الاثنين، 15 مايو 2023

تاريخ الارتباط الغربي بالخليج العربي وأهدافه ودور العلماء في مقاومته ل حامد بن عبد الله العلي


بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الارتباط الغربي بالخليج العربي وأهدافه

 ودور العلماء في مقاومته

حامد بن عبد الله العلي

(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) آل عمران 139ـ142

) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوْ انفِرُوا جَمِيعاً) النساء72

الحمد لله أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسله اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد :

فهذا مقال خاص لموقع ( الإسلام اليوم ) الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ العلامة سلمان بن فهد العودة وفقه الله وجميع الاخوة القائمين على الموقع .

هدف المقال : إلقاء الضوء على تاريخ الارتباط الغربي بالخليج العربي وأهدافه ، وطبيعة المشهد الراهن ، والدور المتوقع من العلماء والحركة الإسلامية في ضوء ذلك كله .

ولنبدأ بنبذة نستذكر فيها التاريخ .

فجوة الانسحاب البريطاني من الخليج :

بقيت بريطانيا طيلة 150 سنة متواصلة القوة السياسية والعسكرية الحاكمة التي تسير شؤون إقليم الخليج ، حتى انسحبت من إقليم الخليج كله عام 1971م ، واقترن بذلك ميلاد ثلاث دول جديدة هي البحرين والإمارات وقطر ، وحصول عمان على الاستقلال ، وهنا برز ما يسمى النظام الإقليمي الخليجي .

غير أن هذا الانسحاب البريطاني أدى إلى اهتمام القوتين العظميين بملء فراغ القوة الناتج عن الغياب البريطاني ، ولاسيما في ظل وجود الثروة النفطية التي جعلت النظام الخليجي عرضة للاحتواء والاختراق ، في وقت كانت دوله ما زالت في طور بناء نفسها ، بل لعل بعضها لم يبدأ بعـــــــد في تأسيس مؤسسات الدولـــة .

وقد نتج عن ذلك وقوع النظام الإقليمي الخليجي بين تأثير السيطرة من جانب القوى الدولية ، وانكفاء كل دولة على نفسها ساعية لتأسيس كياناتها الصغيرة ، وبناء مؤسساتها ، وظهرت مشاكل الحدود والخلافات الداخلية ، مما أضعف قدرتها على بناء أمنها الجماعي ذاتيا ، وأبقى هذا النظام الإقليمي عرضة للتدخلات الخارجية المستمرة ، إلى اليوم وفي المنظور القريب .

الولايات المتحدة تملأ الفراغ بمبدأ نيكسون :

كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول مرشح لمل ء الفراغ إثر الانسحاب البريطاني من الخليج ، لما بينها وبريطانيا من تحالف استراتيجي ، غير أن الولايات المتحدة آثرت أولا العمل بمبدأ نيكسون ، الذي أعلن في عام 1969م ، وقد أطلقه بعد أن عزمت بريطانيا على الانسحاب من الخليج قبل أن تنسحب فعليا ، وينطلق هذا المبدأ مما يسمى عملية ( الفتنمة ) أي تمكين الأنظمة الصديقة لتحمل على عاتقها دورا رئيسا في قمع المتمردين ، وتخفيف العبء على الولايات المتحدة الأمريكية ، كما انسحبت أمريكا من الحرب الفيتنامية لتدعم الحلفاء في سايغون وجعل الحرب بين طرفيها الفيتناميين في الشمال والجنوب دون تدخل عسكري أمريكي مباشر في تلك الحرب .

سياسة عدم التدخل المباشر :

وهكذا استقر الرأي الأمريكي على عدم الحلول كبديل مباشر لبريطانيا ، وارتكز هذا التوجه الجديد على مبدأ وضعه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط (جوزيف سيسكو) واستند ذلك الإطار إلى بضعة مبادئ رئيسية أهمها :

1- الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، وذلك للتخفيف من حساسية الرأي العام الأمريكي التي فجرتها الحرب الفيتنامية .

