الْبَاطِلَ الْحُكَمَاءَ
فَيَمْقُتُوكَ ، وَلاَ تُحَدِّثِ الْحِكْمَةَ السُّفَهَاءَ فَيُكَذِّبُوكَ ، وَلاَ
تَمْنَعِ الْعِلْمَ أَهْلَهُ فَتَأْثَمَ ، وَلاَ تَضَعْهُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ
فَتُجَهَّلَ , إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا كَمَا أَنَّ عَلَيْكَ فِي
مَالِكَ حَقًّا.
391- أخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ أَنَّ أَبَا فَرْوَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليه
السلام كَانَ يَقُولُ : لاَ تَمْنَعِ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ فَتَأْثَمَ ، وَلاَ
تَنْشُرْهُ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ فَتُجَهَّلَ وَكُنْ طَبِيبًا رَفِيقًا يَضَعُ
دَوَاءَهُ حَيْثُ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْفَعُ.
392- أخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
مَهْدِيٌّ , عَنْ غَيْلاَنَ , عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : لاَ تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لاَ
يَشْتَهِيهِ.
393- أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ سَابُورٍ سَمِعَ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ يَقُولُ :
قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ يَا بُنَيَّ لاَ تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ
الْعُلَمَاءَ
وَتُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ , وَتُرَائِيَ بِهِ فِي
الْمَجَالِسِ ، وَلاَ تَتْرُكِ الْعِلْمَ زَهَادَةً فِيهِ وَرَغْبَةً فِي
الْجَهَالَةِ , وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ
, إِنْ تَكُ عَالِمًا يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ , وَإِنْ تَكُ جَاهِلاً عَلَّمُوكَ ,
وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَةٍ فَيُصِيبَكَ بِهَا
مَعَهُمْ , وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلاَ تَجْلِسْ
مَعَهُمْ , إِنْ تَكُ عَالِمًا لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ , وَإِنْ تَكُ جَاهِلاً
زَادُوكَ غَيًّا , أو عيا , وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِسَخَطٍ
فَيُصِيبَكَ بِهِ مَعَهُمْ.
394- أخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ ثُوَيْرٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ , عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ : يَا حَمَلَةَ الْعِلْمِ اعْمَلُوا بِهِ فَإِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ
بِمَا عَلِمَ وَوَافَقَ عِلْمُهُ عَمَلَهُ , وَسَيَكُونُ أَقْوَامٌ يَحْمِلُونَ
الْعِلْمَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ
, يُخَالِفُ عَمَلُهُمْ عِلْمَهُمْ , وَتُخَالِفُ
سَرِيرَتُهُمْ عَلاَنِيَتَهُمْ , يَجْلِسُونَ حِلَقًا فَيُبَاهِي بَعْضُهُمْ
بَعْضًا حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ عَلَى جَلِيسِهِ أَنْ يَجْلِسَ إِلَى
غَيْرِهِ وَيَدَعَهُ أُولَئِكَ لاَ تَصْعَدُ أَعْمَالُهُمْ
فِي مَجَالِسِهِمْ تِلْكَ إِلَى اللَّهِ تعالى.
395- أخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ
مَسْرُوقٍ قَالَ : كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَكَفَى بِالْمَرْءِ
جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ.
396- أخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعيِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُجَيْرٍ , عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ : لَوْ أَنَّ أَدْنَى هَذِهِ الأُمَّةِ عِلْمًا
أَخَذَتْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ بِعِلْمِهِ لَرَشَدَتْ تِلْكَ الأُمَّةُ.
397- أخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُصِيبُ
الْبَابَ مِنَ الْعِلْمِ فَيَعْمَلُ بِهِ فَيَكُونُ خَيْرًا لَهُ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا لَوْ كَانَتْ لَهُ فَجَعَلَهَا فِي الآخِرَةِ .
398- قَالَ ك قَالَ الْحَسَنُ : كَانَ الرَّجُلُ إِذَا
طَلَبَ الْعِلْمَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يُرَى
ذَلِكَ فِي بَصَرِهِ وَتَخَشُّعِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ
وَصَلاَتِهِ وَزُهْدِهِ .
399- قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّدٌ : انْظُرُوا عَمَّنْ
تَأْخُذُونَ هَذَا الْحَدِيثَ فَإِنَّمَا هُوَ دِينُكُمْ.
400- أخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ : مَا ازْدَادَ عَبْدٌ عِلْمًا فَازْدَادَ فِي الدُّنْيَا
رَغْبَةً إِلاَّ ازْدَادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا.
401- أخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ , عَنْ حَسَّانَ قَالَ : مَا ازْدَادَ عَبْدٌ بِاللَّهِ عِلْمًا
إِلاَّ ازْدَادَ النَّاسُ مِنْهُ قُرْبًا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ .
402- وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مَا ازْدَادَ عَبْدٌ
عِلْمًا إِلاَّ ازْدَادَ قَصْدًا ، وَلاَ قَلَّدَ اللَّهُ عَبْدًا قِلاَدَةً
خَيْرًا مِنْ سَكِينَةٍ.
402م- أخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَيْحٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمِيرَةَ أَنَّهُ
سَمِعَهُ يَقُولُ : إِنَّ رَجُلاً قَالَ لاِبْنِهِ اذْهَبِ اطْلُبِ الْعِلْمَ
فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ ، ثُمَّ جَاءَهُ فَحَدَّثَهُ بِأَحَادِيثَ
فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَا بُنَيَّ اذْهَبْ فَاطْلُبِ الْعِلْمَ فَغَابَ عَنْهُ
أَيْضًا زَمَانًا ، ثُمَّ جَاءَهُ بِقَرَاطِيسَ فِيهَا كُتُبٌ فَقَرَأَهَا
عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ هَذَا
سَوَادٌ فِي بَيَاضٍ فَاذْهَبِ اطْلُبِ الْعِلْمَ
فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ لأَبِيهِ : سَلْنِي عَمَّا
بَدَا لَكَ , فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِرَجُلٍ
يَمْدَحُكَ وَمَرَرْتَ بِآخَرَ يَعِيبُكَ , قَالَ : إِذًا لَمْ أَلُمِ الَّذِي
يَعِيبُنِي وَلَمْ أَحْمَدِ الَّذِي يَمْدَحُنِي , فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ
مَرَرْتَ بِصَفِيحَةٍ - قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ لاَ أَدْرِي أَمِنْ ذَهَبٍ أَوَ
وَرِقٍ - فَقَالَ : إِذًا لَمْ أُهَيِّجْهَا وَلَمْ أَقْرَبْهَا فَقَالَ اذْهَبْ
فَقَدْ عَلِمْتَ.
403- أخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ ، عَنِ السَّكَنِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبَ
بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ : يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالْحِكْمَةِ فَإِنَّ الْخَيْرَ فِي
الْحِكْمَةِ كُلَّهُ , وَتُشَرِّفُ الصَّغِيرَ عَلَى الْكَبِيرِ , وَالْعَبْدَ
عَلَى الْحُرِّ , وَتُزِيدُ السَّيِّدَ سُؤْدَدًا , وَتُجْلِسُ الْفَقِيرَ
مَجَالِسَ الْمُلُوكِ.
404- أخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ
أَخْبَرَنِي بَقِيَّةُ سمعت عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ , عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : وَمَا نَحْنُ لَوْلاَ كَلِمَاتُ
الْعُلَمَاءِ.
35- باب اجتناب أهل الأهواء والبدع والخصومة
405- أخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ : لاَ
تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ ، وَلاَ تُجَادِلُوهُمْ فَإِنِّي لاَ آمَنُ أَنْ
يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلاَلَتِهِمْ ، أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ مَا كُنْتُمْ
تَعْرِفُونَ.
406- أخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : رَآنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
جَلَسْتُ إِلَى طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ فَقَالَ لِي أَلَمْ أَرَكَ جَلَسْتَ إِلَى
طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ لاَ تُجَالِسَنَّهُ.
407- أخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ
بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ , عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ فُلاَنًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ
السَّلاَمَ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ
فَلاَ تَقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلاَمَ.
408- أخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : كَانَ
إِبْرَاهِيمُ لاَ يَرَى غِيبَةً لِلْمُبْتَدِعِ.
409- أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : إِنَّمَا سُمِّيَ الْهَوَى لأَنَّهُ
يَهْوِي بِصَاحِبِهِ.
410- أخْبَرَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ قَالَ : كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ
يَقُولُ : إِيِّاكُمْ وَالْمِرَاءَ فَإِنَّهَا سَاعَةُ جَهْلِ الْعَالِمِ وَبِهَا
يَبْتَغِي الشَّيْطَانُ زَلَّتَهُ.
411- أخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ أَسْمَاءَ
بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : دَخَلَ رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ عَلَى ابْنِ
سِيرِينَ فَقَالاَ : يَا أَبَا بَكْرٍ نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ ؟ قَالَ : لاَ ,
قَالاَ : فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ؟ قَالَ : لاَ
لَتَقُومَانِ عَنِّي ، أَوْ لأَقُومَنَّ , قَالَ : فَخَرَجَا فَقَالَ بَعْضُ
الْقَوْمِ : يَا أَبَا بَكْرٍ وَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْ يَقْرَآ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ
كِتَابِ اللهِ تَعَالَى
قَالَ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْرَآ عَلَيَّ آيَةً
فَيُحَرِّفَانِهَا فَيَقِرُّ ذَلِكَ فِي قَلْبِي.
412- أخْبَرَنَا سَعِيدٌ عَنْ سَلاَمِ بْنِ أَبِي
مُطِيعٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ قَالَ لأَيُّوبَ يَا أَبَا بَكْرٍ
أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ فَوَلَّى وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ ، وَلاَ نِصْفَ
كَلِمَةٍ وَأَشَارَ لَنَا سَعِيدٌ بِخِنْصِرِهِ الْيُمْنَى.
413- أخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ سَعِيدَ
بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ أَزِيشَانْ.
414- أخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
قَالَ : لاَ تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ
يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ.
415- أخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ
هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُمَا قَالاَ : لاَ تُجَالِسُوا
أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ ، وَلاَ تُجَادِلُوهُمْ ، وَلاَ تَسْمَعُوا مِنْهُمْ.
416- أخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ
أُمَيٍّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : إِنَّمَا سُمُّوا أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ
لأَنَّهُمْ يَهْوُونَ فِي النَّارِ.
36- باب التسوية في العلم
417- أخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ
الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ عِنْدَهُ سَوَاءٌ غَيْرَ طَاوُوسٍ وَهُوَ يَحْلِفُ
عَلَيْهِ.
418- أخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَةَ الْعِلْمِ
حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ السُّلْطَانُ فَكَرِهْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ أَحَدًا.
419- أخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ : كَلَّمُوا مُحَمَّدًا فِي
رَجُلٍ يَعْنِي يُحَدِّثُهُ فَقَالَ لَوْ كَانَ رَجُلاً مِنَ الزِّنْجِ لَكَانَ
عِنْدِي وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا سَوَاءً.
420- أخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ , عَنْ حَمَّادِ
بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ : سَأَلَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ
طَاوُوسًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا سَلْمُ بْنُ
قُتَيْبَةَ قَالَ ذَلِكَ أَهْوَنُ لَهُ عَلَيَّ
37- باب في توقير العلماء
421- أخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
بَقِيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : مَا خِفْتُ أَحَدًا
مِنَ النَّاسِ مَخَافَةَ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ.
422- أخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
, عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ : كُنَّا نَهَابُ إِبْرَاهِيمَ هَيْبَةَ الأَمِيرِ.
423- أخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
يَوْمًا بِحَدِيثٍ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَاسْتَعَدْتُهُ فَقَالَ مَا كُلَّ سَاعَةٍ
أَحْلُبُ فَأَشْرَبُ.
424- أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ ، هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ - وَيَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ , عَنْ عَمْرِو
بْنِ أَبِي قَيْسٍ , عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَرِهَ
الْحَدِيثَ فِي الطَّرِيقِ
425- أخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ , عَنْ حَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَحَدَّثَ
بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا ، أَوْ مِمَّنْ سَمِعْتَ
هَذَا فَغَضِبَ وَمَنَعَنَا حَدِيثَهُ حَتَّى قَامَ.
426- أخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ , عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ :
لَوْ رَفَقْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ لأَصَبْتُ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيرًا.
427- أخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ , عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللهِ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ مَا
رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْرَمَ لِلْعِلْمِ مِنْ أَبِي.