2- تقديم الدعم اللازم للدول الصديقة لتعزيز مجهوداتها في مجالات الأمن .

أول مواجهة مع الغرب :

غير أنه بعدما عايش هذا النظام الوليد ، أعني النظام الإقليمي للخليج ، الارتفاع المثير لأسعار النفط عام 1973م ، بعد أن اتخذت الدول العربية المصدرة للنفط ، قرارا بحظر النفط عن الدول الغربية التي ساندت ووقفت إلى جانب الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر 73م ، ثم اتخذت قرارا آخر بأن تخفض الدول العربية المصدرة للنفط إنتاجها بنسبة 5 بالمائة شهريا لتضغط أمريكا على الكيان الصهيوني ، لإجباره على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة .

ثم لما حدثت بعد ذلك عدة قفزات في أسعار النفط ، وأصبحت منظمة الدول الدول المصدرة للنفط أوبك هي الفاعل الرئيس في تسعير النفط ، مما أدخلها في صراع مع الشركات النفطية الاحتكارية الغربية ، ثم انتقل إلى صراع بين الدول المنتجة للنفط والدول الرأسمالية الغربية وعلى رأسها أمريكا .

دفع ذلك كله أمريكا إلى الانزعاج من هذه التطورات ، والنظر إلى الدول النفطية الصديقة في الخليج على أنها من مصادر تهديد مصالحها الحيوية النفطية .

تطورات عالمية تدفع الآلة العسكرية الأمريكية إلى الخليج:

ثم جاءت المرحلة التالية التي أعقبت قرارات الحظر النفطي ، وتمثلت في التطورات التي أخذت تضغط على صانع القرار الأمريكي للتخلي ولو جزئيا عن الحذر الأكثر من اللازم ـ كما وصف ـ بخصوص عدم التورط العسكري الأمريكي المباشر ، وضرورة التحرك لحماية المصالح الأمريكية النفطية التي تواجه تهديدات خطيرة إقليمية ومن الاتحاد السوفيتي .

فبعد سقوط نظام الشاه ، أصيبت أمريكا بخسائر جسيمة بفقدان نظام حليف ، والظهور في صورة عدم القدرة على حماية حلفاءها ، وكان ذلك في صالح الاتحاد السوفيتي الذي كان يأمل أن يؤدي سقوط نظام الشاه إلى إصابة أمريكا في مقتل ، بعد ذلك جاء التدخل السوفيتي في أفغانستان ، فضاعف من التخوف الأمريكي في الخليج .

إضافة إلى توالي تغيرات دولية صبت في مصلحة الاتحاد السوفيتي من باكستان إلى أثيوبيا ، حتى وصل الأمر إلى قيام نظام اليمن الجنوبي المؤيد للاتحاد السوفيتي ، وكذلك نظام منغستو هيلا مريام في أثيوبيا ، وامتلاك العراق زمام المبادرة للقيادة العربية والضغط على دول الخليج ضد مصر والسياسة الأمريكية عقب توقيع مصر اتفاقية مع الكيان الصهيوني ، وأيضا شهدت العلاقات العراقية السوفيتية تطورات إيجابية.

ولمواجهة هذه التطورات التي حدثت تباعا ، والتي تعدها الولايات المتحدة الأمريكية أخطارا جسيمة تهدد مصالحها الإستراتيجية بشكل مباشر ، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تعدل من سياستها السابقة وأنماط علاقاتها الإقليمية وذلك بالعمل على جهتين :

الأولى : السعي لإعادة امتلاك السيطرة على القرار النفطي في السوق العالمية ، بل لقد تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع النفط العربي كملكية أمريكية مطلقة ، وقد عبر وليام سايمون وزير الخزانة الأمريكية آنذاك عن ذلك بقوله :

Those people do not own oil thy only sit on it ) , هؤلاء الناس لا يملكون النفط إنهم فقط يجلسون عليــه ) ، كتاب (النفط والوحدة العربية ) عبد الفضيل ص 188

الثانية : التلويح بالتدخل العسكري المباشر لحماية أمن النفط ، ووصل الأمر إلى التهديد باحتلال آبار النفط العربية ، حتى قال الرئيس الأمريكي ( لا يمكن السماح لأحد بإملاء القرارات ، وتقرير مصائر الدول من خلال استخدام النفط والتلاعب بأسعاره ) كتاب الدور الاستراتيجي لأمريكا في منطقة الخليج حتى منتصف الثمانينات ص 116 أحمد عبد الرزاق شكاره

وقال جيمس شليزنغر وزير الدفاع آنذاك ( إن الدول العربية تواجه مخاطر تنام في ضغوط الرأي العام الأمريكي باستخدام القوة ضدها إذا ما استمرت في حظر النفط ) أمن الخليج وتحديات الصراع الدولي ص 41

مبدأ كارتر :

وقد أدت هذه التطورات إلى بلورة ما يسمى بمبدأ كارتر الذي ينص على : ( إن أية محاولة تقوم بها أية قوة خارجية للسيطرة على الخليج الفارسي ستعتبر عدوانا على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية وسوف تستخدم كل الوسائل الضرورية للرد عليها بما في ذلك القوة العسكرية ) قوة الانتشار السريع والتدخل العسكري الأمريكي في الخليـــــــــج جيفري ريكورد ص 13 .

والمصالح الحيوية التي تدفع الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل العسكري لحمايتها من أي عدوان خارجي حددها وزير الدفاع الأمريكي هارولد براون في خطاب له أمام مجلس العلاقات الخارجية بتاريخ 6/3/1980م ، بأنها تشمـــــــــــل ( تأمين الوصول إلى النفط ومقاومة التوسع السوفياتي ، وتدعيم الاستقرار في المنطقة ، ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط ، وضمان أمل إسرائيل ) الصراع على الخليج العربي ، النعيمي ص 71

في عهد بوش ، أوسع انتشار عسكري أمريكي في الخليج :

جاء بوش بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وبروز العراق قوة إقليمية ذات قدرات متطورة ، وتزامن مع انحسار الدور السوفيتي على مستوى دعم حركات التحرر في المنطقة ، فوضعت استراتيجية جديدة تبرر التدخل في الخليج تقوم على أمــــــــــــرين :

الأول : ضمان إمدادات النفط .

الثاني : مواجهة ما وصف بأية تهديدات إقليمية في المنطقة .

وأرسل بوش رسالة إلى مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في بغداد مايو 1990م ، وقد تضمنت تلك الرسالة المعالم التالية :

1- أن الولايات المتحدة الأمريكية لإنزال ملتزمة بالمحافظة على حرية الملاحة في المياه الدولية بما في ذلك مياه الخليج.

2- الولايات المتحدة تعمل أيضا على تأمين حرية تدفق النفط عبر مضيق هرمز وكذلك تأمين استقرار وأمن الدول الصديقة .

3- إننا نوى الاحتفاظ بوجودنا البحري في الخليج في المستقبل المنظور ، وهذا الوجود يلقى المساندة من أصدقائنا في المنطقة .

4- أن وجودنا في الخليج لا يشكل تهديدا لأحد ويجب أن لا يتنظر أي دولة من دول الخليج إلى هذا الوجود على أنه مصدر تهديد وسنشعر بالقلق إذا ما أدى أي قرار من قرارات قمة بغداد إلى تقليص وجودنا في الخليج أو تقليص المساندة التي نتلقاها لهذا الوجود جريدة القبس الكويتية 27/5/1990م

وفي عهد بوش استخدمت أمريكا لأول مرة القوة العسكرية ، ولكن تحت غطاء الأمم المتحدة ، لحماية مصالحها الاستراتيجية في الخليج ، وبذلك عززت وجودها العسكري ، وارتبط بمعاهدات أمنية ، وتكثف وانتشر بصورة كبيرة لم يسبق لها مثيل ، وقد كان ذلك فرصة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية للتفرد المطلق بالهيمنة على منطقة الخليج والاستفراد بها واستبعاد القوى العالمية عن التأثير ، وقد كان هذا يشكل هدفا استراتيجيا حيويا لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية ، ولم تزل تسعى لتحقيقه ، منذ انسحاب بريطانيا ، غير أنها لم تتوفر لها الفرصة المناسبة ، في ضوء الحرب الباردة ، وحقبة الصراع مع الاتحاد السوفيتي ، كما توفرت دراماتيكيا بعد انحسار قوة الاتحاد السوفيتــــــــــــــي ، وقيام النظام العراقي بغزو الكويت.