38- باب في الحديث عن الثقات
428- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ
: قُلْتُ لِطَاوُسٍ إِنَّ فُلاَنًا حَدَّثَنِي بِكَذَا وَكَذَا قَالَ : إِنْ كَانَ
صَاحِبُكَ مَلِيًّا فَخُذْ عَنْهُ.
429- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , عَنْ مِسْعَرٍ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : لاَ
يُحَدِّثْ , عَنْ رَسُولِ اللهِ إِلاَّ الثِّقَاتُ.
430- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ , عَنْ عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : كَانُوا لاَ يَسْأَلُونَ
عَنِ الإِسْنَادِ ، ثُمَّ سَأَلُوا بَعْدُ لِيَعْرِفُوا مَنْ كَانَ صَاحِبَ
سُنَّةٍ أَخَذُوا عَنْهُ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبَ سُنَّةٍ لَمْ يَأْخُذُوا
عَنْهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : مَا أَظُنُّهُ سَمِعَهُ مِنْ
عَاصِمٍ
431- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ , عَنْ عَاصِمٍ ، قَالَ
:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ مَا حَدَّثْتَنِي فَلاَ
تُحَدِّثْنِي عَنْ رَجُلَيْنِ فَإِنَّهُمَا لاَ يُبَالِيَانِ عَمَّنْ أَخَذَا
حَدِيثَهُمَا.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : عَبْدُ اللهِ لاَ أَظُنُّهُ
سَمِعَهُ
432- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ ، قَالَ : قَالَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا حَدَّثْتَنِي
فَحَدِّثْنِي عَنْ أَبِي زُرْعَةَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ ، ثُمَّ
سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ فَمَا أَخْرَمَ مِنْهُ حَرْفًا.
433- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ
فَلْيَنْظُرِ الرَّجُلُ عَمَّنْ يَأْخُذُ دِينَهُ.
434- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
هُشَيْمٍ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانُوا إِذَا أَتَوُا
الرَّجُلَ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ نَظَرُوا إِلَى صَلاَتِهِ وَإِلَى سمته وَإِلَى
هَيْئَتِهِ
ثُمَ يَأْخُذُونَ عَنْهُ.
435- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ ، أَنْبَأَنَا
هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا مُغِيرَةُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانُوا إِذَا
أَتَوُا الرَّجُلَ يَأْخُذُونَ عَنْهُ الْعِلْمَ نَظَرُوا إِلَى صَلاَتِهِ وَإِلَى
سمته وَإِلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ يَأْخُذُونَ عَنْهُ.
436- أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ , عَنْ رَوْحٍ , عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ نَحْوَ حَدِيثِ
إِبْرَاهِيمَ.
437- أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ الرَّبِيعِ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : كُنَّا نَأْتِي
الرَّجُلَ لِنَأْخُذَ عَنْهُ فَنَنْظُرُ إِذَا صَلَّى فَإِنْ أَحْسَنَهَا
جَلَسْنَا إِلَيْهِ وَقُلْنَا هُوَ لِغَيْرِهَا أَحْسَنُ وَإِنْ أَسَاءَهَا قُمْنَا
عَنْهُ وَقُلْنَا هُوَ لِغَيْرِهَا أَسْوَأُ قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ لَفْظُهُ نَحْوُ
هَذَا.
438- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ - لاَ أَدْرِي
سَمِعْتُهُ مِنْهُ ، أَوْ لاَ - ابْنُ عَوْنٍ ,
عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا
عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ.
439- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ : قُلْتُ
لِطَاوُسٍ إِنَّ فُلاَنًا ، حَدَّثَنِي بِكَذَا وَكَذَا قَالَ فَإِنْ كَانَ
صَاحِبُكَ مَلِيًّا فَخُذْ عَنْهُ.
440- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ , عَنْ طَاوُوسٍ قَالَ : جَاءَ بَشِيرُ
بْنُ كَعْبٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
أَعِدْ عَلَيَّ الْحَدِيثَ الأَوَّلَ قَالَ لَهُ بَشِيرٌ مَا أَدْرِي عَرَفْتَ
حَدِيثِي كُلَّهُ وَأَنْكَرْتَ هَذَا ، أَوْ عَرَفْتَ هَذَا وَأَنْكَرْتَ حَدِيثِي
كُلَّهُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ
الصَّعْبَةَ وَالذَّلُولَ تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ.
441- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ
، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : كُنَّا
نَحْفَظُ الْحَدِيثَ , وَالْحَدِيثُ يُحْفَظُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
حَتَّى رَكِبْتُمُ الصَّعْبَةَ وَالذَّلُولَ.
442- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ
الله عَنْهُ قَالَ : يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ شَيَاطِينٌ قَدْ أَوْثَقَهَا
سُلَيْمَانُ عليه السلام يُفَقِّهُونَ النَّاسَ فِي الدِّينِ.
443- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : انْظُرُوا عَمَّنْ
تَأْخُذُونَ هَذَا الْحَدِيثَ فَإِنَّهُ دِينُكُمْ.
39- باب ما يتقى من تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم
وقول غيره عند قوله صلى الله عليه وسلم
444- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لِيُتَّقَى مِنْ تَفْسِيرِ حَدِيثِ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَّا يُتَّقَى مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ.
445- أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ
: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَمَا تَخَافُونَ
أَنْ تُعَذَّبُوا ، أَوْ يُخْسَفَ بِكُمْ أَنْ تَقُولُوا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم ، وَقَالَ فُلاَنٌ ؟!.
446- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا
الْمُعَافَى ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
رحمه الله تعالى أَنَّهُ لاَ رَأْيَ لأَحَدٍ فِي كِتَابِ اللهِ وَإِنَّمَا رَأْيُ
الأَئِمَّةِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ كِتَابٌ وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةٌ من
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلاَ رَأْيَ لأَحَدٍ فِي سُنَّةٍ سَنَّهَا
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
447- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ رحمه الله تعالى خَطَبَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ
لَمْ يَبْعَثْ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ نَبِيًّا وَلَمْ يُنْزِلْ بَعْدَ الكِتَابِ
الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ كِتَابًا فَمَا أَحَلَّ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ
نَبِيِّهِ فَهُوَ حَلاَلٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا حَرَّمَ عَلَى لِسَانِ
نَبِيِّهِ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَلاَ وَإِنِّي لَسْتُ
بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ
وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْكُمْ غَيْرَ أَنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلاً أَلاَ وَإِنَّهُ
لَيْسَ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللهِ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ أَلاَ هَلْ
أَسْمَعْتُ؟.
448- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ ، قَالَ :
كَانَ طَاوُسٌ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ
عَبَّاسِ اتْرُكْهُمَا قَالَ : إِنَّمَا نُهِيَ عَنْهَا أَنْ تُتَّخَذَ سُلَّمًا ,
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فإِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ صَلاَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَلاَ
أَدْرِي أَتُعَذَّبُ عَلَيْهَا أَمْ تُؤْجَرُ لأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : {وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَمَنْ يَعْصِيِ اللهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا}
قَالَ سُفْيَانُ تُتَّخَذَ سُلَّمًا يَقُولُ : يُصَلِّي
بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ
449- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ , عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضوان الله عليه أَتَى رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم بِنُسْخَةٍ مِنَ التَّوْرَاةِ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ
هَذِهِ نُسْخَةٌ مِنَ التَّوْرَاةِ , فَسَكَتَ فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَوَجْهُ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَغَيَّرُ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : رحمة الله عليه
ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ , مَا تَرَى بِوَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ,
فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَقَالَ :
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَمِنْ غَضَبِ رَسُولِهِ , رَضِينَا
بِاللَّهِ رَبًّا , وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا , وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا , فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ
بَدَا لَكُمْ مُوسَى فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ عَنْ
سَوَاءِ السَّبِيلِ وَلَوْ كَانَ حَيًّا وَأَدْرَكَ نُبُوَّتِي لاَتَّبَعَنِي.
450- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ,
عَنْ أَبِي رَبَاحٍ - شَيْخٌ مِنْ آلِ عُمَرَ - قَالَ : رَأَى سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ رَجُلاً يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ الرَّكْعَتَيْنِ يكبر فَقَالَ
لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَيُعَذِّبُنِي اللَّهُ عَلَى الصَّلاَةِ ؟ قَالَ :
لاَ وَلَكِنْ يُعَذِّبُكَ اللَّهُ بِخِلاَفِ السُّنَّةِ.
40- باب تَعْجِيلِ عُقُوبَةِ مَنْ بَلَغَهُ عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ فَلَمْ يُعَظِّمْهُ وَلَمْ يُوَقِّرْهُ
451- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ,
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلاَنَ ، عَنِ الْعَجْلاَنِ , عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ
الأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ لَهُ
فَتًى قَدْ سَمَّاهُ وَهُوَ فِي حُلَّةٍ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَهَكَذَا
كَانَ يَمْشِي ذَلِكَ الفَتَى الَّذِي خُسِفَ بِهِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ
فَعَثَرَ عَثْرَةً كَادَ يَنْكَسِرُ مِنْهَا
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِلْمَنْخَرَيْنِ وَلِلْفَمِ
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}.
452- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ ، هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، عَنِ
الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ , عَنْ خِرَاشِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ رَأَيْتُ فِي
الْمَسْجِدِ فَتًى يَخْذِفُ فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ لاَ تَخْذِفَ فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْخَذْفِ فَغَفَلَ الفَتَى وَظَنَّ
أَنَّ الشَّيْخَ لاَ يَفْطِنُ لَهُ فَخَذَفَ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ أُحَدِّثُكَ
أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الْخَذْفِ ، ثُمَّ
تَخْذِفُ وَاللَّهِ لاَ أَشْهَدُ لَكَ جَنَازَةً ، وَلاَ أَعُودُكَ فِي مَرَضٍ ، وَلاَ
أُكَلِّمُكَ أَبَدًا فَقُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي يُقَالُ لَهُ مُهَاجِرٌ انْطَلِقْ
إِلَى خِرَاشٍ فَاسْأَلْهُ فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَحَدَّثَهُ.
453- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم عَنِ الْخَذْفِ فَقَالَ : إِنَّهَا لاَ تَصْطَادُ صَيْدًا ، وَلاَ
تَنْكِي عَدُوًّا وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ فَرَفَعَ
رَجُلٌ - بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعِيدٍ قَرَابَةٌ - شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ
هَذِهِ وَمَا تَكُونُ هَذِهِ فَقَالَ سَعِيدٌ أَلاَ أُرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تَهَاوَنُ بِهِ لاَ أُكَلِّمُكَ أَبَدًا.
454- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ،
حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ :
رَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ
يَخْذِفُ فَقَالَ : لاَ تَخْذِفْ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يَنْهَى عَنِ الْخَذْفِ وَكَانَ يَكْرَهُهُ وَإِنَّهُ لاَ يُنْكَأُ بِهِ عَدُوٌّ ،
وَلاَ يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ وَلَكِنَّهُ قَدْ يَفْقَأُ الْعَيْنَ وَيَكْسِرُ
السِّنَّ ، ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ فَقَالَ لَهُ : أَلَمْ أُخْبِرْكَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْهَى عَنْهُ ، ثُمَّ أَرَاكَ
تَخْذِفُ وَاللَّهِ لاَ أُكَلِّمُكَ أَبَدًا.
455- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : حَدَّثَ ابْنُ سِيرِينَ رَجُلاً
بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَجُلٌ قَالَ فُلاَنٌ كَذَا
وَكَذَا فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَتَقُولُ قَالَ فُلاَنٌ لاَ أُكَلِّمُكَ أَبَدًا.
456- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا اسْتَأْذَنَتْ
أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلاَ يَمْنَعْهَا فَقَالَ فُلاَنُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ إِذًا وَاللَّهِ أَمْنَعُهَا فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ
فَشَتَمَهُ شَتِيمَةً لَمْ أَرَهُ شَتَمَهَا أَحَدًا قَبْلَهُ ، ثُمَّ قَالَ
أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ إِذًا وَاللَّهِ
أَمْنَعُهَا.
457- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ مَعْرُوفٍ , عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ قَالَ :
ذَكَرَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم نَهَى عَنْ دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ فَقَالَ فُلاَنٌ مَا أَرَى
بِهَذَا بَأْسًا يَدًا بِيَدٍ فَقَالَ عُبَادَةُ أَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم وَتَقُولُ لاَ أَرَى بِهِ بَأْسًا وَاللَّهِ لاَ يُظِلُّنِي
وَإِيَّاكَ سَقْفٌ أَبَدًا.
458- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ زَمْعَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
وَهْرَامٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ تَطْرُقُوا النِّسَاءَ لَيْلاً قَالَ
وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَافِلاً فَانْسَلَّ رَجُلاَنِ إِلَى
أَهْلَيْهِمَا وَكِلاَهُمَا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً.
459- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ , عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا
قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ نَزَلَ الْمُعَرَّسَ ، ثُمَّ قَالَ : لاَ تَطْرُقُوا
النِّسَاءَ لَيْلاً فَخَرَجَ رَجُلاَنِ مِمَّنْ سَمِعَ مَقَالَتَهُ فَطَرَقَا
أَهْلَيْهِمَا فَوَجَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً.
460- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يُوَدِّعُهُ بِحَجٍّ ، أَوْ عُمْرَةٍ
فَقَالَ لَهُ لاَ تَبْرَحْ حَتَّى تُصَلِّيَ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : لاَ يَخْرُجُ بَعْدَ النِّدَاءِ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلاَّ مُنَافِقٌ
إِلاَّ رَجُلٌ أَخْرَجَتْهُ حَاجَتُهُ وَهُوَ يُرِيدُ الرَّجْعَةَ إِلَى
الْمَسْجِدِ فَقَالَ : إِنَّ أَصْحَابِي بِالْحَرَّةِ قَالَ فَخَرَجَ قَالَ :
فَلَمْ يَزَلْ سَعِيدٌ يَوْلَعُ بِذِكْرِهِ حَتَّى أُخْبِرَ أَنَّهُ وَقَعَ مِنْ
رَاحِلَتِهِ فَانْكَسَرَتْ فَخِذُهُ.
41- باب مَنْ كَرِهَ أَنْ يُمِلَّ النَّاسَ
461- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ
الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ
, عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : لاَ تُمِلُّوا النَّاسَ.
462- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا
أَشْعَثُ عَنْ كُرْدُوسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : إِنَّ
لِلْقُلُوبِ لَنَشَاطًا وَإِقْبَالاً
, وَإِنَّ لَهَا تَوْلِيَةً وَإِدْبَارًا , فَحَدِّثُوا
النَّاسَ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكُمْ.
463- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو هِلاَلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : كَانَ يُقَالُ حَدِّثِ
الْقَوْمَ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكَ بِوُجُوهِهِمْ فَإِذَا الْتَفَتُوا فَاعْلَمْ
أَنَّ لَهُمْ حَاجَاتٍ.
42- باب من لم ير كتابة الحديث
464- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا
هَمَّامٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي
شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ.
465- أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّهُمُ
اسْتَأْذَنُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي أَنْ يَكْتُبُوا عَنْهُ فَلَمْ
يَأْذَنْ لَهُمْ
466- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ , عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ
كَانَ يَقُولُ : يَا شِبَاكُ أَرُدُّ عَلَيْكَ يَعْنِي الْحَدِيثَ مَا أَرَدْتُ
أَنْ يُرَدَّ عَلَيَّ حَدِيثٌ قَطُّ.
467- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
خَلَفٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ
سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ : حَدَّثَنَا
الزُّهْرِيُّ بِحَدِيثٍ فَلَقِيتُهُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهِ
, فَقُلْتُ : يَا أَبَا بَكْرٍ أَعِدْ عَلَيَّ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثْتَنَا بِهِ , قَالَ :
وَتَسْتَعِيدُ الْحَدِيثَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا كُنْتَ تَسْتَعِيدُ الْحَدِيثَ
قَالَ : لاَ قُلْتُ ، وَلاَ تَكْتُبُ قَالَ لاَ.
468- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ قَالَ : كَانَ قَتَادَةُ يَكْرَهَ الْكِتَابَةَ فَإِذَا سَمِعَ
وَقْعَ
الْكِتَابِ أَنْكَرَهُ وَالْتَمَسَهُ بِيَدِهِ .
469- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ : كَانَ
الأَوْزَاعِيُّ يَكْرَهُهُ .
470- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَكْرَهُ الْكِتَابَ
يَعْنِي الْعِلْمَ.
471- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
أَزْهَرُ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ،
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا
كِتَابًا لاَتَّخَذْتُ رَسَائِلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
472- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ : رَأَيْتُ حَمَّادًا
يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ أَلَمْ أَنْهَكَ قَالَ
إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ.
473- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ : قَالَ لِي عَبِيدَةُ لاَ تُخَلِّدَنَّ بي كِتَابًا.
474- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ هِشَامٍ
قَالَ : مَا كَتَبْتُ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلاَّ حَدِيثَ الأَعْمَاقِ فَلَمَّا
حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ.
475- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ : مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ.
476- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مغيرة
, عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ما كتبت شيئا قط
477- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ عمران ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عن إسماعيل بن رجاء , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال
سَأَلْتُ عَبِيدَةَ قِطْعَةَ جِلْدٍ أَكْتُبُ فِيهِ فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ
لاَ تُخَلِّدَنَّ عَنِّي كِتَابًا.
478- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ عمران ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عن الحكم , عن إبراهيم , عن عبيدة , مثله.
479- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيكٍ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ الْحَدِيثُ فِي الكَرَارِيسِ
وَيَقُولُ :
يُشَبَّهُ بِالْمَصَاحِفِ.
480- قَالَ : يَحْيَى وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ
زِيَادٍ الكَاتِبِ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ فَاكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ.
481- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ وَعُبَيْدُ اللهِ
، عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ نُعْمَانَ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبِيدَةَ دَعَا بِكُتُبِهِ
فَمَحَاهَا عِنْدَ الْمَوْتِ وَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَلِيَهَا قَوْمٌ
فَلاَ يَضَعُونَهَا مَوَاضِعَهَا.
482- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ
وَزَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ لَيْثٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُكْتَبَ الْعِلْمُ فِي الكَرَارِيسِ.
483- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ : مَا زَالَ هَذَا الْعِلْمُ عَزِيزًا
يَتَلَقَّاهُ الرِّجَالُ حَتَّى وَقَعَ فِي الصُّحُفِ فَحَمَلُهُ ، أَوْ دَخَلَ
فِيهِ غَيْرُ أَهْلِهِ.
484- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يُونُسَ قَالَ :
كَانَ الْحَسَنُ يَكْتُبُ وَيُكْتِبُ وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ لاَ يَكْتُبُ ، وَلاَ
يُكْتِبُ.
485- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ بَلَغَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنَّ عِنْدَ نَاسٍ
كِتَابًا يَعْجَبُونَ بِهِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى أَتَوْهُ بِهِ فَمَحَاهُ ،
ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ أَقْبَلُوا
عَلَى كُتُبِ عُلَمَائِهِمْ وَتَرَكُوا كِتَابَ رَبِّهِمْ.
486- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : قُلْتُ
لِعَبِيدَةَ أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ قَالَ : لاَ قُلْتُ فَإِنْ وَجَدْتُ
كِتَابًا أَقْرَؤُهُ قَالَ لاَ.
487- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا
الْجُرَيْرِيُّ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ أَلاَ تُكْتِبُنَا فَإِنَّا لاَ نَحْفَظُ فَقَالَ : لاَ إِنَّا
لَنْ نُكْتِبَكُمْ وَلَنْ نَجْعَلَهُ قُرْآنًا وَلَكِنِ احْفَظُوا عَنَّا كَمَا
حَفِظْنَا نَحْنُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
488- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا كَثِيرٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ : إَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لاَ يَكْتُبُ وَلاَ يُكْتِبُ.
489- أَخْبَرَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ حَدِيثَ أَبِيهِ فَرَآهُ أَبُو مُوسَى فَمَحَاهُ.
490- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنِي
قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ لِيَ ابْنُ عَوْنٍ وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ
حَدِيثًا قَطُّ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ قَالَ ابْنُ سِيرِينَ لاَ وَاللَّهِ مَا
كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ
491- قَالَ ابن عون قَالَ لِيَ ابْنُ سِيرِينَ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَرَادَنِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى
الْمَدِينَةِ أَنْ أُكْتِبَهُ شَيْئًا ، قَالَ : فَلَمْ أَفْعَلْ ، قَالَ :
فَجَعَلَ سِتْرًا بَيْنَ مَجْلِسِهِ وَبَيْنَ بَقِيَّةِ دَارِهِ ، قَالَ : فَكَانَ
أَصْحَابُهُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ وَيَتَحَدَّثُونَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ
فَأَقْبَلَ مَرْوَانُ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا أَرَانَا إِلاَّ قَدْ
خُنَّاهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ قَالَ قُلْتُ وَمَا ذَاكَ قَالَ مَا أُرَانَا
إِلاَّ قَدْ خُنَّاكَ قَالَ قُلْتُ وَمَا ذَاكَ قَالَ إِنَّا أَمَرْنَا رَجُلاً
يَقْعُدُ خَلْفَ هَذَا السِّتْرِ فَيَكْتُبُ مَا تُفْتِي هَؤُلاَءِ وَمَا تَقُولُ.
492- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ : قُلْتُ
لإِبْرَاهِيمَ إِنَّ سَالِمًا أَتَمُّ مِنْكَ حَدِيثًا قَالَ : إِنَّ سَالِمًا
كَانَ يَكْتُبُ.
493- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا
الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحِمْصِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ قَالَ :
وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِحُوَّارَيْنَ حِينَ
تُوُفِّيَ مُعَاوِيَةُ نُعَزِّيهِ وَنُهَنِّيهِ بِالْخِلاَفَةِ فَإِذَا رَجُلٌ فِي
مَسْجِدِهَا يَقُولُ : أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ
الأَشْرَارُ وَتُوضَعَ الأَخْيَارُ أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ
يَظْهَرَ الْقَوْلُ وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ
أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا قِيلَ لَهُ
وَمَا الْمَثْنَاةُ قَالَ مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ
غَيْرِ الْقُرْآنِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَبِهِ هُدِيتُمْ وَبِهِ تُجْزَوْنَ
وَعَنْهُ تُسْأَلُونَ فَلَمْ أَدْرِ مَنِ الرَّجُلُ فَحَدَّثْتُ بِذَا الْحَدِيثِ
بَعْدَ ذَلِكَ بِحِمْصَ فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَوَمَا تَعْرِفُهُ
قُلْتُ لاَ قَالَ ذَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما.
494- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ
قَالَ : جَاءَ أَبُو قُرَّةَ الكِنْدِيُّ بِكِتَابٍ مِنَ الشَّامِ فَحَمَلَهُ
فَدَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , فَنَظَرَ
فِيهِ فَدَعَا بَطَسْتٍ ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَرَسَهُ فِيهِ , وَقَالَ :
إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاتِّبَاعِهِمُ الْكُتُبَ وَتَرْكِهِمْ
كِتَابَهُمَ.
قَالَ حُصَيْنٌ : فَقَالَ مُرَّةُ أَمَا إِنَّهُ لَوْ
كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ ، أَوِ السُّنَّةِ لَمْ يَمْحُهُ وَلَكِنْ كَانَ مِنْ
كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ.
495- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ عُمَرٍو , عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم بِكَتِفٍ فِيهِ كِتَابٌ فَقَالَ كَفَى بِقَوْمٍ ضَلاَلاً أَنْ
يَرْغَبُوا عَمَّا جَاءَ بِهِ نَبِيُّهُمْ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيٌّ غَيْرُ
نَبِيِّهِمْ ، أَوْ كِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الآية.
496- أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنِ الأَشْعَثِ ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ
- قَالَ : رَأَيْتُ مَعَ رَجُلٍ صَحِيفَةً فِيهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَقُلْتُ أَنْسِخْنِيهَا
فَكَأَنَّهُ بَخِلَ بِهَا ، ثُمَّ وَعَدَنِي أَنْ يُعْطِيَنِيهَا فَأَتَيْتُ
عَبْدَ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ فَإِذَا هِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : إِنَّ
مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ بِدْعَةٌ وَفِتْنَةٌ وَضَلاَلَةٌ وَإِنَّمَا أَهْلَكَ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا وَأَشْبَاهُ هَذَا إِنَّهُمْ كَتَبُوهَا
فَاسْتَلَذَّتْهَا أَلْسِنَتُهُمْ وَأُشْرِبَتْهَا قُلُوبُهُمْ فَأَعْزِمُ عَلَى
كُلِّ امْرِئٍ يَعْلَمُ بِمَكَانِ كِتَابٍ إِلاَّ دَلَّ عَلَيْهِ وَأُقْسِمُ
بِاللَّهِ - قَالَ شُعْبَةُ فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ قَالَ أَحْسَبُهُ أَقْسَمَ - لَوْ
أَنَّهَا ذُكِرَتْ لَهُ بِدَيْرٍ لِهِنْدٍ - أُرَاهُ يَعْنِي مَكَانًا
بِالْكُوفَةِ بَعِيدًا - لأَتِيَنَّهُ وَلَوْ مَشْيًا.
497- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ ، هُوَ ابْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ بَنِي
إِسْرَائِيلَ كَتَبُوا كِتَابًا فَتَبِعُوهُ وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ.
498- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ , عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْمُغِيرَةِ , عَنْ عَفَّاقٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ : إِنَّ
نَاسًا يَسْمَعُونَ كَلاَمِي ، ثُمَّ يَنْطَلِقُونَ فَيَكْتُبُونَهُ وَإِنِّي لاَ
أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْتُبَ إِلاَّ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
499- أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الشَّعْبِيَّ يَقُولُ : مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ ، وَلاَ اسْتَعَدْتُ
حَدِيثًا مِنْ إِنْسَانٍ.
43- باب من رخص في كتابة العلم
500- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ , عَنْ أَخِيهِ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ : لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم مِنِّي إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ
كَانَ يَكْتُبُ وَلاَ أَكْتُبُ.
501- أَخْبَرَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الأَخْنَسِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما
قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ
سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ
إِلَى فِيهِ وَقَالَ اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنْهُ
إِلاَّ حَقٌّ.
502- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ
يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَرْوِيَ مِنْ
حَدِيثِكَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَعِينَ بِكِتَابِ يَدِي مَعَ قَلْبِي إِنْ
رَأَيْتَ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنْ كَانَ قَالَهَ
عِ حَدِيثِي ، ثُمَّ اسْتَعِنْ بِيَدِكَ مَعَ قَلْبِكَ.
503- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قَبِيلٍ
، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : بَيْنَمَا
نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً
قُسْطَنْطِينِيَّةُ ، أَوْ رُومِيَّةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ
بَلْ مَدِينَةُ هِرَقْلَ أَوَّلاً.
504- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو
مَعْمَرٍ , عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رحمه الله إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ حَزْمٍ أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا ثَبَتَ عِنْدَكَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِحَدِيثِ عَمْرَةَ فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ
دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَهِ.
505- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ :
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنِ انْظُرُوا
حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبُوهُ فَإِنِّي قَدْ خِفْتُ
دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ أَهْلِهِ.
506- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ : يَعِيبُونَ
عَلَيْنَا الْكِتَابَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي
كِتَابٍ}.
507- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ
، حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ حَيَّانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ
قُرَّةَ أَبَا إِيَاسٍ يَقُولُ : كَانَ يُقَالُ مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عِلْمَهُ لَمْ
يُعَدَّ عِلْمُهُ عِلْمًا.
508- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ أَنَسًا ، رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يَقُولُ : لِبَنِيهِ
يَا بَنِيَّ قَيِّدُوا هَذَا الْعِلْمَ.
509- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ سَلْمٍ
الْعَلَوِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَانَ يَكْتُبُ عِنْدَ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله
عَنْهُ فِي سَبُّورَةٍ.
510- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ سَأَلَ
أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ كِتَابِ الْعِلْمِ
فَقَالَ : لاَ بَأْسَ بِذَلِكَ.
511- أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا
مُعَاذٌ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ , عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ , عَنْ
بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، رَضِيَ الله عَنْهُ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهَ أَتَيْتُهُ بِكِتَابِهِ
فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ هَذَا مَا سَمِعْتُ مِنْكَ قَالَ نَعَمْ.
512- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَنْبَأَنَا
شَرِيكٌ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ
: كُنْتُ أَسْمَعُ مِنِ ابْنِ عُمَرَ وابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما الْحَدِيثَ
بِاللَّيْلِ فَأَكْتُبُهُ فِي وَاسِطَةِ الرَّحْلِ.
513- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَنْبَأَنَا
شَرِيكٌ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
مَا يُرَغِّبُنِي فِي الْحَيَاةِ إِلاَّ الصَّادِقَةُ وَالْوَهْطُ , فَأَمَّا
الصَّادِقَةُ فَصَحِيفَةٌ كَتَبْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ,
وَأَمَّا
الْوَهْطُ فَأَرْضٌ تَصَدَّقَ بِهَا عَمْرُو بْنُ
الْعَاصِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يَقُومُ عَلَيْهَا.
514- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ , أَخْبَرَنِي ابْنُ
جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ
عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ
رضوان الله عليه يَقُولُ : قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ.
515- أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ :
قَيِّدُوا هَذَا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ.
516- أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ : كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَيْلاً وَكَانَ يُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ
فَأَكْتُبُهُ فِي وَاسِطَةِ الرَّحْلِ حَتَّى أُصْبِحَ فَأَكْتُبَهُ.
517- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ عَنْ
يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ , عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ عَنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي
صَحِيفَةٍ وَأَكْتُبُ فِي نَعْلَيَّ.
518- أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَبِي
الْمُغِيرَةِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ فَأَكْتُبُ فِي الصَّحِيفَةِ حَتَّى تَمْتَلِئَ ، ثُمَّ أَقْلِبُ
نَعْلَيَّ فَأَكْتُبُ فِي ظُهُورِهِمَا.
519- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَنَا
فُضَيْلٌ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ قَالَ : رَأَيْتُهُمْ يَكْتُبُونَ
التَّفْسِيرَ عِنْدَ مُجَاهِدٍ
520- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَنْبَأَنَا
وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنَشٍ قَالَ : رَأَيْتُهُمْ يَكْتُبُونَ عِنْدَ
الْبَرَاءِ بِأَطْرَافِ الْقَصَبِ عَلَى أَكُفِّهِمْ.
521- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ، عَنِ
ابْنِ إِدْرِيسَ , عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
ابْنُ عَبَّاسٍ بِحَدِيثٍ فَقُلْتُ أَكْتُبُهُ عَنْكَ قَالَ فَرَخَّصَ لِي وَلَمْ
يَكْرَهْهُ.
522- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
بْنِ أَبِي السَّائِبِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ :
كَتَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى عَامِلِهِ أَنْ يَسْأَلَنِي عَنْ
حَدِيثٍ قَالَ رَجَاءٌ فَكُنْتُ قَدْ نَسِيتُهُ لَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدِي
مَكْتُوبًا.
523- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ قَالَ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ قَالَ :
كَانَ يُسْأَلُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَيُكْتَبُ مَا يُجِيبُ فِيهِ بَيْنَ
يَدَيْهِ
524- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ , أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
بْنِ أَبِي السَّائِبِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ رَأَى نَافِعًا
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ يُمْلِي عِلْمَهُ وَيُكْتَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
525- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنَا
الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ سُفْيَانُ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ
بِاللَّيْلِ فِي الْحَائِطِ فَإِذَا أَصْبَحَ نَسَخَهُ ، ثُمَّ حَكَّهُ.
526- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو غِفَارٍ الْمُثَنَّى بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ
، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنِي فُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم فَعَرَفَهُ عُمَرُ قُلْتُ : حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفَافَ وَالْعِيَّ عِيَّ اللِّسَانِ لاَ
عِيَّ الْقَلْبِ
وَالْفِقْهَ مِنَ الإِيمَانِ وَهُنَّ مِمَّا يَزِدْنَ
فِي الآخِرَةِ وَيُنْقِصْنَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا يَزِدْنَ فِي الآخِرَةِ
أَكْثَرُ , وَإِنَّ الْبَذَاءَ وَالْجَفَاءَ وَالشُّحَّ مِنَ النِّفَاقِ وَهُنَّ
مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا وَيُنْقِصْنَ فِي الآخِرَةِ وَمَا يُنْقِصْنَ فِي
الآخِرَةِ أَكْثَرُ.
527- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِصَلاَةِ
الظُّهْرِ وَمَعَهُ قِرْطَاسٌ ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا لِصَلاَةِ الْعَصْرِ
وَهُوَ مَعَهُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هَذَا الْكِتَابُ
قَالَ هَذَا
حَدِيثٌ حَدَّثَنِي بِهِ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
فَأَعْجَبَنِي فَكَتَبْتُهُ فَإِذَا فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ.
528- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ،
حَدَّثَنَا مَسْعُودٌ , عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ,
عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ قَالَ : دَعَا الْحَسَنُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ
بَنِيهِ وَبَنِي أَخِيهِ فَقَالَ : يَا بَنِيَّ وَبَنِي أَخِي إِنَّكُمْ صِغَارُ
قَوْمٍ يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ آخَرِينَ فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَمَنْ
لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ أَنْ يَرْوِيَهُ - ، أَوْ قَالَ يَحْفَظَهُ - فَلْيَكْتُبْهُ
وَلْيَضَعْهُ فِي بَيْتِهِ.
44- باب من سن سنة حسنة أو سيئة
529- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ , عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ جَرِيرٍ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ
سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً عُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ
عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ
سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ
أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِ شَيْءٌ.
530- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
يَعْقُوبَ - مَوْلَى الْحُرَقَةِ ، عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ دَعَا إِلَى
هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ لاَ يَنْقُصُ
ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ
مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنِ اتَّبَعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ
شَيْئًا.
531- أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ , عَنْ مُسْلِمٍ ، يَعْنِي ابْنَ
صُبَيْحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلاَلٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم فَحَثَّ
النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبْطَؤُوا حَتَّى بَانَ
فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ
فَتَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ السُّرُورُ فَقَالَ : مَنْ سَنَّ
سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ
غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً
كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ
يُنْقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.
532- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، هُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ،
حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: أَنَا أَعْظَمُكُمْ أَجْرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لأَنَّ لِي أَجْرِي وَمِثْلَ
أَجْرِ مَنِ اتَّبَعَنِي.
533- أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ , عَنْ لَيْثٍ عَنْ بِشْرٍ , عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ دَعَا
إِلَى أَمْرٍ - وَلَوْ دَعَا رَجُلٌ رَجُلاً - كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَوْقُوفًا بِهِ لاَزِمًا بِغَارِبِهِ ، ثُمَّ قَرَأَ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}.
534- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَاصِمٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ
الله عَنْهُ قَالَ أَرْبَعٌ يُعْطَاهَا الرَّجُلُ بَعْدَ مَوْتِهِ ثُلُثُ مَالِهِ
إِذَا كَانَ فِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ لِلَّهِ مُطِيعًا , وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ
يَدْعُو لَهُ مِنْ بَعْدَ مَوْتِهِ , وَالسُّنَّةُ الْحَسَنَةُ يَسُنُّهَا
الرَّجُلُ فَيُعْمَلُ بِهَا بَعْدَ مَوْتِهِ , وَالْمِئَةُ إِذَا شَفَعُوا
لِلرَّجُلِ شُفِّعُوا فِيهِ.
45- باب من كره الشهرة والمعرفة
535- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : جَهَدْنَا
بِإِبْرَاهِيمَ أَنْ نُجْلِسَهُ إِلَى سَارِيَةٍ فَأَبَى.
536- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
, عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَسْتَنِدَ
إِلَى السَّارِيَةِ.
537- أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ : كَانَ إِبْرَاهِيمُ لاَ
يَبْتَدِئُ الْحَدِيثَ حَتَّى يُسْأَلَ.
538- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، حدثنا
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ , عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : كَانَ
الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْجُعْفِيُّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ
وَكَانُوا مُعْجَبِينَ بِهِ فَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ
فَيُحَدِّثُهُمَا فَإِذَا كَثُرُوا قَامَ وَتَرَكَهُمْ.
539- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ,
عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : قِيلَ لَهُ حِينَ مَاتَ عَبْدُ
اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ لَوْ قَعَدْتَ فَعَلَّمْتَ النَّاسَ السُّنَّةَ ؟
فَقَالَ : أَتُرِيدُونَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبِي؟.
540- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حدثنا
ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ عَنْتَرَةَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ
حَنْظَلَةَ قَالَ : أَتَيْنَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ لِنَتَحَدِّثَ إِلَيْهِ
فَلَمَّا قَامَ قُمْنَا وَنَحْنُ نَمْشِي خَلْفَهُ فَرَهَقَنَا عُمَرُ رضوان الله
عليه فَتَبِعَهُ فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ ، قَالَ : فَاتَّقَاهُ
بِذِرَاعيْهِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَصْنَعُ قَالَ أَو مَا
تَرَى فِتْنَةً لِلْمَتْبُوعِ مَذَلَّةً لِ