عهد كلنتون والاحتواء المزدوج :

في عهد كلنتون ، وضعت إدارة الرئيس كلنتون مجموعة من السياسات المتكاملة فيما بينها للحفاظ على مصالح أمريكا الإستراتيجية في الخليج كما ذكرناها سابقا ، على ضوء فهم حديث لمصادر التهديد الجديدة في الخليج وتقوم على مبدأين :

1-إعطاء الأولوية لاستخدام القوة العسكرية .

2-الاحتواء المزدوج للعراق وإيران .

والهدف المباشر لهذه السياسة كما يوضحه عدد من الاستراتيجيين الأمريكيين هو أن للولايات المتحدة مصلحة كبرى في منع ظهور أية قوة تحمل نزعة سيطرة إقليمية في أي بقعة من العالم ، ولاسيما إذا كانت قوة قادرة على تهديد الاستقرار العالمي ـ أي خضوعة لزعامة أمريكا ـ عبر استخدام القوة .

وكان أول من استخدم هذا المصطلح ( الاحتواء المزدوج ) (مارتن إندك ) عندما كان يعمل مستشارا للأمن القومي لشؤون الشرق الأدنى في الولاية الأولى للرئيس كلنتون بجانب أنطوني ليك .

وقد اعتبر هذا المبدأ تغير حاسم عن سياسة توازن القوى التي سبق أن اعتمدت عليها واشنطن في عقدي السبعينات والثمانينات للحفاظ على المصالح الأمريكية ، وذلك بدعم الدولتين المتصارعتين تباعا ، أي دعم أحدهما لموازنة الأخرى مثل دعم إيران في عقد السبعينات ، ثم التحول إلى دعم الأخرى ضد الأولى مثل دعم العراق في سنوات الحرب العراقية الإيرانية ضد إيران .

عهد بوش الابن :

مما سبق يتبين أن الارتباط الغربي بالخليج مر بثلاث مراحل رئيسة :

المرحلة الأولى : الاحتلال البريطاني .

المرحلة الثانية : الانسحاب البريطاني ، واستبداله بالتدخل الأمريكي غير المباشر، دون أن تحظى أمريكا بالتفرد المطلق بالتأثير على الخليج .

المرحلة الثالثة : التفرد الأمريكي وتكثيف وجوده العسكري في الخليج .

وتبين أيضا أن اتجاه هذا الارتباط يتحول باضطراد إلى هيمنة شاملة ، وأن أمريكا غير عازمة على الانسحاب من المنطقة مطلقا ، بل إلى التطلع نحو تدخل أكثر في شؤون الخليج الداخلية ، ومما يعزز هذا الاستنتاج أن في عهد بوش الابن ، تبنت الإدارة الأمريكية لأول مرة المطالبة بل الضغط لتغيير المناهج التعليمية في الخليج ، والرقابة على أموال الجمعيات الخيرية ، وتقوم الإدارة الأمريكية بدور ثقافي مركز للتأثير على المجتمعات الخليجية ، ومن الأمثلة على ذلك إثارة موضوع حقوق المرأة الخليجية وحقوق الإنسان ، انطلاقا من النظرة الغربية ، وتكرار التلويح بضرورة التغيير نحو الديمقراطية الغربية في الخليج ... إلخ .

وتدعم الولايات المتحدة النخب الخليجية المتحمسة للثقافة الغربية ، وتسعى بوسائل متعددة للقيام بنفس الدور الثقافي الذي كانت بريطانيا تقوم به في مصر إبان الاحتلال البريطاني لمصر .

وقد استغلت تهديد النظام العراقي لدول الخليج بعد حرب الخليج الثانية ، كما تستغل الآن ما تطلق عليه ) الحرب على الإرهاب الدولي ) بعد حوادث التفجير فــــي 11سبتمبر ، لزيادة الاستلحاق السياسي بالغرب ، وذلك بهدف تحقيق أهداف الوجود الأمريكي في منطقة الخليج ، وهي :

1- ضمان أمن الكيان الصهيوني .

2- السيطرة على حقول البترول ومنع تحويله إلى سلاح ضد الغرب .

3- إحداث أكبر قدر من التغريب الثقافي في المجتمعات الخليجية .

وتستعمل في سبيل تحقيق هذه الأهداف وسائل متعددة أهمها :

1- إبقاء النظام الإقليمي الخليجي في حاجة مستمرة إلى الحماية الغربية .

2- الحيلولة دون نجاح مشاريع الوحدة أو التقارب الخليجية .

3- تكثيف دور المؤثرات الإعلامية الثقافية الغربية على المجتمعات الخليجية .

4- تشجيع دور النخب الخليجية المتغربة للقيام بدور تحسين الأهداف الغربية و إلباسها لبوس المصالح المتبادلة ، والانفتاح الثقافي ، والتفاعل الحضاري .. إلخ .

دور العلماء و الحركة الاسلامية:

وفي ظل هذه الأحوال العصيبة التي تمر بها منطقة الخليج ، فالواجب على العلماء والدعاة أن يرتبوا أولياتهم وفق المرحلة الراهنة بما يلي :

1- تشجيع عوامل التعاون بين مختلف فصائل الدعوة الإسلامية ورموزها وتوجيهها نحو التنسيق المستمر ، و تهميش الخلافات الجانبية ، لمواجهة الخطر المشترك .

2- التركيز على مواجهة الهجمة الإعلامية الغربية بهجمة مضادة شاملة تكشف عوارها وتلقي الضوء على مكامن الخطر فيها .

3-إشاعة مفاهيم الاعتزاز بالانتماء الإسلامي ، والتميز الثقافي المتمثل في تحكيم الشريعة الإسلامية في كل شؤون الحياة ، والدفاع عن مفاهيم الولاء والبراء والجهاد والوحدة الإسلامية ، ومحاربة المفاهيم الغربية المضادة .

4- العمل على دفع مشاريع التقارب و الوحدة الخليجية باتجاه التنفيذ السريع بهدف تحقيق الاستقلال التام عن التبعية السياسية للأجنبي .

5- مد جسور التفاهم وبناء الثقة مع الأنظمة الحاكمة لمنع الصدام الداخلي الذي من شأنه أن يخدم أهداف الحملة الغربية ، مع المطالبة بتولي الأنظمة بالتعاون مع قيادات الحركة الإسلامية مسؤولية حماية الهوية والثقافة الإسلامية من محاولات الاستلاب الحضارية ، وذلك بوضع خطط شاملة لحماية التعليم الإسلامي ، والثقافة الإسلامية من أي تدخل أجنبي ، وزيادة مساحتها في المؤسسات الرسمية في دول الخليج .

6-المطالبة برفع الحظر عن حرية الكلمة الناقدة المسؤولة بل وتشجيعها ، وحماية الحقوق العامة ، ومنع الظلم والتعسف في استعمال السلطة.

ولا ريب أن جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء وقادة الحركة الإسلامية ورموزها ، تحتم عليهم التحرك السريع ، المنظم والمدروس لمقاومة خطط الهيمنة الغربية على الخليج ، والحيلولة دون بلوغها أهدافها .

قال الحق سبحانه (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أحمد وأبو داود من حديث أنس رضي الله عنه ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

حامد بن عبدالله العلي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليلك إلى المواقع الإسلامية المنتقاة بأكثر من ( 42 ) لغة !!

دليلك إلى المواقع الإسلامية المنتقاة بأكثر من ( 42 ) لغة !! اللغة الرابط اللغة الأذرية http://www.islamhouse.com/s/9357 ...